لا عودة للتهريب وغسل الأموال السوداني في مؤتمر ميونخ للأمن

380

آمنة عبد النبي /

جولاتٌ ماراثونيّة دسمة، سواء في مضامين مؤتمر ميونخ للأمن بدورته الـ 59، الذي ناقش أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الأمن الدولي، بعيداً عن المسرح والكاميرات، أو في ما تضمنهُ هامش المشاركة عبر حلقة لقاءاتٍ نقاشية، إذ كانت لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الذي ذهب بصحبةِ وفدٍ حكومي رفيع المستوى لقاءات استثنائية مع قادة العالم ومسؤولي الاتحاد الأوروبي ودبلوماسيّي السياسة الدولية.
اللقاءات ناقشت التحديات التي تواجه العراق، لاكتشاف الحلول الممكنة في مجال مكافحة غسل الأموال والتهريب والتجارة المشبوهة، وكذلك قانون الجرائم المالية، واسترداد المطلوبين عبر الإنتربول، وأيضاً منح قطّاع الطاقة والغاز أولويةً في العمل المشترك والتطوير.
تجاوب دولي واسترداد مطلوبين
مؤتمر ميونخ للأمن والسياسة من المؤتمرات المهمة على مستوى العالم، وحجم الحضور فيه كبير من مختلف دول العالم، حيث أخذ الجانب الأمني الحيز الكبير في الاهتمامات والأحاديث واللقاءات الثنائية على مستوى المجاميع والجلسة الافتتاحية، وهو ما أكدهُ السوداني في كلمته عن مضامين المؤتمر ومخرجات التعاون الدولي بكافة المجالات، قائلاً:
“أوضح العراق في المؤتمر أولاً قراءته للوضع الأمني في المنطقة، والتأكيد على أن أمن العراق ضمانة لأمن واستقرار المنطقة، وبالنتيجة العالم بأسره، إضافة إلى ذلك بينّا أهمية التعاون وتبادل المعلومات بين أجهزتنا الأمنية ونظيراتها في المنطقة والعالم، والتأكيد على أهمية التجاوب في استرداد المطلوبين والمتهمين، ومن الجدير بالذكر أننا أجرينا 26 لقاءً خلال يومين، استقبلنا فيها في مقر إقامتنا كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، والسياسيين على مستوى رؤساء الوزراء والوزراء ومسؤولي المنظمات الدولية، علماً أن المسؤولين الذين التقيناهم أبدوا تفهماً ودعماً حقيقياً واتفاقاً مع الرؤية العراقية، لذلك أنا أعتقد أن رسالة العراق ورؤية الحكومة وصلت في مؤتمر ميونخ، وأن أولوياتنا وصلت إلى أسماع جميع الجهات الدولية، وهي تعمل معنا في ضوء هذه الأولويات.”
محاربة الإرهاب وتعزيز الطاقة
وفي إطار اللقاءات الماراثونية التي أجراها السوداني في مقرّ إقامته، وعلى هامش مؤتمر ميونخ للأمن، كانت منها محطة شراكة تنموية وأمنية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إذ شهد اللقاء التباحث في ملفات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها على مختلف الصُّعد والمجالات، بما يعزز قدرة العراق على مواجهة التحديات الاقتصادية ومتطلبات التنمية، فضلاً عن إيلاء العراق أولوية خاصة للإصلاحات الاقتصادية، وتركيز الحكومة على تنمية قطّاع الطاقة، وإنشاء شراكات تنموية واستثمارية في قطّاع الغاز، وأيضاً رغبة العراق في توطيد التعاون مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب.
شراكة اقتصادية واستثمار متنوع
أما وزير خارجية بريطانيا (جيمس كليفرلي)، وخلال لقائه بالسوداني في مقر إقامته، فقد استعرض العلاقات الثنائية وسبل تنميتها بين البلدين، وبحث الجانبان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، فضلاً عن مناقشة تدعيم أطر التعاون والشراكة في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، وفي مجالي الطاقة والاستثمار.
وأكد السوداني تطلع العراق إلى علاقات متوازنة على المستويين الإقليمي والدولي، ورغبته في تعزيز آفاق التعاون مع بريطانيا، واستغلال الإمكانات المتاحة من أجل بناء شراكات اقتصادية متنوعة.
تفعيل الإنتربول والجرائم المالية
الأمين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية الإنتربول (يورغن شتوك)، كان له لقاء دسم مع السوداني، وتحديداً في ملف استرداد الأموال والمطلوبين، فقد أكد السوداني خلال اللقاء أن سرقة المال العام من أهمّ التحديات التي تواجه العراق، وأن مكافحة الفساد من ضمن أولويات البرنامج الحكومي، كما أن إجراءات الحكومة تتطلب تعاوناً من المنظمة، ولاسيما في مسألة التعامل مع الطلبات التي تُقدم بخصوص الجرائم المالية، وأيضاً كانت الإشارة إلى إجراءات الحكومة في تأمين الحدود العراقية ووصلها بخدمات الإنتربول بشكل كامل، داعياً منظمة الإنتربول الدولية إلى تقديم الدعم في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر العاملة في المقرّ الرئيس ومكاتب الإنتربول المستحدثة في المنافذ الحدودية.
تنمية الغاز والطاقة المتجددة
وحول دعم دول الاتحاد الأوروبي والشراكة في مجالات الطاقة، استعرض السوداني مع السيدة (أورسال فوندرالين)، رئيسة المفوضية الأوروبية، العلاقات بين العراق ومجمل دول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً رغبة العراق في عقد شراكات تنموية متطوّرة مع دول الاتحاد في مختلف المجالات. من جانبها أعربت فوندرالين عن دعمها لرئيس الوزراء وقرارته الإصلاحية، وعن إقبال عموم دول الاتحاد الأوروبي على التعاون والتبادل مع العراق، في ظلّ الشراكات الطويلة الأمد، وأشارت إلى جدية الدول الأوروبية في إيجاد شراكات حقيقية في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة.
تهدئة سياسية وطاولة حوار
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في مقرّ إقامته، على هامش المؤتمر، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، (نيكول باشينيان)، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل توطيدها وزيادة التعاون والشراكة الاقتصادية، بما فيه مصلحة الشعبين الصديقين العراقي والأرميني.كذلك التقى السوداني وزير الخارجية في دولة الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، وبحث الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتأكيد على الروابط الأخوية والمشتركة التي تجمع العراق والكويت بما يسهم في استقرار شعبَي البلدين نحو التنمية والازدهار، كذلك كان هناك لقاء مثمر جمع السوداني برئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية رشاد محمد العليمي، إذ أكد السوداني على استمرار جهود العراق الداعمة للاستقرار والتهدئة وسياسة التواصل والحوار التي انتهجها إزاء مختلف الأزمات.