خيانة الزوجة خلل في التربية أم مسؤولية الزوج ؟
جمانة علي/
ليس مبالغة القول أن الخيانة الزوجية قديمة قدم قيام هذه العلاقة بين الرجل والمرأة, وقد تناولها علماء الاجتماع والمتخصصون في اكثر من حقل معرفي لمحاولة الاحاطة بها وكذلك الاسباب التي تؤدي الى حصولها .
ولاتقتصر هذه الظاهرة على مجتمع دون آخر, اذ انها موجودة في المجتمعات التي توصف بالمتطورة مثلما تحصل في المجتمعات المتخلفة والفقيرة.
هنا حكايات عن هذه الخيانات سجلتها “الشبكة” لمعرفة خفايا واسباب هذه الظاهرة:
البداية انترنت والنهاية السجن
بدايتها كانت في احد مواقع التواصل الاجتماعي ونهايتها كانت في السجن، تقول أم زهير (متزوجة من ابن عمها الذي لها منه 7 اولاد وبنات اغلبهم تزوجوا ولديهم اطفال) أنها تعرفت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على شاب اصبح صديقا لها وامست تحادثه في اغلب اوقاتها حتى تعلقت به .. . في أحد الأيام شاهدها زوج ابنتها وهي تدخل دار عشيقها فلحقها ودخل عليهما واكتشف انها على علاقة معه فأخبر زوجها واولادها الذين طردوها من الدار، واشتكى عليها زوجها في المحكمة حيث حكم على أم زهير بالسجن لمدة سنة، وفضيحة لعائلتها وضياع لمستقبل عشيقها الذي حكم عليه هو الاخر بنفس العقوبة.
انعدام الثقة عامل آخر
لا يختلف اثنان أن الثقة عامل مهم في الحياة الزوجية لعيش حياة سعيدة، والحفاظ على الثقة الممنوحة للزوجة جزء من وفائها، لكن (سهاد) عملت العكس فلم تحافظ على الثقة التي منحها لها زوجها فخانته مع صديقه.
تحدثت لنا سهاد قائلة: لم يكن زواجي عن حب انما تزوجت زواجا تقليديا لكنني احببت زوجي فيما بعد سيما بعد ان انجبت منه 4 اطفال، تعيش (سهاد) حسب قولها مع زوجها في جو بوليسي تقريباً فهي لا تخرج من منزلها الا للأمور الطارئة او لزيارة اهلها كل 3 اشهر، حيث يقوم صديق زوجها (س) بايصالها بسيارته بطلب من زوجها الذي يثق به ويأتمنه عليها وعلى اطفالها . ومن خلال هذه اللقاءات المتكررة باغتها (س) مرة واعطاها رقم هاتفه بحجة أن تتصل به اذا ما احتاجت لشيء في غياب زوجها، ومن خلال موقع التواصل الاجتماعي (الواتس اب) بدأت سهاد بمراسلة (س) ثم تطورت لتصبح مكالمات حتى وصل بهم الحال الى مرحلة (الفيديو) هذه العلاقة اوصلت سهاد لمرحلة اليأس من حياتها الزوجية وأمست ترى زوجها كشيطان وما عليها الا ان تفتعل المشكلة تلو الاخرى بلا داع، واصبحت تعترض على كل شيء يصدر من زوجها حتى اذا ما كان هذا التصرف حسنا.
لاتزال سهاد في دار اهلها (زعلانة) بعد ان ضربها زوجها على رأسها واوصلها لدار اهلها من دون ان يطلقها، واهلها لا يرغبون بطلاقها ايضاً . وبهذا فقدت حطمت عائلتها الزوجية وفقدت عشيقها معا، وكما يقول المثل الشعبي (لاحضت برجيلها ولاخذت سيد علي)!
المسؤولية الأولى تقع على الزوج
يرى ابو محمد وهو رجل اعمال ان الزوج عندما يخون زوجته فانها تسعى للانتقام منه عن طريق القيام بالفعل نفسه، وهذا مافعلته (ب) عندما اكتشفت ان زوجها خانها مع موظفة معه في عمله فقررت ان تنتقم لنفسها منه بخيانته مع شخص متزوج من احدى صديقاتها حيث حملت من عشيقها مرتين واسقطتهما .
اكتشفت صديقتها الخيانة فتطلقت من زوجها وبالتالي صارت السبب في دمار عائلة كانت مستقرة .
زوج وعشيق معا
(منى) تحب زوجها وعشيقها وترى بان وجود الاثنين ضروري لحياتها. تزوجت (منى) عن حب من ايام الجامعة وانجبت من زوجها 4 اطفال وهي تقول انها كانت وزوجها يعيشان حياة سعيدة . تعرفت على ابن جيران بيت شقيقتها واستمرت معه بعلاقة عاطفية قوية لدرجة انها حملت من عشيقها واسقطت ذلك الجنين خلسة . عندما تسأل منى : ان كنت تحبين زوجك ولا تعانين من اي نوع من انواع الحرمان فلماذا تخونين؟ تجيبك بأنها لا تشعر بشعور الخائنة وان من حقها ان تعشق رجلين في ان واحد……..تحطمت حياة منى عندما اكتشف زوجها هذه العلاقة وضبطها متلبسة بفراش الزوجية وطلقها وتم حبسها في السجن ثم افرج عنها فيما بعد.
عامل السن
اما عامل السن بين الزوجين فهو مادعا (نهال) لخيانة زوجها تقول نهال: لم أر واعرف حقيقة الحياة الزوجية بسبب عامل السن فقد تزوجت وعمري 14 عاما من رجل يكبرني في السن، وانجبت منه 5 اطفال واكملت دراستي الجامعية وتخرجت معلمة تربوية . اخلصت نهال لعائلتها كما تروي بصورة متفانية ولم تكن تعرف من صنف الرجال سوى زوجها حتى تعرفت على شاب يعمل كسائق للخط الذي يوصلها الى دوامها اليومي وهو يصغرها بـ 18 سنة فتعلقت به لانها حسبما تقول هو من جعلني اعرف من هي نهال.
الفقر ونقص المال
دنيا (طالبة حقوق ) تجد ان نقص المال وفقر الزوج وعدم القدرة على تلبية جميع المطالب الخاصة بها احد اسباب الخيانة، من اجل تعويض هذا النقص.
اما افتقار الزوجة للتربية السليمة والوازع الديني الذي يصون القلب والنفس بعيدا عن الشذوذ والأفعال غير اللائقة فيعد سببآ رئيسيا لخيانة الزوجة كما يقول علي اللامي وهو استاذ جامعي.
الباحث الاجتماعي محمود الدراجي رأى خيانة الزوجة جريمة بحد ذاتها، خاصة ونحن في مجتمع تحكمه معايير وقيم دينية. الدكتور عبد الكريم خليفة استاذ علم الاجتماع يجد ان الاسباب الرئيسة للخيانة وايضا حالة الاهمال والابتذال التي يتعامل بها الزوج تؤدي الى بروز ظاهرة تدني اعتبار الذات عند المرأة لذلك تقع فريسة سهلة لاول رجل يقضي على حالة الاحساس بالتدني.