نادية مراد تروي لـ”الشبكة“قصة سبيها واغتصابها وهروبها
سنان السبع/
من قرية كوجو الى الموصل ومن ثم الحمدانية كان يتنقل بها أفراد تنظيم داعش بين المعسكرات مع اخوتها وعدد كبير من النساء الايزيديات المختطفات من قبل التنظيم الارهابي، وفي “محكمة التنظيم” تم بيعها لاحد الأشخاص بأجر زهيد بعد ان عرضت صورها داخل قاعة المحكمة.
من قرية كوجو الى الموصل ومن ثم الحمدانية كان يتنقل بها أفراد تنظيم داعش بين المعسكرات مع اخوتها وعدد كبير من النساء الايزيديات المختطفات من قبل التنظيم الارهابي، وفي “محكمة التنظيم” تم بيعها لاحد الأشخاص بأجر زهيد بعد ان عرضت صورها داخل قاعة المحكمة.
ثلاثة اشهر بوجعها ومرارتها قضتها تحت سطوة هذا التنظيم الارهابي تعرضت للاغتصاب والتعذيب وأنواع الاضطهاد، وبرغم فشلها في الهروب بالمرة الأولى الا انها لم تستسلم للبقاء تحت طاعة الارهابيين، فسعت للهروب مرة ثانية وقد نجحت وغادرت مدينة الموصل بمساعدة عائلة موصلية وفرت لها هوية تعريفية والبستها النقاب.
إنها نادية مراد الشابة الايزيدية التي هزت العالم والرأي العام بكلمتها المؤثرة أمام مجلس الأمن الدولي والتي روت من خلالها تفاصيل خطفها وتعذيبها.
نادية، التي زارت السويد بدعوة من وزير خارجيتها، خصت مجلة (الشبكة العراقية) بحوار هو الأول لمطبوعة عراقية، تحدثت فيه عن طريقة اختطافها من قبل هذا التنظيم كذلك كيفية هروبها وترشيحها لجائزة نوبل للسلام.
¶نتحدث في البدء عن قصة خطفك من التنظيم الارهابي، كيف حدثت؟
ـالاختطاف حدث حينما هاجم تنظيم داعش الايزيديين في جبل سنجار، انا كنت في قرية كوجو، الكثير من الايزيديين هربوا نحو الجبال لكن قريتنا كانت بعيدة عن الجبل لذلك لم نستطع الوصول له، تمت محاصرتنا في القرية لعدة أيام من ثم قاموا بتجميع العائلات، قتلوا رجال القرية الذين يزيد عددهم على السبعمئة شخص واقتادونا الى مدرسة في قضاء سنجار، وهنا تم تفريقنا الى مجاميع، أطفال ونساء مسنات ومتزوجات وغير متزوجات، أنا اخرجوني مع مئة وخمسين امرأة وكانت معي ثلاث من بنات أخي واخذوني الى الموصل، وحين وصلنا الى الموصل قالوا لنا انكم الآن سبايا لدى التنظيم.
¶كيف كانت طريقة بيعك؟
ـ البيع كان عن طريق مايسمى “المحكمة الاسلامية” في الموصل حيث يتم في هذه المحكمة التقاط الصور لنا، وبعدها تم بيعي في المقر، مرة واحدة تم بيعي مقابل نقود، وبعدها كان يجري تبديلي بين عنصر وآخر لكن لا أعرف المبلغ بالتحديد.
¶ما اصعب لحظة عشتها عند هذا التنظيم؟
ـ كل لحظة كانت صعبة وعصية في الأيام التي قضيتها عند هذا التنظيم، لكن اصعب لحظة كانت حينما اخذوني في اليوم الأول، بعد أن قتلوا رجال القرية وكان بينهم اخوتي الستة، ونحن أخذونا مع أمي واخواتي الى منطقة سولاغ، في هذه الليلة لم نكن نعرف ماذا سيحصل بنا ولكن حين اخروجنا من منطقة سولاغ، بدأوا بلمسنا ووضعوا ايديهم على صدورنا، فهذه كانت اصعب لحظة مرت بي.
¶كيف استطعت الهرب من قبضتهم؟
ـ بعد ان اختطفني عناصر هذا التنظيم الارهابي فكرت بالهروب منهم، لكن كان في المقر حراس عديدون وسائق وشخص آخر يعلمني تعاليم الدين، حاولت الهروب من هذا المكان لكنهم مسكوني، وعقوبة اي فتاة كانت تنوي الهروب ويتم امساكها هو الاغتصاب الجماعي، بعدها تم أخذي الى الحمدانية في مكان ومن ثم اعادوني الى الموصل عند شخص واحد، فحاولت الهروب مرة أخرى، وهنا نجحت بالهروب فعلاً، دخلت على بيت بأحد أحياء الموصل ووضحت لهم ظروفي قلت لهم أنا ايزيدية وهربت من تنظيم داعش بعد ان تم بيعي كسبية واريد منكم المساعدة، هذه العائلة لم تكن مع تنظيم داعش ولم تكن متعاطفة مع افعالها، بقيت عند هذه العائلة عدة أيام، منحوني هوية تعريفية واعطوني ملابس، وهربوني الى الحدود مع محافظة كركوك.
