إيران.. وأمنيات الواهمين

822

د. علي الشلاه/

ما من مراقب عارف بشؤون الشرق الأوسط إلا وقد أدرك أن نهايات المواجهة مع الإرهاب قد صنفت إيران دولة منتصرة رئيسة في رهاناتها وخياراتها، وأن ثلاث ساحات رئيسة قد حسمت فيها المواجهات كانت الجمهورية الإسلامية فيها أو حلفاؤها من أنجز النصر .

وكان ينبغي للجميع في دول المنطقة مراجعة المواقف والأحداث لإنهاء دوامة الصراع وعدم الإصرار على فتح بوابات جديدة له استغلالاً لكل حدث مهما كان صغيراً.

إن العبث بالشؤون الداخلية للدول سيؤدي بالضرورة إلى عبث مقابل وإن ربيع العرب الذي انقلب خريفاً جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا كلما اجتمع سبعة أفراد في إحدى الطرقات ورفعوا شعارات الديمقراطية وشاهدنا قنوات أميركية الهوى مموّلة من أنظمة القرون الوسطى تتحدث عن انتفاضات وثورات وحرية تعبير تؤطرها تغريدات السيد ترامب الذي ما زال ينظر إلى الدول والحضارات والشعوب بمنظار يجمع بين المفاهيم الاستعلائية والعنصرية التي غادرتها الإنسانية في النصف الأول من القرن العشرين.

في إيران مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية مثلما في كل دول العالم، ولكنها بالضرورة أقل من مشكلات دول المنطقة المجاورة وإن محاولة تضخيمها ستجرّ المنطقة كلها إلى الهاوية، وعلينا أن ننظر إليها بعين الواقع لا بعيون الوهم التي أحرقت الأخضر واليابس في دولنا العربية. ولا أعتقد أن عاقلاً يريد أن ينقل إلى الجارة المسلمة تجاربه باليمن .