بطولات هلسنكي

907

أحمد رحيم نعمة/

في ثمانينات القرن الماضي عاشت الكرة العراقية حالة من التطور التدريجي، حيث دخلت الفئات العمرية الكروية في معسكرات خارجية لاكتساب الخبرة من اللاعبين الأجانب، حتى أصبح لاعبو منتخبات الأشبال والناشئين محط أنظار الأندية الأجنبية للموهبة التي يمتلكها اللاعب العراقي، وأصبحت أغلب البطولات التي كانت تقام في القارة الآسيوية والخاصة بالفئات العمرية من نصيب العراق بدون منافس، كما كانت للعراق سطوة كبيرة في بطولة هلسكني الدولية التي أحرز العراق كأسها لأكثر من أربع مرات، ما جعل أكثر الأندية الأوروبية حينها تتربص باللاعبين العراقيين لغرض التعاقد معهم، لكن في ذلك الوقت كان الاحتراف مقفل بالشمع الأحمر!! وقد برز في ذلك الوقت الكثير من نجوم الكرة العراقية الذين أصبحوا أعمدة رئيسة في المنتخب العراقي حيث شاركوا في نهائيات كأس العالم في المكسيك، ناهيك عن حصدهم للبطولات العربية والآسيوية والدولية الأخرى. كانت بطولة هلسنكي فألاً حسناً على الكرة العراقية، لكن صفحتها طويت بعد دخولنا الألفية الجديدة من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي اعتمد على اللاعب الجاهز، والدليل أن دوري الفئات العمرية لم يقم لأكثر من عشر سنوات، وسرحت أغلب الأندية فئاتها العمرية بسبب عدم إقامة الدوري، نتمنى على اتحادنا الكروي الموقر أن يخطط لما هو بعيد ويجد بطولة أوروبية تشارك فيها مواهب الفئات العمرية من أجل ضمان منتخب عراقي قوي قادر على التأهل إلى نهائيات كأس العالم، فالتخطيط هو أساس النجاح وبطولات هلسنكي خير دليل على ذلك.