ميس كمر: لهذا السبب ابتعدت عن الدراما العراقية؟

3٬449

أحمد سميسم /

نشأتها في أحضان أسرة رياضية دفعها الى الانخراط في المجال الرياضي، والدها الرباع الدولي (كمر عبد جاسم) ساعدها على دخول هذه الميادين فلعبت (الكراتيه) و(الجمناستك) في تسعينات القرن الماضي، لكنها سرعان ما انجذبت الى الفن مع أول فرصة جاءتها بالمصادفة وبمساعدة الفنان الكبير الراحل (راسم الجميلي).
الشابة الرياضية، ذات القوام الرشيق والشعر الأشقر، أجادت التمثيل التلفزيوني والمسرحي بشكل لافت وأسندت اليها أدوار لم تكن تحلم بها، لكنها اليوم غدت ممثلة بارعة يتسابق المخرجون، لاسيما في الخليج، على إسناد الأدوار الرئيسة اليها.
الفنانة ميس كمر كانت في ضيافة “الشبكة” في حوار صريح تحدثت فيه عن سيرتها وحياتها الفنية والشخصية:
المجال الرياضي
* ما الذي دفعك لدخولك الوسط الفني وكنتِ قد احترفتِ مجال الرياضة في لعبتي الجمناستك والكراتيه في تسعينات القرن الماضي؟
– دخلت مجال الفن صدفة، عندما طلب مني الفنان الراحل راسم الجميلي أن أمثل معه دور البطولة في مسرحية (الامبراطور) بأدوار وحركات رياضية مختلفة أؤديها على المسرح، فوافقت على ذلك بعد موافقة أسرتي على فكرة انضمامي الى المسرحية. من ثم توالت الأعمال الفنية وأصبحت الأنظار والأضواء مسلّطة نحوي، ولم أكن حينها أفكر في أن أدخل الوسط الفني لأنني كنت رياضية وبطلة العراق في لعبة الجمناستك لعامي 1992 و1993 فضلاً عن كوني اصغر مدربة جمناستك في الاتحاد الرياضي للجمناستك حينها.
* ربما أنت الفنانة الوحيدة التي سطع نجمها مؤخراً في دول الخليج العربي بشكل لافت للنظرمن خلال مشاركاتك في الأعمال الدرامية الخليجية؟
– كلا، لم يسرقني الفن الخليجي ولا أي فن آخر، فأنا أمثل بلدي في أي مكان اكون فيه سواء في العراق او خارجه، وحققت نجاحات كثيرة في العراق، لكن سر ابتعادي عن الدراما العراقية كان بسبب بعض النصوص التي لا تشجع على العمل ودون المستوى وأنا لا أستطيع أن أقدم أعمالاً دون المستوى الفني، وأتمنى أن أعود الى الدراما العراقية وأقوم في بغداد الحبيبة بأعمال جميلة خالدة كمستوى المسلسلات التي عملتها (إعلان حالة حب، رجال وقضية، ميم ميم، حب وحرب، كبرياء و هوى, شموع خضر الياس). هذه الأعمال ظلت راسخة في ذاكرة الجمهور العراقي، لذا أنا أسأل أين نحن من أعمال رصينة كهذه؟ فلا تلمني على ابتعادي عن الساحة الفنية العراقية.
أعمال عربية
* كيف وجدتِ التجربة العربية؟ وما يميزها عن العراقية؟
– ما يميز الدراما العربية عن العراقية هو الدعم وعملية الإنتاج الصحيحة ودعم الفنان بطريقة جيدة وتناولها للقضايا الإجتماعية، فللأسف الدراما العراقية تحولت موضوعاتها الى نزاعات وكأنها في حلبة، بسبب تناولها الأحداث السياسية التي تعب منها الجمهور، لذا فإن الدراما العراقية بحاجة الى أن تتوجه الى طروحات اجتماعية بعيدة عن نزاعات الآخرين، ولندع المشاهد العربي ينفتح على الفن العراقي بعيداً عن شؤون بلادنا.
* تارة نشاهدك كوميدية ساخرة، وتارة تفاجئينا بأدوار تراجيدية عميقة المضمون، كيف استطعت أن تقنعي المشاهد بأدائك رغم كل هذا التفاوت في الأدوار؟
– عشقي لفني يجعلني متنوعة لا أتقولب بدور واحد فأنا أعشق الفن بأنواعه ولدي القدرة على التنويع وإقناع المشاهد وهذا ما ستراه ويراه الجمهور في رمضان المقبل إن شاء الله.
* ما حقيقة أن أصول (والدتك) تنحدر من الهند، هل هذا صحيح؟
– والدتي عراقية الجنسية، وتولدها في العراق لكن جذورها تركية هندية.
* أين تكمن طاقاتك الفنية بشكل أكبر في المسرح أم في التلفزيون؟
– أعشق التلفزيون والمسرح، إلا أن حبي للمسرح أكبر.
* تعرضتِ لموجة من الانتقادات القاسية من الجمهور العراقي ومحبيك عن مشهد في المسرحية الكويتية (الياخور) التي فهمت بأنك أسأت للعراق من خلالها، هل استطعت أن تقنعي الشارع العراقي بحقيقة ما جرى لكي تعود الثقة بينك وبين جمهورك؟
– علاقتي مع جمهوري وطيدة وكبيرة جداً فهم جمهور واعٍ ومثقف، لم ولن أسيء الى بلدي في عملي الفني، لكن البعض من عديمي الضمير قاموا بقطع مقطع معين من المسرحية ووظفوه بشكل غير لائق عندما اتهموني بأني أسأت الى العراق، لذا طلبت حينها من المتابعين أن يشاهدوا المسرحية كاملة ويحكموا عليها هل أساءت ميس كمر من خلالها؟ والحمد لله فهم الجمهور زيف ادعاء من حاول بث الكراهية والتلفيق.

