الازياء العراقية رسالة حضارية الى العالم

648

فكرة الطائي /

قوام رشيق والوان زاهية وعيون حالمة، ذلك ما لمسته منذ الوهلة الاولى وأنا أرصد حركات عارضات دار الازياء العراقيه في أستعدادهن للتحضير الى عروض ازياء تأريخية ومعاصرة، حيث تتغير الالوان ويتبادلن الادوار في ارتداء أزيائهن المختلفة.
كنت في بادئ الامر أنظر الى هذه المهنة في أنها مهنة أستعراض جمالي لاغير لكن مشاهدتي للتدريبات والحوار مع مجموعة من العارضات غيرت قناعاتي ومفاهيمي لهذه المهنة، أذ أنها مهنة صعبة ولا تليق الا بنساء يمتلكن مواصفات خاصة، تضيف الى جماليات الفساتين جمالا وبهاءا أنسانيا حتى يكاد ذلك الجمال يتكلم ويعلن عن نفسه وحضوره المميز، كما يحتاج الصبر والقدرة على التمثيل وأداء الحركات المتوازنة والمتناسقة مع أيقاع الوان الملابس.
هذا العالم الجميل الذي يبهرنا في عروضه الجمالية التي تنفتح على جمهور واسع من المهتمين، يبقى في حقيقته منغلقا على عالم العارضات وخصوصياتهن في العمل والحياة، أذ بقيت الاسئلة تدور، كيف أحببن هذه المهنة؟ ما المواقف المحرجة التي تعرضن لهن أثناء العمل؟ ماهي طموحاتهن الفنية خارج حدود المكان؟
أعرف جيدا، أن عارضات الازياء في العراق لم يأخذن حقهن من الشهرة لاننا لانمتلك صحافة متخصصة تعنى بهذا القطاع مثلما هو الحال في العديد من دول العالم حيث هناك مجلات الازياء والمودة والمجلات الفنية التي تفرد صفحات مميزة  لعروض الازياء فضلا عن وسائل الاتصال الاخرى التي أخذت في متابعة هذه النشاطات الفنية، أردت بعد أن أبتعدت عن منصة العرض أن أتحاور مع العارضات سعيا لاكتشاف عوالمهن الخاصة.
حب المهنة يجعلني كالفراشة
بهذا الوصف، بدأت عارضة الازياء “سحر الربيعي” حديثها معي، وسحر لم تزل طالبة في المرحلة الثالثة أدارة أعمال، وهي متزوجة وأم لطفلة، وتعشق عملها في دار الازياء العراقية وهي فضلا عن عملها عارضة للازياء فهي راقصة باليه أيضا.
* هل واجهتي صعوبات أو مضايقات في بداية رحلتك العملية ؟
–  لم تواجهني صعوبات أو مضايقات وأنما وجدت كل الدعم من قبل الاهل والزوج، وكذلك لمست من الجمهور الكبير المثقف والواعي كل التقدير والاحترام، أما القلة القليلة فأنا أعدهم أعداء النجاح يسعون الى أحباط جهودنا ولايحبون التميز، ألا أن هذه القلة لا أتوقف عندها أذ أن عشقي لمهنتي كبيرو أستطيع عبور كل شائبه تعترض طريق نجاحي من خلال هذا الحب للعمل، ولا يخلو أي عمل من صعوبات ومتاعب لكنها في النهاية تؤدي الى ذروة النجاح، ولا يمكن أن تأتي النجاحات جاهزة فأننا من خلال عملنا في دار الازياء العراقية منذ “14” سنة وحتى يومنا هذا نعمل بجد ومثابرة بغية النجاح والتقدم.
*كيف تنظرين لتجربة عملك وعمل زميلاتك في هذا الميدان؟
– أنظر لتجربتنا في العمل بفخر وأعتزاز، فنحن نموذج جيد نعمل بروح الفريق الواحد وتعلمنا في هذه الدار أشياء كثيرة وأكتسبنا خبرة محلية وخارجية من خلال المشاركة في العروض في بعض الدول العربية والاجنبية مثل ” الجزائر، تونس، المغرب، قطر، بلغراد، صربيا ،كوريا الجنوبية ” فقد أضافت هذه التجارب خبرة عملية ومنحتنا القدرات على تلافي الصعوبات أو المواقف المحرجة التي تواجهنا أثناء العرض.
* هل حققتي حلمك؟
– لا أستطيع أن أنفي أو أؤكد ذلك، فقد حققت الكثير في مجال عروض الازياء وأنا فخورة بما أنجزت لكني لم أزل أحلم بالكثير.
عروض الازياء.. رسالة حضارية
تقول هالة نعيم الخفاجي ” أن كل عرض من عروض الأزياء يحمل رسالة حضارية للمشاهد سواء ان كان هذا العرض تأريخي أو معاصر ”  وهالة أمضت حتى الان “10”سنوات في العمل وتعد المضايقات ضريبة النجاح.
* لماذا أخترت هذه المهنة؟
– أخترت هذه المهنة لانها تجسد حياتي اليومية في البيت أو خارجه فأنا أحب الازياء وتنوعها وأهتم بأناقتي كثيرا
* هناك مواصفات محددة ومعروفة لعارضة الازياء، لكن ما هو المميز في عارضة الازياء العراقية؟
– نعم هناك مواصفات وقياسات جمالية لعارضات الازياء منها الطول والوزن والسمات الجمالية والجاذبية، لكن عارضة الازياء العراقية تتميز بخصوصية جمالها الشرقي وثقافتها وحضورها المميز على خشبة المسرح أثناء العرض
حلمي يكبر معي
أخبرتني “أسلام حافظ” أنها ومنذ أن كانت طفلة صغيرة تحلم في أن تكون عارضة أزياء وكبر هذا الحلم مع مرور السنوات، وتحققت في دار الازياء العراقية بعد أن أنتميت لها لاكون واحدة من عارضات الازياء فيه.
* هل كنت تفكرين بالشهرة منذ طفولتك؟
– لا يمكن أن يكون هذا هو الهدف الأول وأنما سحر الالوان وجمالية الملابس هو ما يجذب ويسحر في هذا العالم أما الشهرة فلا أعتقد ذلك لان الاهتمام بعروض الازياء ضعيف أن لم أقل معدوم في العراق، وأذا ما أردنا نفكر في تطويرهذا الميدان الفني فعلى الجهات الرسمية أن تهتم به كمرفق فني وليس مرفق أداري.
* ما هي أيجابيات العمل في الازياء من وجهة نظرك؟
– أبرز هذه الايجابيات هو تحقيق رسالتنا الثقافية في أطلاع العالم على تراثنا وحضارتنا من خلال تنوع الازياء العراقية على مر العصور وأشاعة ونقل الصورة الحضارية والثقافية للعراق الى شعوب العالم.
عمل متقن
تقول “لونا ماجد ” أننا في كل عرض من عروض الازياء نأخذ في أستعدادت مسبقة حتى نصل الى درجة الرضا والكمال عن العرض الذي سيقدم الى الجمهور، فهناك تدريبات متواصلة وتوجيهات مستمرة وسيناريوهات للعرض معدة سلفا، ما ذكرته عارضة الازياء ” لونا” أعادني الى عروض تاريخية قديمة تحكي حضارة العراق من خلال تنوع الازياء فضلا عن العروض التي قدمت أنواع من الازياء العراقية المعاصرة التي تختلف من مدينة الى أخرى، لونا أحبت هذا العمل وأبدعت فيه، وهي لا تختلف عن فريق العمل الذي هو أشبه بخلية النحل كل فرد فيه يؤدي عمله بحب وأخلاص وأتقان.