¶اعضاء مجلس الأمن تفاعلوا مع قصتك ومعاناتك التي تحدثتي بها داخل القاعة، لكن ما الذي قدموه أو وعدوا بتقديمه لقضية الايزيديات المختطفات؟
ـ الجميع تعاطف معي ومع قضيتي حين تحدتث عن معاناة الايزيديين في القاعة، وبعد هذه الجلسة التقيت بزعماء ومسؤولين كثر منهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وطلبت منهم المساعدة لكنهم لم يقدموا شيئا حتى الآن وأنا انتظر هذه المساعدة.
¶كم عدد الايزيديات المختطفات عند تنظيم داعش حتى الان وما ظروفهن؟
-تم سبي اكثر من خمسة آلاف امرأة وطفل ومازال أكثر من نصفهم في سجون التنظيم في سوريا والعراق، وايضا هناك اكثر من ألف طفل يتدربون على القتل وبالتأكيد ان هؤلاء حين يكبروا سيصبحوا ارهابيين، ومن واجب العالم تخليص هؤلاء من يد داعش.
¶التقيت بزعماء وسياسيين ورجال دين وسافرت الى دول عدة، ما الرسالة التي أردت توصيلها من خلال هذه الحوارات؟
-بينت للعالم ما يقترفه هذا التنظيم من جرائم بشعة ضد الناس، خاصة النساء والأطفال، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم ايزيديين لا فرق لدي، الجميع تعرض الى المعاناة والقتل والتعذيب والتشريد وان معاناتهم هي معاناتي، أنني احمل رسالة انسانية تعري وتفضح جرائم داعش أمام المجتمع الدولي وتعمل على مساعدة الايزيديات المختطفات وتحريرهن من قبضة هذا التنظيم الوحشي، سأوصل هذه الرسالة الى اكبر عدد من الناس ومن الدول، وحتى ان لم يحدث شيء بالنسبة لملف المختطفات، لكن لن استسلم حتى وان لم يتحرك المجتمع الدولي لتحرير المختطفات، سوف استمر بفضحهم أمام العالم، حتى وان بقي العالم صامتا ازاء جرائمهم.
¶هل طالبتهم بمساعدة العراق على تحرير المختطفات الموجودات عند تنظيم داعش حتى الان؟
ـ طلبت من العالم اجمع ان نقف وقفة انسانية واحدة وطلبت من الدول الأوروبية ومن امريكا ان تساعد العراق في ملف تحرير المختطفات وحماية الأقليات الموجودة في العراق حتى يستمروا بالعيش داخل البلاد، كذلك مساعدة اللاجئين الموجودين في المخميات، الآف النساء ينتظرن الآن ان ننقذهن من جرائم داعش من البيع أو الايجار، لذلك نحتاج الى جهود الجميع في عملية تحريرهن.
¶ تم ترشيحك لجائزة نوبل للسلام، ماذا تعني لك هذا الجائزة؟ هل تتوقعين الفوز بها؟ وهل ستواصلين بنقل رسائلك حتى بعدم الفوز بها؟
ـ الحصول على هذه الجائزة هو فخر لكل انسان وربما مجتمعي ينتظر هذه الجائزة، لكن الجائزة الأكبر بالنسبة لي هي مساعدة الاف النساء اللواتي يقبعن تحت سطوة تنظيم داعش وكذلك مساعدة الفارين منهم، انا حين قمت بالبدء بتوصيل رسالة ومعاناة الايزيديين لم اكن أعرف ما هي جائزة نوبل ولم افكر بأن اقوم بهذا العمل من أجل الجائزة، فحتى لو لم أفز بهذه الجائزة فأنا سأستمر بفضح جرائم داعش واذهب الى دول العالم ولا استسلم، والجائزة ان فزت بها أو لم افز فهي غير مهمة بالنسبة لي، رسالتي هي فضح جرائم هذا التنظيم الارهابي بحق الجميع وان جرائمهم لاتمثل اي دين بالعالم، وسأوصل هذه الرسالة الى اكبر عدد من الناس.
¶بكملة أخيرة ماذا تقولين للشباب الراغبين بالانضمام الى هذا التنظيم؟ وماذا تقولين للنساء العراقيات؟
ـ اقول للنساء، ان كل هذه الأحداث جرت معي ومع نساء أخريات ولم يستسلموا، اطلب من المرأة ان تكون قوية وتدافع عن حقها، واطلب من العوائل التي بقيت في الموصل وتلعفر والحويجة والمناطق التي لاتزال تحت سيطرة تنظيم داعش ان يساعدوا النساء المختطفات ويقدموا العون لهن للاخلاص من هذا التنظيم، كما اطلب من الشباب ان يبتعدوا عن تنظيم داعش، صدقوني الذي يتورط مع هذا التنظيم سوف ينتهي وتنتهي حياته حتما في يوم قريب.