أم ستوري
* البعض اعتبر أن تجسيدك لشخصية (أم ستوري) لم يكن ملائماً لطاقات وإمكانات ميس كمر بماذا تعلقين؟
– كيف؟! هذا غير صحيح.. تجسيدي لشخصية (أم ستوري) كان عملاً أكثر من رائع بل هو جواز مروري نحو الأعمال العربية الخليجية.
* لدي معلومة أنك تعرضت لمحاولة اغتيال في إحدى الدول العربية؟
– اغتيال!! لم اتعرض لمحاولة اغتيال؟
* تجيدين موهبة تقليد الأصوات.. كيف اكتسبت تلك الموهبة؟
– هذا صحيح، أجيد تقليد الأصوات وقد اكتسبت تلك الموهبة منذ الصغر عندما كنت أقلد بعض الأصوات التي أسمعها بتركيز، ووظفت تلك الموهبة في بعض أعمالي الفنية .
* كم مرة عشت الحب؟
– مرة واحدة.
* ماذا سنشاهد لك في رمضان المقبل؟
– سيشاهدني الجمهور في رمضان في عمل كوميدي من إخراج الرائع أوس الشرقي، وايضا لدي عمل درامي مع الفنانة الكبيرة حياة الفهد من إخراج المخرج الكبير أحمد دعيبس، كذلك عمل آخر اسمه (العذراء) بمشاركة الفنانة شجون الهاجري للمخرج محمد القفاص وانتاج باسم عبد الأمير، وأيضاً لدي عمل كوميدي بعنوان (نصيب مختار دينار) لتلفزيون الكويت، الحمد لله رمضان هذا العام لدي وفرة من الأعمال الفنية توزعت بين الكوميديا والتراجيديا.
* ما الذي أخذه الفن منك وماذا أعطاك؟
– الفن أخذ مني حريتي، ومنحني الشيء الأجمل: حب الناس.
* منْ منَ الفنانات العراقيات يلفتن انتباهك؟
– كثير من الفنانات أحبهم ويلفتن انتباهي دوماً، مثلاً الفنانة الرائعة سليمة خضير، والفنانة إنعام الربيعي، ومن جيلي صديقتي الرائعة الفنانة الآء حسين.
* في بداياتك الفنية عملت في الإعلان التلفزيوني، هل ممكن أن تكرري تلك التجربة لو سنحت الفرصة؟
– نعم لم لا، ممكن أن أعمل مرة أخرى في الإعلان التلفزيوني، فكبار نجوم العالم عملوا في فن الإعلان.
* ما حلمك؟
– الاستقرار في بلدي.
* بماذا تنصحين الفنانات الجدد اللائي ولجن مجال التمثيل؟
– أنصح الفنانات الجدد بالاجتهاد والمثابرة وأخذ الفن بجديّة، فضلاً عن الأخلاق التي تميز الفنان فمهما كبر الفنان يجب أن تكبر معه أخلاقه.
* اسمك الحقيقي (ميسلون) كيف أصبح (ميس)؟
– نعم، اسمي الحقيقي ميسلون كمر، إلا أن الفنان المخرج الكبير كارلو هارتيون والفنان الكبير راسم الجميلي اقترحا عليّ أن يكون اسمي الفني نصف اسمي الكامل وهو (ميس) ومنذ تلك اللحظة أصبحت معروفة باسمي: ميس.
* كيف تنظرين الى الرجل؟
– لا أثق بالرجال أبداً !! مع الاعتذار للرجال لكن طبعي هكذا.
* أخيراً متى نراك في بغداد؟
– إن شاء الله قريباً.. قلبي يخفق بسرعة لبغداد ودمعتي على أطراف جفني متلهفة كي تسقط في أحضان بغداد، وشكراً لمجلة (الشبكة) الغرّاء.