في فيلم الفأر الطباخ (ريمي).. كيف تجعل طفلك طموحاً؟

196

آية البهادلي /

محنة الشيف الفأر (ريمي) وطموحاته الكبيرة في أن يكون طباخاً عالمياً ماهراً، ولاسيما بعد انفصاله عن عائلته التي اكتُشف وكرها داخل (علية) خفية في المنزل، له موهبة فردية ويتمتع بشعور قوي بالرائحة والذوق، إلا أن الظروف السيئة تجبره على توظيف موهبته في استنشاق سم الفئران، فيفرُّ هارباً من قدره اللعين إلى باريس ليحقق حلمه.
‏(Ratatouille)، ليس فلماً كوميدياً برسوم متحركة، تشاهده لتضحك ثم تعود إلى حياتك الروتينية، وإنما بتفاصيله الحائزة على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم رسوم متحركة، إذ أن هنالك العديد من الدروس والحكم التي تقدمها لأولادك مجاناً من خلال المشاهدة، وبرغم أن القصة تدور حول فأر، لكن لديه العديد من الأحلام والتطلعات المكبوتة. فيلم يشجعكم على الدفاع عن أحلام أطفالكم، اتركوا المجال لهم، ليحلموا كما يشاؤون ويفعلوا ما يحبون، النتائج ستكون مبهرة.
يلا نتابع الفيلم:
قصة الفأر الطموح (ريمي)، الذي يعيش في (علية) منزل ريفي فرنسي مع شقيقه (إميل) ومجموعة من الفئران بقيادة والده (دجانغو). يتمتع ريمي بشعور قوي بالرائحة والذوق، ويطمح إلى أن يصبح طاهياً ذواقاً، لكن بدلاً من ذلك يجري توظيف موهبته في استنشاق سم الفئران. وهنا ينفصل ريمي عن الآخرين ويسافر إلى باريس من أجل تحقيق حلمه في عالم المطبخ. ريمي ليس فأراً عادياً، فهو قادر على استخلاص الطعام الجيد من القمامة، وله (حنك) استثنائي ومتطور للغاية، وحلمه في أن يُصبح طاهياً ليتمكن من ابتكار أطباق لذيذة وجديدة، ليس لحبه للطهو فحسب، بل لأنه يتلذذ ويستمتع عند إعداده العديد من الأطباق الشهية، لكن المشكلة التي تواجهه هي أنه فأر وليس إنساناً، لذا ينتهي به المطاف في المجاري تحت أحد أرقى المطاعم في العاصمة باريس. في هذه الأثناء يلتقي ريمي بفئران أخرى وتبدأ مسابقات طبخ الطعام بينهم، كما أن وجود ريمي في المجاري لم يمنعه من تحقيق حلمه، إذ أنه يحاول الدخول إلى مطبخ المطعم الفاخر ليلاً لتحضير أشهى الوجبات بمساعدة أصدقائه الفئران، لكن بعد اكتشاف صاحب المطعم وجود الفئران، يضع مصايد لالتقاطهم والتخلص منهم. وهنا تدور أحداث مفاجئة لا نريد ذكرها وحرق نهاية الفلم، بل نترككم لمتابعته بتشويق.
مشاهد تلفت النظر:
مما يلفت النظر في الفلم أن الإنجاز المبهر غير كافٍ لتغيير المفاهيم السائدة عند غالبية الناس، فهم لم يقبلوا أن يأكلوا طعاماً متميزاً لأن من يطبخه فأر، لكن هناك دائماً نسبة ضئيلة من الناس تبحث عن التميز أياً كان، وطبعاً فإن الباحثين عن التميز كثيرون كعدد، لكن نسبتهم وسط الناس ضئيلة، كما أن هناك معنىً آخر يجب أن تعلمه لعائلتك، هو أن الاعتراف بالحقيقة وإظهارها يعطي نتائج أفضل من إخفائها، كذلك فإن الاعتراف بأصلك وعدم خوفك منه يجبران الناس على احترامك.
بماذا أنصح عائلتي:
ريمي فأر صغير الحجم، لكن لديه طموحاً كبيراً، إذ يمثل كل من خاض رحلة من قاع المجتمع إلى عرش مجاله، وهو حلم كل إنسان في أن يكون الأول في مهنته. يجسد ذلك صورة ريمي الذي يشعر بأنه صار بحجم برج إيفيل نفسه، ويلخص هذا الإحساس. هذا المشهد كفيل بأن يكون لديك حافز دائم في أن تسعى بجد لتنال لحظة التتويج وبلوغ الهدف. إنه فيلم يشجع أطفالنا على الطموح والدفاع عن أحلامهم، افسحوا لهم المجال ليحلموا كما يشاؤون، حينها سيحققون أعظم النتائج، لأنهم فعلوا فقط ما يحبون.