اختتام معرض بغداد الدولي بإيجابياته وسلبياته

310

مصطفى الهاشمي – آيه منصور – تصوير: حسين طالب /

اختتمت في العاشر من الشهر الحالي فعاليات معرض بغداد الدولي الدورة 46 بمشاركة 363 شركة من 12 دولة. وشهد المعرض فعاليات فنية وثقافية متنوعة، كعرض للسيارات الكلاسيكية واستعراض فريق الدراجات النارية العراقي وغيرها من الفعاليات الأخرى.
وقال مدير عام الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية التابعة الى وزارة التجارة (هاشم محمد حاتم) إن “معرض بغداد الدولي شهد توافد العوائل العراقية من مختلف المناطق للاطلاع على أهم المعروضات ونتاجات الشركات والدول المشاركة في المعرض.”
وأضاف حاتم أن “المعرض يعد أكبر تجمع ثقافي واجتماعي بما يضمه من أماكن للتبضع من السلع العراقية والعربية والعالمية”، مؤكداً أن “الشركة على تنسيق عالٍ مع الجهات الأمنية لتهيئة الظروف الآمنة للعوائل التي تتجول في أروقة المعرض.”
البيع المباشر
وشهدت أيام المعرض إقامة عدد من الفعاليات والندوات العلمية والثقافية داخل قاعة المؤتمرات، وكذلك إطلاق الألعاب النارية ليلاً. وتجاوز عدد الزائرين للمعرض هذا العام الـ 100 ألف زائر طيلة أيام المعرض، التي لاقت إقبالاً واسعاً من الجمهور الذي طالما كان يبحث عن ضالته، ولاسيما في أروقة الجناح المصري الذي يتميز سنوياً بإطلاق البيع المباشر للمنتجات المصرية المتنوعة من الملابس والأحذية والأزياء الشعبية والفولكلورية، فضلاً عن الحقائب وبعض المنتجات الحرفية اليدوية.
من جهته، ذكر المختص في شؤون المعارض (علي النعيمي) أن البيع المباشر في أي معرض دولي يضعف من أهمية الغرض لإقامته. وقال النعيمي لـ “مجلة الشبكة” إن الجمهور العراقي متعطش لشراء الحاجات والأجهزة والمعدات الأصلية من المنشأ مباشرة، وسط غيابها عن الأسواق ووجودها فقط في أيام المعرض، وهذا ما يفسر الإقبال الجماهيري الواسع على معرض بغداد الدولي سنوياً.
انتقادات الضيوف
انتقد رئيس الغرفة التجارية الإسبانية العراقية (أمانج ياجاتون رشيد) مجموعة من الحالات الإدارية التي تسببت بمشاركة إسبانيا (المتواضعة) هذا العام في معرض بغداد الدولي بدورته الـ 46. وقال رشيد لـ “مجلة الشبكة” إن “تأخر إعلان إقامة الدورة، والتعتيم الإعلامي الذي سبقها، أوجدا حالة من التردد واللايقين من المشاركة لدى الشركات الإسبانية التي كانت تأمل بزيادة حضورها في السوق العراقية من خلال معرض بغداد الدولي.” وأوضح أن “المشاركة الإسبانية تمثلت بحضور 5 شركات فقط توزع نشاطها بـين شركات لتأهيل المصانع وأخرى غذائية وإنشائية، فضلاً عن شركات الزيوت النباتية والمنظفات ومواد التجميل.” وأشار الى أن “الدورة السابقة لمعرض بغداد شهدت حضور 15 شركة إسبانية، لكنها للأسف لم تحظ بفرص للتعاقد مع الحكومة العراقية بسبب عدم زيارة أصحاب الشأن من المسؤولين في الوزارات ذات التخصصات الفنية المعنية.” معرباً عن أمله في أن يكون الحضور الإسباني في معرض بغداد الدولي في الدورات المقبلة أكبر.
تنافس محموم
ومن الحالات التي لاحظتها “الشبكة” وجود تنافس محموم بين أصحاب المناحل لبيع منتجاتهم من العسل والشمع والغذاء الملكي، بالإضافة إلى بعض منتجات مزارعهم، كالسمسم والراشي، وتصنيع حلوى (العلوجة) والتمر الهندي والزبيب وغيرها من منتجات الحقل.
فيما كان لصناعة وتصنيع المكسرات العراقية حضور في بازار البيع المباشر، كما كان لبيع القهوة حضور لافت، إذ تنافست شركات محلية عديدة على جودة وطعم ما يعرض ويقدم لزائري المعرض، الذين عبروا عن رضاهم بتلك المنتجات، كما لاقت استحسان أداء العارضين لتلك المنتجات.
