أريدها أن تعود أنثى

563

صفحة تُعنى بالمشكلات الأسرية التي تصل المجلة عن طريق البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف المجلة نضعها أمام مجموعة من المتخصصين بقضايا الأسرة والمجتمع لإيجاد حلول لها.

المشكلة…
د.ح امرأة شابة، أم لست بنات، أرسلت مشكلتها بقولها: تزوجت عن حب جمعنا أنا وزوجي بعدما كنا في كلية واحدة، وأصبحت لدينا عائلتنا المكونة من البنات فقط، زوجي كان يريد الصبي جداً، ومع كل بنت تولد كان يتمنى لو أنها صبي.. الى أن وصل الحال أن جاءت ابنتنا السادسة، فتعلق بها جداً واعتبرها صبياً، وبدأ يلبسها ثياب الصبيان ويقص شعرها مثلهم، ويأخذها أينما يذهب بين مجالس الرجال. الصراع والخوف بدأ يشتد بيني وبينه، وذلك بسبب خوفي على أنها تعيش على أنها صبي وليست بنتاً، وفعلاً بدأت المشاكل تحدث لها عند دخولها في مدرستها الابتدائية، فهي تضرب كما الصبيان وتتسلق الجدران مثلهم وتتكلم وتتصرف مثلهم، وهنا ازدادت مخاوفي وشعرت بالأزمة الحقيقية تجاه ابنتي وما ينتظرها، فهي تنعزل عن البنات ولا تحب الحديث او اللعب معهن، حاولت كثيراً التحدث مع والدها لمساعدتي في إرجاع البنت الى وضعها وتكوينها الطبيعي كأية بنت، إلا أنه كان بعيداً جداً عن خوفي، بل إنه مشجع لكل ما هي عليه. الآن كيف السبيل في مساعدة ابنتي؟

الحل…
أستاذة علم النفس د. شيماء العباسي تجيب صاحبة المشكلة:
عزيزتي الأم
مشكلتك ليست بالأمر الصعب وممكن حلها، لأن الحل سيعتمد عليك وعلى جهودك والطريقة التي سوف تتبعينها مع ابنتك وهي ضمن الخطوات الآتية:
أولاً: عليك أن تتكلمي مع ابنتك وتوضحي لها أنها بنت، وهذا ما خلقها الله عليه، وأنها تختلف عن الرجل بكثير من الأمور، كالشكل والصوت ونعومة الجلد، إضافة إلى تكوينها وأعضائها الجسدية التي تختلف كثيراً عن الرجل، وتعزيز أنها الوحيدة القادرة على الحمل والإنجاب، وهذه الميزة والهبة العظيمة ميزها الله للمرأة دون الرجل.
كذلك عليك تقوية ثقة ابنتك بنفسها وحبها لذاتها ولجنسها الأنثوي، وعليك -عزيزتي الأم- أن تعطي لها أمثلة عن النساء المبدعات في الحياة، كسيداتنا خديجة وفاطمة الزهراء وزينب (عليهن السلام) والخنساء وزها حديد وغيرهن.
ثانياً: كوني صديقة مقربة لابنتك وخذيها دائماً معك إلى صالونات الحلاقة النسائية لتشاهد بنفسها البنات وهن مفتخرات بأنوثتهن، وكذلك اصطحابها إلى محال الملابس النسائية، واجعليها تختار ملابس نسائية على ذوقها، وحاولي أن تحثيها على شراء الفساتين بدل البنطلونات لتشعر بأنوثتها.
ثالثاً: حاولي أن تشركي ابنتك في فرق فنية، كأن تكون فرق عزف او تمثيل، على شرط أن تكون مختلطة لتشعر بالفرق بينها وبين الجنس الآخر، ولتشعر بأنها أنثى. واعملي بالاتفاق مع المعلمات، ولاسيما المعلمة التي تحبها ابنتك، على أن تتحدث معها وتجعلها تؤمن بأنها أنثى من خلال إعطاء أمثلة او عرض فيلم تعليمي يعرض في الصف يوضح الفرق بين الأنثى والذكر.
المهم عزيزتي الأم أن تكوني واثقة من قدرتك في تغيير اتجاهات ابنتك نحو جنسها ونظرتها إلى ذاتها من خلال تشجعيك ومدحك لها عندما تتصرف بأنوثة ورقة.. أخيراً، وليس آخراً، فإن ابنتك أمانة استودعها الله عندكم، عليك عزيزتي الأم الحفاظ عليها وإيصالها إلى بر الأمان، ولا تنسي الحديث الشريف “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.”