بين بغداد والكويت للفن رسالة إنسانية..

308

مجلة الشبكة/

الفن ينبغي أن يكون للحياة، وما بين الهموم الإنسانية وإرهاصات الحياة اليومية, بات لزاماً أن تكون الرسالة أوسع وأشمل، رسالة تبني الحياة، تجعل الإنسان أكثر تفاؤلاً وإشراقاً، أكثر ترابطاً مع الآخرين، وقدرة على التعايش، إذ أنه يقدم معايير إنسانية صرفة، لأنه يتعامل مع الروح البشرية بشكل مباشر, ويرتقي دائماً بالوجود البشري, بتناوله قضايا ومشكلات المجتمع المعاش.
وحين يكون الفنان مرآة لمجتمعه، فمن المؤكد أنه سينصهر في بودقة المجتمع، فيصبح الهم الإنساني قضيته دون الالتفات إلى العرق والدين والمذهب والقومية، لذا فإن الفنان محكوم بطرق أبواب المجتمع الاجتماعية والثقافية بعيداً عن كل الانتماءات.
إنجاز فني
الممثلة الكويتية (هيا الشعيبي) أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحها، خلال مقابلة تلفزيونية، أن فنانين كويتيين لا يلبّون طلبات الجمهور العراقي بالذهاب إلى العراق، على العكس منها، إذ أنها استجابت لذلك بعرض مسرحيتها (الحوش) في العاصمة بغدا ، وهي أول مسرحية يشارك فيها ممثلون كويتيون تُعرض في العراق منذ أكثر من 32 سنة.
الشعيبي أكدتً أن مسرحيتها من نوع (الرعب الكوميدي)، وتحدثت عن ضرورة الوحدة العربية ونبذ الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، معتبرةً أن ما لم تقدر عليه السياسة، يستطيع الفنّ أن ينجزه، في إشارة إلى تحسين العلاقات بين الشعبين الكويتي والعراقي.
من جهتها، ذكرت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، أن خطوة الشعيبي خطوة جبارة في عرض مسرحية كويتية مشتركة في بغداد.
المغنية الكويتية شمس، هي الأخرى أحيت حفلات عديدة في العراق، ولاقت من شعبه ترحيباً وكرماً منقطع النظير، وذكرت أنها لم تكن في حاجة للحماية، لأنها تعيش وتتجول وسط محبيها وإخوتها من الشعب العراقي.
يذكر أنه في العام 2017 أثير جدل إعلامي كبير حول حفلة أُعلن عنها للفنان كاظم الساهر في الكويت، حينما اعترض الكثير من الكويتيين، بينهم فنانون ووسائل إعلامية، على غناء الساهر في الكويت، بسبب ماجرى بين البلدين في العام 1990, الساهر بدوره نشر تسجيلاً صوتياً طالب فيه العراقيين والكويتيين بالتوقف عن تبادل الشتائم، قائلاً “أقدر الألم الكبير الذي عاناه شعبنا الكويتي، وهذا لا يقبل به لا الله ولا الشعب العراقي البريء الذي لا ذنب له، الذي دفع الثمن غالياً جداً من خلال سنوات الحصار والظلم والألم والمعاناة والحروب.”
أعمال مشتركة
(انتقام مشروع)، هو عمل درامي مشترك بين العراق والكويت بعد أكثر من 30 سنة, شارك فيه من العراق رضا طارش وبيداء المعتصم وسلامة سالم وفوزية حسن، ومن الكويت عبد الله بوشهري ومحمود بوشهري وأحمد السلمان.
من جهته، ذكر المخرج الكويتي خالد أمين أن “من المهم أن نقدم أعمالاً مشتركة، وأن رأي الجمهور العراقي مهمٌ جدا، ونحاول اتخاذ خطوات مهمة وحلول ناجعة في عملية إشراك الفنانين العراقيين في الدراما الخليجية، فهم جزءٌ لا يتجزأ من هذا المجتمع. الفنان المرحوم حسين عبد الرضا أضاف الفنانة ميس كمر، وأنا أضفت ممثلين عراقيين في بعض الأعمال، وبالتالي، يهمنا حضور الفنان العراقي دوماً وأبداً.”