الشاعرة دنيا ميخائيل: يتغير الزمان بتغيير المكان

1٬718

 زهراء حسن/

اختارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر كتاب (النحال- The Beekeeper ) للشاعرة العراقية المغتربة (دنيا ميخائيل) ضمن قائمة أفضل عشرة كتب صدرت في امريكا خلال شهر اذار ٢٠١٨. ويتحدث الكتاب عن العراقيات الايزيديات اللواتي خطفهن داعش الإرهابية وتشير الى النحال عبد الله شرم الذي تخلى عن نحلاته وكرس نفسه لقضية المختطفات. وكانت إشارتها الى منجزها المهم قائلة “هذا يزيدني تواضعا”.

تمكنت دنيا ميخائيل من إثبات حضورها بقوة في الخارطة الشعرية العراقية وحين استقرت في امريكا، اثبتت حضورها الشعري في الخارطة الشعرية الامريكية ويعتبر ديوانها (الحرب تعمل بجد) من الاعمال المهمة واصبح ضمن المناهج التعليمية في الجامعات الامريكية، وكان الديوان صدر بالعربية عن دار المدى وتمت ترجمته الى الانجيليزية في امريكا. وعند الحديث عن منجزها الإبداعي، لابد من الإشارة الى ديواني (مزامير الغياب) و(يوميات موجة خارج البحر) بجزئين، صدر الاول في العراق والثاني في امريكا.

* متى اكتشفت الشعر؟هل تذكرين اللحظة التي عرفت فيها أنك شاعرة؟

-عن بداياتها الشعرية، قالت ميخائيل لمجلة (الشبكة) بأن لقبها كان في المدرسة الثانوية (الشاعرة) لكتابتها قصائد قصيرة على كارتات المعايدة لصديقاتها في أعياد ميلادهن. وتتذكر “اول مرة كتبت فيها قصيدة، كنت مع أقاربي في رحلة نهرية واثار مرآى دجلة وحركة النهر لدي مشاعر جعلتني اكتب عن رحلة الموجة التي ما ان تصل نهايتها، تولد منها موجة اخرى وأعطيت القصيدة لابن عمتي الذي كان بجانبي تلك اللحظة وكنا في الثانية عشرة من عمرنا وحولها الى زورق ورقي ورماها في النهر ووقفنا ننظر الى الزورق- القصيدة وهو يبتعد في النهر.”

* نظم الشعر في العراق إبان الثمانينات والتسعينات كان مختلفا بظروفه تماما عنه في امريكا، اية مرحلة تمثل دنيا ميخائيل شعريا وإنسانيا؟

– اعتقد بأن اسلوبي في الكتابة هو نفسه إنما تعرض لمسألتين، الكتابة كأي تجربة أخرى تنضج تدريجياً كلما تقدم الزمن وكنتُ في العراق استخدم مجازات أحياناً من أجل تجنب الرقابة ولتمرير رسالة يفهمها القراء الحقيقيون وليس الرقباء وهذا شيء كان يفعله آخرون أيضاً من جيلي وقت الحرب وربما تلك الصور والمجازات خدمت قصائدنا من الناحية الفنية ولكن أعتبر أن شعري بعد مغادرة البلد أصفى لأنه مكتوب دون غايات غير الشعر نفسه.

* كيف استطعت أن تشقي طريقك في أمريكا وتصبحين شاعرة معروفة على مستوى العالم، ويصبح ديوانك ( الحرب تعمل بجد ) واحدا من الاعمال المهمة في الأدب الامريكي؟

– حقق هذا الديوان تحديداً اهتماماً كبيراً وطبع لمرات عدة ودخل في المناهج الجامعية وتناوله بالكتابة نقاد أمريكيون على نحو جاد. أما سؤالك كيف ذلك؟ فأعتقد أن الترجمة لها دور كبير ومعرفتي للغة الانجليزية إلى حد ما تجعلني اسهم بترجمة أعمالي مع المترجمين الاخرين إضافة إلى مشاركاتي في المحافل الدولية التي تتيح لي التفاعل أيضاً مع القراء ومع المعنيين بالمنجز الابداعي.

* (كنت مسرعة جدا) قصيدة من ديوان (الحرب تعمل بجد)، تقولين فيها ” أنه بلدي كنت مسرعة،حين أضعته البارحة “, وهذه اشارة الى ضياع وطن وضياع حياة كاملة، لماذا اخترت السرعة كرمز لضياع الوطن؟

– لم تكن السرعة اختياراً. نحن نسرع لأن طارئاً ما يجعلنا نسرع. “كنت مسرعة” هي أول قصيدة كتبتها بعد وصولي إلى أمريكا. لم أكتب شيئاً في السنة الأولى لأني انشغلت بايجاد زمان لي في المكان الجديد بمعنى محاولة العبث قليلاً مع الة الزمن لفهم كيفية استخدامها لصالحك فعندما يتغير المكان يتغير الزمان معه أيضاً.

* تقول أليزابيث وينسلو الكاتبة والمترجمة في وصفها لشعرك “تمتاز كتابة دنيا ميخائيل بالتجديد، ليس في العربية فحسب وإنما لدى ترجمتها الى الانجليزية “، هل توافقين رأيها فيما يخص التجديد وفي اللغتين؟

* أليزابيث وينسلو هي التي ترجمت كتابي “الحرب تعمل بجد” بالتعاون معي وهي التي قدمته لجائزة “بين” وفاز وتلك كانت دفعة ممتازة لي وأنا أعتز برأيها المتحمس لشعري.

* تجربتك في إلقاء الشعر والأوركسترا تعزف امام الجمهور، ماذا منحتك؟

– انتابني احساس بالرهبة وأنا أمام الفرقة السمفونية العربية التي تتمتع بمستوى فاخر من العزف والأداء وكانت الصالة ممتلئة بأكثر من ألف شخص وعندما انتهيت من القصيدة وذهبت إلى خلف الستار وجدتُ هناك المغنية الاوبرالية السورية لبانة القنطار تبكي من اثر القصيدة وأخذتها مني بنية أن تغنيها على طريقتها الاوبرالية الرائعة. المهم كانت تلك تجربة فريدة بالنسبة لي.

* العراق وأمريكا ماذا يعنيان لك؟

– العراق أم وأمريكا أب

* ماذا يشغلك الان؟

– أكملتُ مجموعة شعرية جديدة ودفعتُها للنشر على أمل أن تظهر قريباً.