تألق واضح للمنتخبات العربية في مونديال قطر

498

أميرة محسن /

لم يخطر على بال غالبية متابعي مباريات كأس العالم في قطر المستوى الراقي الذي قدمته المنتخبات العربية المشاركة في البطولة، فقد كانت (القنبلة) الموقوتة الأولى بالفوز العريض للمنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني، التي أعطت إشارة واضحة وصريحة للمنتخبات العالمية بقدوم المنتخبات العربية بقوة الى هذه البطولة، بل إن المنتخب التونسي زاد حماسة الجماهير العربية الحاضرة في ملاعب قطر، والمتابعة عبر الإنترنت، بعد الفوز الكبير لنسور قرطاج على بطل العالم للنسخة الماضية المنتخب الفرنسي. عن مستوى المنتخبات العربية تحدث المدرب العراقي هاشم خميس قائلاً:
تنظيم قطري رائع ومنتخب غير جيد!!
“رغم خروج منتخب قطر من كأس العالم 2022 خالي الوفاض بعد ثلاث خسارات، لكن جمهور العنابي ضرب أروع الامثلة من أجل إنجاح البطولة، فقد شجع القطريون المنتخبات العربية المشاركة في البطولة، حين صفق للسعوديين عندما حققوا الفوز على المنتخب الأرجنتيني، والحال نفسه عندما فاز التونسيون على المنتخب الفرنسي المرشح للنهائي. وزادت الأفراح القطرية في الملاعب عندما تأهل المنتخب المغربي الى دور الثمانية.” وأضاف: “لقد نجح التنظيم القطري لأهم البطولات العالمية، ألا وهي بطولة كاس العالم، فمنذ أن أعلن الفيفا عن فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، بدأ الاتحاد القطري لكرة القدم بتجهيز منتخب جيد، وهيأ مستلزمات المشاركة في كبرى المحافل الدولية من أجل الاحتكاك بالمنتخبات العالمية وتكوين فريق تنافسي تحسباً لمونديال 2022، فشارك العنابي كضيف شرف في كوبا أميركا وكأس الكونكاكاف، وتوج بكأس آسيا الماضية، الجميع قال إن قطر تستعد بقوة لمشاركة مشرفة في المونديال، فالفوز بكأس ٱسيا ليس سهلاً أبداً، إذ أن منتخبات كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران والسعودية ليست سهلة المنال. لقد وفر الاتحاد القطري جميع وسائل النجاح للمدرب فيليكس سانشيز، الذي هيّأ فريقاً شاباً.
لكن حين بدأ المونديال حدثت الصدمة، ببداية مخيبة لقطر، إذ أن البلد المنظم كان اول منتخب يغادر المونديال بثلاث خسارات. أول عمل خاطئ قام به الإتحاد القطري لكرة القدم كان إيقاف الدوري قبل بداية المونديال بشهرين، والأمر الآخر هو أن المدرب القطري لم يحضّر لاعبيه نفسياً لمثل هذه المنافسة، لذا كان العامل النفسي هو السبب الرئيس في الإقصاء المبكر لقطر. عموماً فإن خطأ آخر وقع فيه الاتحاد القطري هو عدم إرسال ولو ١٠ لاعبين من الأندية القطرية الكبيرة الى أوربا للاحتراف، فالحكومة القطرية أنفقت مليارات الدولارات على الملاعب والبنية التحتية، لكنها لم ترسل اللاعبين الدوليين الى الخارج لاكتساب الخبرة المطلوبة، لأن عقلية اللاعب المحترف في أوروبا تختلف عن اللاعبين المحترفين في المنطقة العربية.”
المغرب، السعودية، تونس.. مشاركات ناجحة
فيما قال اللاعب الدولي محمد ناصر: “لقد قدمت المنتخبات العربية الثلاثة أروع مايكون في مبارياتها، وكانت النقطة المضيئة الأولى التي ألهبت حماس الجماهير الرياضية العربية والعالمية الفوز الكبير الذي حققه المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني بهدفين لهدف، الذي كان فوزاً يستحق الفرحة، كما قدم السعوديون أجمل الإداء في مباراتهم الأخرى أمام بولندا، التي كانت تسير لصالح المنتخب السعودي بعد عرض رائع، لكن الحظ لم يحالف المهاجمين. وفي المباراة الثالثة قدم المنتخب السعودي عرضاً جميلاً في مباراته مع المنتخب المكسيكي، لكن خبرة المكسيكيين قادتهم الى الفوز، لتخرج السعودية من الدور الأول بعد أن قدم الفريق مستويات مشرفة. والحال نفسه بالنسبة للمنتخب التونسي الذي كان قاب قوسين من التأهل بعد أن فاز التونسيون على بطل العالم للنسخة الماضية المنتخب الفرنسي، وهذا يعد إنجازاً بحد ذاته، ثم تعادلت تونس مع الدنمارك، لكن الحظ لم يقف مع الفريق في مباراتهم الأخيرة مع أستراليا ليخسر بهدف. إن ما قدمه المنتخب التونسي من أداء كان رائعاً جداً، إذ تمتعنا بمشاهدتهم وهم يتلاعبون ويسقطون بطل العالم الديك الفرنسي بعد عرض قوي أطرب الجماهير العربية.  أما المنتخب المغربي فقد كان فرس الرهان عندما تأهل بكل جدارة عن مجموعته محققاً المركز الأول جامعاً سبع نقاط، وكانت مباراته الأخيرة في المجموعة أمام كندا، استطاع المغربيون فيها تقديم فواصل فنية رائعة توجت بفوز أسود الأطلس بهدفين نظيفين، ليعبروا الى المرحلة الثانية بجدارة واستحقاق.”
نتائج عربية تاريخية
أما المدرب الوطني عبد الإله عبد الحميد فقال: “ثلاثة منتخبات عربية هي السعودية وتونس والمغرب، قدمت أروع مايكون في قطر 22، بتحقيق الفوز على منتخبات عالمية لها باع طويل بالمشاركة في كأس العالم، مثل منتخب الارجنتين الذي أخفق أمام المنتخب السعودي، وفوز مستحق للمنتخب التونسي على بطل العالم المنتخب الفرنسي. الحقيقة أنها نتائج تاريخية، كما لا ننسى المستوى الراقي الذي قدمه المنتخب المغربي الذي حقق المركز الأول على مجموعته بسبع نقاط بعد فوزين وتعادل واحد، ليعبر الى المرحلة الأخرى. لقد كانت الجماهير الرياضية العربية تنتظر من المنتخب القطري أن يقدم المستوى المطلوب، لكن العنابي لم يظهر بالشكل المطلوب وخسر جميع مبارياته الثلاث مع عرض غير مرضٍ إطلاقاً، فقد نجحت قطر تنظيمياً لكنها لم تنجح في إعداد منتخبها بالشكل المطلوب.”