الإقبال على اقتناء الأعمال اليدوية يحفز النســــــــاء على اقتحام عالمها

43

أربيل / الشبكة العراقية/

ازداد في الآونة الأخيرة الإقبال على صناعة وبيع الأعمال اليدوية (الهاند ميد)، التي تقوم النساء بالعمل فيها وصناعتها، ولاسيما الأكسسوارت والعقود النسائية والمسبحات، والكثير من الأعمال والحرف التي تتطلب مهارة يدوية وإتقاناً منفرداً، إذ تمتاز هذه الأعمال بجمالها وأناقتها وكونها قطعاً نادرة غير مكررة.
تقول (هبة الحجار)، المتخصصة في مجال (الهاند ميد) إن “الناس يفضلون هذه الأعمال لأنها في الغالب تتكون من مواد طبيعية، فأنا أعمل في مجال صناعة الشموع اليدوية، التي تتكون من (الصويا) ومواد طبيعية بالكامل، وتكون ذات احتراق مختلف، والناس يفضلونها كونها مشغولة ومصنوعة بشكل يدوي بحت.”
التشجيع والتحفيز
هنالك كثير ممن يدعمون ويحفزون من يعملن في مجال الصناعات اليدوية، في هذا الصدد تضيف الحجار:
“هنالك كثير ممن يشجعون الأعمال اليدوية، ويقدمون لنا الدعم لتطوير أعمالنا، كونها تختلف، لأنها مصنوعة بروحية مختلفة، وأيضاً هي تصنع بحب، فكل شيء نقوم بصناعته وعمله فهو ليس مجرد عمل، بل إننا نعطيه من روحنا ووقتنا وراحتنا وجهدنا لكي يظهر بهذا الجمال الأناقة والترتيب.”
أما (سيران آزاد)، التي تعمل هي الأخرى في مجال الأعمال اليدوية فتقول:
“أنا أعمل في مجال (الهاند ميد) في الأكسسوارات والمجوهرات والخرز والمرجان والعقود النسائية، والناس نوعان، فهناك من يبدي اهتماماً بالأعمال اليدوية ويقوم بتشجيعنا ولديه شغف في هذا الجانب، لكونها أعمالاً فريدة ومصنوعة بجهد وإتقان، وهي بالتأكيد تختلف عن الأجهزة والمعامل. لكن هناك قسماً آخر لا تشكل هذه الأعمال بالنسبة له أية أهمية، لأنه لا يعرف قيمة هذه الأعمال.”
الدقة والمهارة
مما لاشك فيه أن هذه الأعمال تحتاج الى التركيز والدقة والإتقان لكي تظهر بشكل أجمل من المصنوع من خلال الأجهزة والمعدات، حول هذا الجانب تضيف سيران قائلة:-
“هذه الأعمال تحتاج الى دقة متناهية وإتقان ودراية ومعرفة بالأعمال اليدوية، وتكون غالية، إذ إن المواد الأولية لهذه الاشياء تكون بأسعار عالية جداً، وأنا هنا أتحدث عن مجال عملي في الأكسسوارات والعقود النسائية، فبعض الأحجار الكريمة تكون غالية جداً، كما أنها تحتاج الى وقت طويل في صناعتها وربطها وحياكتها وما الى ذلك، فبعض الأعمال تحتاج الى أيام لكي أقوم بإنجازها، لكن نفس العمل قد لا يستغرق ثواني في المعامل او من خلال الأجهزة، لكن نحن نحتاج الى وقت طويل لكونها تصنع باليد بشكل كامل، وهذه الأعمال يقبل عليها كثير من الذكور والنساء، وبالأخص هنالك فئة لديهم حب وشغف بالأعمال اليدوية.”
أما (بنار ناصح)، وهي أيضاً تعمل في مجال الأعمال اليدوية فقد تحدثت عن تجربتها في هذا المجال قائلة:-
“أنا أعمل في مجال الأكسسوارات، التي تقبل عليها النساء، وبالأخص ممن يرتدينها مع الزي الكردي، وأقوم بصناعة الأكسسوارت والمسبحات وكافة الحلي من الأحجار والخرز البراقة المزركشة، لكافة الفئات العمرية للرجال النساء. والناس أصبحوا يهتمون ويقبلون على الأعمال اليدوية، ولديهم حب للتعرف عليها واقتنائها وشرائها، وبالأخص عند تقديمها كهدايا الى الأهل والأصدقاء والأقارب والمحبين، وما يميز الأعمال اليدوية انها ليست لها تاريخ نفاد، او أن تصبح قديمة، بل على العكس تماماً، فهي تزداد جمالاً وألقاً، وبالأخص الأشياء المصنوعة يدوياً، التي تحاكي التراث والفلكلور والتاريخ، كما أنها لا توجد لها نسخ مماثلة، فبعض العقود والأكسسوارات النسائية قد تجد منها في المستورد مثلاً، لكنها تستخدم فيها مواد استهلاكية خفيفة بسيطة، أما نحن فإننا نستخدم أجود أنواع الأحجار الكريمة، وكذلك بقية المواد الداخلة في صناعتها، وهي أيضاً من مخيلتنا وأفكارنا الخاصة، وهذا ما يضفي عليها طابعاً جمالياً فريداً رائعاً مميزاً، والناس يوماً بعد يوم أصبحوا يقبلون على شراء هذه الأعمال.”