تذوق الطعام
وشهد الكثير من الأجنحة المشاركة في المعرض إقامة مسابقات، ولاسيما بعض المصارف، بغية التعريف بنشاطهم في السوق المصرفية العراقية، إلى جانب إقامة مهرجانات لتذوق الطعام والحلويات مجاناً لتجربتها من قبل الجمهور. كما شهدت تلك المسابقات تقديم جوائز قيّمة للأفراد والعائلات المشاركة فيها.
المعرض يفتقر الى النظافة!
الكثير من الشركات أبدت امتعاضها من عدم تنظيف أروقة وأجنحة المعرض، حيث تراكمت النفايات وتجمعت حول خانات الشركات المشاركة. يقول أحد أصحاب المحال إنهم اضطروا أن يحملوا بقايا الأكياس، وحتى الطعام، من حولهم بأنفسهم، إذ كانت خدمات التنظيف ضعيفة للغاية، بل تكاد تكون معدومة، وأن سيارات التنظيف كانت تأتي مرة واحدة فقط كل يومين. وقد لاحظنا تجمع القاذورات حتى قرب نافورات المياه، كيف يحدث شيء مثل هذا في عام 2022 وفي بلد يتطور اقتصادياً؟ ما هو موقف الشركات الأجنبية من رؤية قناني المياه والمشروبات الغازية في بحيرات النافورات وعلى أرضية المعرض؟ يؤكد صاحب شركة لبيع المنتجات الغذائية، رفض ذكر اسمه تجنباً لبعض الإشكالات، أن التعليقات من الشركات الأجنبية كانت ساخرة من هذا الوضع، وأن الدول الفقيرة، التي يكاد يكون اقتصادها معدوماً، لن ترضى بمثل الوضع الموجود في العراق.
غالبية الشركات لم تشارك بسبب الفيزا وتأخر الدعوة
من جهته، يوضح المشارك (إبراهيم المصري) أن تبليغهم بحضور المعرض كان متأخرا للغاية، وأن الكثير من الشركات المصرية لم تستطع المشاركة بسبب تأخر إبلاغهم وعدم تسهيل رسوم الفيزا، وحتى البضاعة الخاصة بالشركات التي استطاعت المشاركة لم تكن كاملة بسبب تأخر دخولها الحدود.
يضيف: “عانينا شحة في الحصول على متبضعين، وذلك لقلة الوافدين الى المعرض لأسباب كثيرة، منها انعدام مشاركة الكثير من الدول، ذلك أن بعض المتبضعين يزورون المعرض خصيصاً من أجل حاجة معينة، كما افتقد المعرض مشاركة الكثير من الشركات المتنوعة بسبب رسوم الفيزا وتأخر وصول بضاعتهم، وهذا الأمر يحصل لأول مرة، كنت متحمساً للمشاركة لأنها الاولى بعد انقطاع، لكنني صدمت حقيقة بغياب التنظيم والاستهانة بالمعرض نفسه من قبل منظميه.”
سرقات كثيرة!
أما عن السرقات، فقد كانت كثيرة هذه المرة، وهذا ما شكا منه المشارك في المعرض (ك،م) الذي أكد لـ “مجلة الشبكة” أن الكثير من السرقات حدثت هذه المرة، بدون معرفة الأسباب، إذ أن شكاوى كثيرة تلقتها إدارة المعرض تطلب مراجعة (تسجيلات الكاميرات) لمراقبة ومتابعة السارقين، لكن إدارة المعرض كانت ترفض بحجة أن الكاميرات قليلة وليست لديهم ميزانية لوضع كاميرا في كل محال المعرض أو عند كل الأجنحة.
هل من إعلان للمعرض؟
المواطنة (سناء أحمد) ذكرت أن المعرض في دورته الأخيرة كان مسبباً للحزن، وللاستياء، بسبب انعدام التنظيم والربكة التي لازمت الوافدين، إذ أن الاعلان عن المعرض لم يكن سوى قبل يومين فقط، وتساءلت: هل هذا ممكن؟ وأضافت: “لم نشاهد أية لافتات تحمل إعلاناً عن المعرض في الشوارع، سوى لافتات قريبة من مكانه، وصغيرة جداً بحيث تكاد لا ترى، هل أننا لا نمتلك أية ميزانية للدعاية عن حدث مهم وسنوي مثل المعرض؟ إن هذا استخفاف غير مقبول بحدث يفترض أن يكون دولياً بسبب مشاركة دول أخرى، لكن أجزم أن الشركات العالمية ستأخذ معها خيبتها وحسب، بسبب هذه الدورة.”