ارتداء الريش.. ناقوس خطر يدق في عالم الأزياء

1٬202

ترجمة: ثريا جواد/

أصبحت السجادة الحمراء ميدانا للاحتجاجات من قبل النشطاء هذا العام 2018 سواء في مهرجان كان السينمائي الأخير أو خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار. والسبب ظهور العديد من نجمات السينما العالمية بملابس مزينة بريش الطيور كالنعامة والطاووس والأوز والدجاج والبط.

واعتبر النشطاء ارتداء مثل هكذا ازياء سلوكاً غير أخلاقي وينم عن القسوة، وازداد الأمر بشاعة حين ظهرت دوقة (كورنوال) مرتدية ملابس مصنوعة من الريش خلال الزفاف الملكي الأخير للأمير وميغان ميركل.

تاريخ مشهور

صناعة الموضة والأزياء لها تاريخ طويل وشهير مع الريش حيث استخدمه الكثير من مصممي الازياء والماركات العالمية في تصاميمهم، ولعل أبرزهم المصمم البريطاني الراحل (الكسندر ماكوين) الذي استلهم من الريشة ألوانها ورسوماتها وانعدام ثقلها وهندستها واستخدمها بشكل متقن في تصاميمه. ومن المعروف عن ماكوين حبّه للطيور وطريقة تحليقها في الجو وكان يعمل على نقل جمال الطيور الى إطلالة المرأة.

(كوكو شانيل)، الأسطورة الفرنسية الراحلة هي الاخرى مولعة بـالزخارف من الريش والتي كانت تستخدمها في كثير من الأحيان كزينة في مجموعاتها أضافة الى دور أزياء عالمية أخرى مثل إيف سان لوران وكريستيان ديور وكريستوبال بالينسياغا الإسبانية.

حماية الطيور

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية الساحقة من البريطانيين لم يحلموا أبداً بارتداء الفرو الحقيقي بعد ان اتضحت لديهم الفكرة عما تعانيه الحيوانات في مزارع الفراء بعد الإمساك بها بواسطة مصائد الفك الصلب في البرية. تقول (إيفون تايلور) مديرة مشاريع الشركات في منظمة (بيتا) لحماية الحيوانات “لا يزال العديد من المتسوقين غير مدركين للوحشية المتأصلة في صناعات الريش.” وتدعي (بيتا) أن العمال في الصين يقيدون الأوز وهو يصرخ ويكافح من أجل البقاء على قيد الحياة ويأخذون الريش منه بنسبة 80٪. وقد تصدرت المنظمة عناوين الصحف والمجلات في الآونة الأخيرة عندما اتهمت ماركة (كندا غوس) بإساءة معاملة الأوز في سلسلة التوريد الخاصة بها وهو ادعاء أنكرته العلامة التجارية الخاصة بالملابس الخارجية. ومع ذلك يحاول النشطاء تسليط الضوء على التأثير السلبي لاستخدام الريش منذ سنوات طويلة، ففي العام 1890 في بوسطن حاول كل من مينا هول و خارييت لورنس خلال حفلات الشاي التي تحضرها الشخصيات الاجتماعية إقناع أصدقائهم الأغنياء بالتوقف عن شراء القبعات المصنوعة من ريش حقيقي.

هل يمكن للريش أن يكون أخلاقياً؟

الإجابة ستكون لا، وذلك تبعا للألم الذي تشعر به الحيوانات نتيجة عملية (النتف). وتقول (تايلور) إن الأمر لا يعد جريمة اذا تساقط الريش من الحيوانات بشكل طبيعي.

ولكن كمية الريش التي يزود بها المصممون غير معقولة وتفوق حجم التساقط الطبيعي للريش. ومن الجدير بالذكر ان قانون (الحياة البرية والريف) للعام 1981 الذي يحظر الحصول على ريش او جلد الحيوانات من مصادرها الطبيعية بعملية غير أخلاقية، وترغم اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات البرية الموقعين على التأكد من أن هذه التجارة بالحيوانات لا تهدد وجودها. وأضافت (بيتا) “وجدت عندما يتم استخدام أجزاء من الحيوانات في صناعة الأزياء، فإن الزوايا التي يتم قطعها ويساء استخدامها اصبحت أمراً شائعاً .”

بدائل نباتية

دعت منظمة (بيتا) جميع مصممي الأزياء الى إيجاد بدائل نباتية للمنتجات الحيوانية من المواد المعاد تدويرها والمستدامة تماما كما فعلت البريطانية (ستيلا مكارتني) أيقونة التصميمات العصرية التي تتميز بأنها بعيدة تماماً عن إلهام الحيوانات، فلا تعتمد على الجلود أو الفرو مثلاً، ولكنها تستوحي تصاميمها من الحياة النباتية بألوانها ونقوشها وطبيعتها الجذابة إضافة الى محال اخرى اتبعت سياستها ومنها Top Shop ، و Sweaty Betty و Asos عن طريق منع الريش من منتجاتهم.

ورغم كل هذه المناشدات من قبل الناشطين وغيرهم من المنظمات التي تدافع عن الحيوان تتنافس غالبية الدور العريقة في عالم الموضة والأزياء لتقديم كل ما هو جديد واستعادة صيحات قديمة وتقديمها بشكل جميل ومبتكر وأبرزها (الريش) لتزيين أكسسوارات المرأة الأنيقة.

عن الجارديان