في مدينة زوتوپيا اختلافنا لا يعني الفوضى
آية البهادلي/
فى مدينة (زوتوبيا) الجميلة المليئة بالحيوانات المتجسدة في الشكل البشري، تحلم الأرنبة (جودي هوبس) بالعمل كشرطية أمن، لكن الشرطي المسؤول عنها يعاند هذا الطموح ويعاملها بقسوة ويعمل على تهميشها بنقلها للعمل في المرور.
تبدأ حكايتنا مع فيلم الأنميشن المثير، المدهش، الحائز على جائزة الأوسكار، لندرة الفكرة وجمالية السياق، إذ إن هناك عالماً كاملاً من الحيوانات التي تمارس حياتها الطبيعية، وهي فرصة جمالية للعائلة تحتوي على رسالة أخلاقية عظيمة يمكن توفيرها للأطفال في البيت.
يلا نتابع الفيلم:
تتمكن الأرنبة (جودي) من إقناع الضابط (بوغو) بتوكيلها في مهمة البحث عن شخص فُقد فيما تبحث عنه زوجته، إلا أن الضابط يشترط أن تجده خلال 48 ساعة فقط، وإلا فإنه سيجبرها على الاستقالة. في أثناء عملية التحري، تصادف جودي الثعلب الأحمر (نك)، آخر من رأى الضحية المختطفة، وتجبره على العمل معها عن طريق تهديده بدليل على تورطه بالتهرب الضريبي، وبالفعل قام نيك وجودي بتتبع أثر الضحية، ووجدوه عند أحد العصابات، ولكن في تلك اللحظة يحدث شيء غريب، فقد تحول الضحية (المختطف) إلى حيوان مفترس يهاجم الجميع، الأمر الذي أحدث فوضى عارمة جعلت الضابط (بوغو) يصر على استقالة جودي، لكن الثعلب نيك يذكره بأن المدة لم تنتهِ ومازالت هناك 10 ساعات على انقضاء الـ 48 ساعة.
وبمساعدة نيك تابعت جودي البحث عن الضحية، وذلك بفحص كاميرات المرور التي توصلوا من خلالها إلى تحديد مكانه حيث كان في أحد المختبرات الموجودة على حافة الجرف، واتضح بأن المختبر هو ملكية خاصة لعمدة زوتوبيا، وفيه كان يجري احتجاز الضحايا الذين يتحولون من الألفة إلى التوحش خلف أبوابه المغلقة.
بعد تسلسل الأحداث تكتشف جودي تورط العمدة باحتجاز الضحايا في الخفاء، ما أدى في النهاية إلى تسلم المساعدة (بيلويذر) منصب العمدة، التي يتبين لاحقاً أنها العقل المدبر لجميع المخططات الشريرة. وتتوالى الأحداث الشيقة وتتبدل الأدوار، فالأرنب سريع والثعلب ماكر والنمل مثابر، وهذا ما يدفعنا إلى التفكير، فنتساءل أياً من تلك الحيوانات نشبه، إذ إننا نتظاهر بصفات قد لا تكون لدينا لإرضاء المجتمع وكسب احترامه.
مشاهد تلفت النظر:
اسم الفيلم يعني مدينة تُشبه مُدننا كثيراً، وهي ليست فاضلة كما يتخيل البعض، فنحن نحمل صفات مثل تلك التي تمتلكها الحيوانات، لكننا نخشى إظهارها حتى لا يستغلها البعض، فنظل طوال الوقت نتظاهر بما لا نمتلكه من صفات، مُدَّعين وجودها، وذلك للظهور بمظهر لائق واكتساب شعبية المجتمع، وهنا تتجلَّى عبقرية الرمزية المستخدمة في الفيلم، حين تضعنا الأحداث أمام مرآة قبيحة نكتشف فيها حقيقتنا، وينهي المخرج الفيلم بعبقرية شديدة تجعلنا نتساءل: ترى أي تلك الحيوانات نحن؟
بماذا أنصح عائلتي:
فيلم غير مباشر، وفي ذات الوقت غير معقّد وغير مألوف، لذلك نجح في خلط مكونات كثيرة لجذب الأطفال والكبار على حد سواء، الرسالة الأوضح هي نبذ الخلاف والعنصرية والسعي للتعايش وتقبل الآخر، لكن الرسالة التي جذبت انتباهي أكثر هي دعوة الصغار للسعي والمحاربة من أجل تحقيق أحلامهم وتخطي كل العوائق التي يضعها أمامهم مفتقدو القدرة على تقبل الآخرين والتعاون معهم من أجل مصلحة المجتمع.