تقشف خارجي!

1٬138

احمد رحيم نعمة/

المحزن أن يتناهى الى أسماعنا تهافت بعض الإتحادات الرياضية على ابرام صفقات لاقامة معسكرات تدريبية خارجية مع حلول فصل الصيف الحارق!. والغريب كل الغرابة أن هذه “الركضة” تأتي في ظل إرهاصات الوضع التقشفي الحاد الذي يعاني منه البلد، فمن نصدق.. سياسية التقشف أن يدفع المواطن في المستشفيات الحكومية رسوم للعلاج! أم نصدق هرولة أهل الرياضة الى المعسكرات الخارجية الصيفية التي تكلف الدولة عشرات آلاف الدولارات!! سيما وأن أغلب الاتحادات الرياضية تتباكى طوال العام على أطلال القاصة الأولمبية.
العامان الماضيان تابعنا بأهتمام مسألة مغادرة الوفود العراقية الى المعسكرات التدريبية في أنطاليا التركية وجورجيا وبلدان أوروبية أخرى، برغم عدم وجود الاستحقاقات الخارجية لمنتخباتنا الوطنية بكامل (صنوفها) الا أن (الهروب) من حر الصيف كان عنوان هذه المعسكرات! فالتحركات اليوم لرؤساء بعض الاتحادات الرياضية جارية على قدم وساق للتعاقد مع (أبرد) البلدان الأوروبية لغرض اقامة المعسكرات (الترفيهية؟) فيه، وقد حددت الأسماء المرافقة للوفود العراقية مسبقا، الغريب في الأمر عندما تسأل عن الغرض والفائدة من هذه المعسكرات الصيفية يأتيك الرد: ان الوفود تغادر الى البلاد الأوروبية من أجل الاعداد الفني والنفسي والاحتكاك مع منتخبات تلك البلدان والتهيؤ بالشكل الأمثل (لبلاد السامبا)!! حقيقة الأمر مبك اذا ما علمنا ان العراق خصصت له اربع (بطايق) مجانية لغرض المشاركة في الاولمبياد مع تواجد المنتخب الاولمبي الذي تأهل بجدارة وثلاثة لاعبين تأهلوا للمشاركة في المنافسات، ولاندري الجدوى من عسكرت الالاف في البلدان الاوروبية هل تتأهب للبطولات (الكوكبية) المقبلة! أم أن (الخزنة) الاولمبية لاتزال (صر مهر) ولابد من ان تخضع لعملية (التفرهد) الخارجي! كنا نتمنى ان يعسكر المنتخب الاولمبي لكرة القدم أو لاعبو الالعاب الأخرى المشاركون في اولمبياد ريو البرازيل في البلدان الأوروبية من أجل الحصول على وسام للعراق، لكن على ما يبدو اننا سنظل نتذكر باستمرار الوسام البرونزي للمرحوم عبد الواحد عزيز الذي قهر المستحيل وانتزع الوسام الاولمبي للعراق في دورة روما الاولمبية العام 1960.