رحلة الماسكارا.. لكحل الرموش تاريخ وأسرار

649

ميساء فاضل/

العين، وكل ما يتعلق بسحرها وجمالها وزينتها، كانت ومازالت هي النافذة الأبرز في جمال المرأة، والرموش كانت البوابة المهمة للجمال بعد الكحل للعينين.. لذا سنتناول كيف وصل لنا هذا الاختراع في عالم التجميل: بداياته، أصل تسميته، ومراحل تطوره.
مازال أصل كلمة ماسكارا (مسكرة) غير معروف، لكن يرجح أنه اشتق من الكلمة الإسبانية máscara، التي تعني القناع أو الصبغة؛ أو من الكلمة الإيطالية maschera، ومعناها قناع أيضاً.
في الحضارات القديمة ظهرت بدايات لها لدى الفراعنة والرومان وغيرهم، إذ كانوا يصنعون كريماً من الرماد يكون مخصصاً للرموش لزيادة كثافتها وسوادها. ومع بداية القرن العشرين ظهر هذا المنتج التجميلي الذي أحدث طفرة في عالم التجميل، وهو مخصص للرموش من (دار ريميل)، وهذه الشركة تأسست في لندن على يد خبير العطور ريميل وابنه يوجين، حيث كانت البداية لهذه الشركة تختص بالعطور والصابون الفاخر والمراهم التجميلية، لتحدث هذه الشركة ثورة في ابتكارها لمستحضر يبرز الرموش ويزيد من لونها الداكن.. وهي الماسكارا. سميت بهذه الاسم لأنها عبارة عن مزيج من الفحم الأسود والفازلين، وكان شكلها في بداية الأمر عبارة عن علبة صغيرة فيها إسفنجة رطبة توضع في الماء، وبعد ذلك تخرج المادة وتوضع على الرموش بواسطة الفرشاة.
وقيل إن هناك فتاة اسمها (بيل) كانت تريد أن تلفت نظر أحد الشبان، فحاولت أن تدهن عينيها ورمشيها بالمادة السوداء الناتجة من المصباح الزيتي، ولاحظ ذلك أخوها الصيدلي (توماس ويليامز لايل)، وأحب أن يساعدها، فاخترع لها مادة تكحل بها عينيها ورمشيها، وهي مكونة من الفازلين وغبار الكاربون. وبعد سنتين أسس توماس شركة لمستحضرات التجميل خاصة به، وأراد تسمية الشركة، فجمع بين اسم اخته بيل وأول منتج استخدمه، وهو الفازلين، فأسماها (ميبيلين)، وهي شركة معروفة إلى الآن، وقد أطلقت هذه الشركة عام ١٩٥٩ أول ماسكارا بفرشاة حلزونية في أنبوب، وهي تشبه الماسكارا التي تستخدم حالياً.
ثم ظهرت بعد ذلك الماسكارا الكعكة قبل أن تكون في شكل العبوة التي نراها حالياً، وهي عبارة عن كعكة من الماسكارا مصنوعة من الصابون والصبغة السوداء، يتم تطبيقها باستخدام فرشاة يجري فركها في الكعكة قبل وضعها على الرموش.
بعد ذلك جاءت الماسكارا المضادة للماء في الأربعينيات، واكتسبت شعبية كبيرة جداً لكونها عملية، إذ أنها تقاوم الأمطار والعرق أو الدموع.
بعدها جاء اختراع عصا الماسكارا في الخمسينيات، تحديداً عام 1957، إذ استطاعت امرأة تدعى (هيلينا روبنشتاين) أن تحدث ثورة في تعبئة وتغليف الماسكارا، حين حولتها من الكعكة الصلبة إلى كريم في أنبوب مع فرشاة.
وكانت هناك منافسة كبيرة بين الشركات الأوروبية والأمريكية في إنتاج الماسكارا ومواد التجميل المختلفة. فقد جرى فرض قانون في الكونغرس الأمريكي يلزم الشركات الخاصة بمستحضرات التجميل بإجراء اختبارات على الحيوانات أولاً قبل عرضها في السوق، وذلك بسبب كارثة مأساوية حدثت عام ١٩٣٠ عندما استخدمت مجموعة من النساء ماسكارا تحتوي على مواد كيماوية خطيرة أدت إلى إصابتهن بالعمى والتسمم.
وتطور شكل الماسكارا أيضاً لتصبح عام ١٩٥٨ عبارة عن قطعة واحدة، وفي عام ١٩٦٠ طرحت شركة (ريفلون) ماسكارا ملونة بألوان عدة منها البنفسجي والأخضر الداكن، لتصبح الماسكارا بعدها ليست فقط باللون الأسود، إنما بمختلف الألوان الأخرى التي تلون الرموش.