هروب النساء من منازلهن.. الطريق الى الدعارة

638

أسراء سلمان/

قد ينتهي الحال ببعضهن الى بيوت الدعارة ربما شحاذات في الشوارع يتسولن عطف المارة…
انهن نساء وفتيات تعرضن الى العنف بمختلف أنواعه، نتيجة التفكك الأسري الذي دفعهن للعيش تحت كنف زوج أم قاس، أغلبهن تحيط بهن المشاكل الأسرية يعانين من الإحساس بالفراغ العاطفي وضعف الوازع الديني وغياب الوعي والثقافة..
تفاقم هذه الحالات واتساعها وعدم مواجهتها بالجرأة والواقعية المطلوبتين قد تسبب بتحولها الى ظاهرة.. “الشبكة ” تدق جرس انذار أمام الجهات المعنية، بهدف مواجهة المشكلة ووضع حلول واقعية لها..
زوج الأم
هند التي تحدثت لنا كيف هربت من بيتها. قالت كان زوج أمي يتحرش بي باستمرار، فكنت عندما أذهب لاستحم الاحظ قدمين خلف الباب وكأنه كان ينظر الي من أحد ثقوب الباب، الى أن قطعت الشك باليقين، فاذا بيوم وأنا نائمة بفراشي وجدت يده تلامس أجزاء جسدي فضربته بقدح الماء الذي كان بقربي لكنه ضربني وقال لي اذا تكلمتي لأحد سوف أفعل بك مالا يخطر على بالك فهربت من البيت وخرجت عند الساعة السادسة صباحا لاأملك سوى قطعة شال أضعها على رأسي وبقيت أتجول من مكان الى مكان ومن شارع الى شارع حتى أصبح الشارع بيتي والتسول مهنتي الوحيدة.
(ب،ف) كان لديها طفلتان، هربت من زوجها وتركت طفلتيها وزوجها بسبب ضرب زوجها المستمر لها.
الضرب المبرح
تؤكد (ف،ب) أن زوجها كان يضربها بآلالات حادة ويحرقها بالماء الساخن ويحبسها بالحمام بلا أكل وشرب، وعندما تذهب لأهلها لتخبرهم بمعاناتها يلومونها بأنها هي من تجعل زوجها يتعصب عليها ويتصرف معها بهذا التصرف، وذات ليلة اتصلت (ف،ب) بصديقة تعرفت عليها على النت اسمها هيفاء تسكن في بغداد اخبرتها أنها سوف تهرب من زوجها وتأتي اليها، تركت (ف،ب) طفلتيها عند جيرانها واخبرتها بأنها سوف تعود لتأخذهما لكنها هربت وتركت الطفلتين وجاءت لبغداد.
بعد اسبوع على احتضان هيفاء لـ (ف،ب) بدأت المساومات، حيث طلبت هيفاء من (ف،ب) أن تعمل معها في الملهى وأن لم تعمل سوف تخبر زوجها بأنها هربت منه، اضطرت بذلك (ف،ب) على العمل بالملهى والاستسلام لما تطلبه منها هيفاء.
ألم ودموع
جشع العم وطمعهُ جعل من أم أسد كما يطلقون عليها ضحية لزواج من رجل طاعن في السن.
أم أسد التي تتحدث بينما كانت دموعها تنهمر بغزارة تقول لم أفكر يوما بالهروب برغم كل مافعلته بنا الأيام ولكن اجباري على الزواج من رجل طاعن في السن وطمع عمي بالمال هو الذي دفعني للهروب والعمل ببيوت الدعارة
بعد مرور عشرين عاما على هربها تلوم أم أسد أهلها وعمها الذي باعها بابخس الأثمان وتتمنى العودة الى حضن أهلها برغم كل ماجرى.
أم عباس أرملة لديها فاطمة وعباس.. فاطمة التي كانت تعشق ابن جيرانها جاء لخطبتها لكن (عمامها) رفضوا تزويجها له لأنه فقير ماديا وليس لديه عمل، حاول مرارا وتكرارا الزواج من حبيبته فاطمة ولم يستطع، واذا بيوم من الأيام تنهض الأم لتذهب لغرفة ابنتها التي لم تجدها بسريرها وبعد أيام من البحث عنها علمت أن الابنة والحبيب هربا معا وذهبا الى خارج العراق عن طريق الهجرة غير الشرعية كما روى لها صديق مقرب من الشاب الذي ذهب مع الفتاة.
وروت (نور.ح) كيف كانت تعيش ببيت جدها بعد انفصال والديها وزواج أمها من رجل آخر، “لم أجد الحنان الكافي، فتعرفت على شاب غمرني بالحب والحنان وعندما طلب مني الهرب معه وافقته بسرعة وذهبنا للعيش معا تحت سقف واحد بلا رابط شرعي قانوني، فقدت بها عذريتي وبعد فترة تركني، حينها ندمت على فعلتي وتمنيت لو أني بقيت في بيت جدي أفضل لي من حالي الآن أعمل في الملاهي الليلية وأسكن مع بنات الليل.
ناقوس خطر
الباحثون بعلم الاجتماع وصفوا حالات الهروب بناقوس الخطر الذي ينذر بتحول هذه الحالات الى ظاهرة.. فالتفكك الأسري، وغياب الحنان والعاطفة داخل المنزل، وغياب الوعي والثقافة، وكثرة المشاكل بين الزوجين، وضعف الوازع الديني، وكذلك اجبار الفتيات على تزويجهن بالاكراه كلها دوافع تؤدي الى هرب الفتاة الى المجهول.
زوجة أب
د.ناهدة القيسي، اختصاص علم النفس تجد أن قلة الرقابة وصديقات السوء ووجود زوجة أب أحيانا بالمنزل وغياب العاطفة هو مايدفع الفتيات للهروب من منازلهن، ناهيك عن الدلال الزائد عن الحد.