شُقَيشِقَة!

422

جمعة اللامي /

كَذَبَ البَعْضُ، لا جَمالَ سِوَى الفَنّ …. مُنيراً فِي صُبْحهِ وَالمَساءِ
(أبو الكلام المُجَلّي)

وأمّا هذا الذي هو أنت، أو نحن، فحديثه في سياق هذا الحديث، وبين جنباته، وفي رأس كل سطر منه، وفي حركة كسر حرف الراء من كلمة رسالة. ألم يُشَقْشِق صاحبنا فقال، وهو القائل، أنا نُقْطَة بَاءِ الْبَسْمَلَةِ؟

شقشقة أم شُقَيشقَة؟
ربما، ولكن ليس من يَرْتَضِع الحليب من ثدي أمه العربية، كذلك الذي كان حليبه صناعة، وثدي أمه صناعة، وفراشه صناعة، وكل ما حوله وعاليه وسافله صناعة في صناعة. والذي ارتضع الحليب من ثدي أمه العربية، مقصد العلماء ومحجة المفكرين، ومطلب الأدباء، تراه موجوداً، ويراه غيرك غير موجود، لأنه مثل الشمس خلف السحاب، يصل ضوؤها إلى آخر نقطة في كوننا الفسيح. ولذلك يعرفه تلامذته، ومحبّوه، تماماً كما حدث مع الدكتور محمود محمد شاكر، الذي لم يَدْنُ منه إلاَ من عرف أن أصل الثقافة الدين، وأن هذا الضابط الأخلاقي، عاصم ما بعده عاصم، لأنه من روحك أنتَ.
وأنَّ الدينَ الجَدَلَ.

ألا فليتذكر ذلك الذين لم يعرفوا الثقافة، ولم يعرفوا الدين، الذين سلّعوا كل شيء وقع في أيديهم، وكل إنسان صار تحت هيمنتهم، وكل أرض، وكل ماء، السلعة هي الصنم الجديد، وهي صورة صخر بن حرب، في القرن الحادي والعشرين.
فأينكَ يا مُحطّم الأصنام؟ وأين أنت يا دليل الحائرين، وحامي ظهور المجاهدين، وجابر عثرات الكرام، والدال عليه اسمه، كما يدل القمر على ضوئه؟
وينتقل الحديث إلى أهاب شيخنا المعرّي، ولكن في قلب ما اجترحه هذا الشيخ، وهو في ليلته الزنجية، ينادي على من يسمع الصوت، ويعي الكلام، ويعرف مقالات المقام، ومقام المقالات: كَذَبَ الظَنُّ،(لا إمام سِوى العَقْل ….. مُنيراً في صُبحهِ وَالمَساء)
فأين أنت أيها العالِم المحقق من هذا اللعب على الشعر، والنثر، والأسماء؟
ها نحن أيتامك الذين تجاوزنا الستين، نُضام في عقر دارنا، ويستهان بنا تحت عناوين كانت ذات يوم مضمون عناويننا الشخصية، وليس إنجازاتنا فقط؟
أين أنْتَ يا نقطة باء البسملة؟