د. ظبية ياسين.. من مطبخ البيت إلى شركة مستحضرات تجميلية

1٬410

آية منصور /

خلق الله العراقيات أهلا للتحديات ودائما ما تجدهن يرددن القول السائد في تحقيق مبتغاهن: “لا مستحيل تحت الشمس”، فتجدهن أديبات يطرزن بأحرف من نور إبداعهن في عالم الأدب، فنانات فرضت لوحاتهن وجودها بأغلب غاليريات العالم، معماريات أذهلن العالم بتصاميمهن والراحلة الكبيرة زها حديد خير مثال على ذلك، طبيبات لهن بصماتهن في عالم الطب، مجاهدات وهل تعدل جهاد الأم العراقية أي امرأة في العالم؟، وتتعدّد الأسماء والمنابر والعراقيات كفاح إثر كفاح لا ينتهي وقل نظيره.
ضيف مجلة الشبكة اليوم دكتورة عراقية نقشت اسمها في عالم التجميل بمقر إقامة عائلتها في الأردن، وتناقلت أخبارها فضائيات وصحف العرب بزهو لما سطّرته في عالمها التجميلي من طفرات نوعية، ولمجلتنا اليوم السبق في تحقيق حوارها الأول في الصحافة العراقية وفي ما يلي نصّ الحوار:
* من هي ظبية ياسين؟
– ولدت في بلدي العراق لكن لظروف خاصة وبحكم عمل والدي كفنان تشكيلي انتقلت عائلتي إلى عمان وطفولتي ودراستي أكملتها هناك، تخرجت من كلية الصيدلة ولكن شغفي بالتجميل أبعدني عن اختصاصي وفعلا دخلت معهد التجميل، واطلعت على أغلب المستحضرات العلاجية والتجميلية التي تعنى بالشعر والبشرة، ومن غير الاعتماد على أحد سوى الله سبحانه وتعالى وتشجيع من والدتي الحبيبة التي منحتني الحرية المطلقة لتحقيق هدفي، لأرى اليوم منتجاتي بعد أن كنت أصنعها يدوياً تصنع في شركة مستحضرات خاصّة بي معترف بها قانونيا كمنتج عالي المواصفات، وله حظوة تواجد داخل السوق الأردنية اعتز وافتخر بها، وطموحي أن يصل منتجي إلى بلدي العراق حينها سأقول كعراقية حقّقت المراد.
* بداياتك كانت مع مستحضرات علاج تساقط الشعر، ما الدافع لذلك الاهتمام؟
– بدأ اهتمامي في هذا المجال عند بداية تساقط شعري، وللأمانة أقولها أصابني الذعر لاستفحال الظاهرة التي رافقتها جفافٌ في الشعر، الذي كما يقال انه تاج المرأة فكان لا بدّ من حلّ، وبعد البحث عن الحلول ليس لتساقط شعري فقط، بل للجفاف الذي عانيت منه، ولم أجد ما يعالج المشكلة في الأسواق أو الصيدليات أو العطارين، علما بأنّي مطلّعة على كثير من الماركات العالمية ولكن لم يعالج مشكلتي مع شعري أي علاج منها، وكان لخبرتي كصيدلانية الدافع الكبير لصناعة الحل بيدي فقط لمعالجة شعري وإصلاح ما تلف منه، ولم أفكّر مطلقاً باستخدامه كعلامة تجارية والاستفادة منه ماديا، ومن هنا كانت الانطلاقة.
* هنا ينطبق عليك المثل القائل “الحاجة أم الاختراع”، لنتحدّث عن بداية صناعة العلاج لشعرك؟
– أنا أوافقك ١٠٠٪، الحاجة والإصرار هي ما جعلاني أبحث وبالتحديد في تاريخ ١٢- ٨- 2016 وأعدّه تاريخاً مفصلياً بحياتي لذلك لا يمكن نسيانه، بدأت بصناعة أول وصفة علاجية لشعري، وخلال أسبوعين من الاستخدام لاحظت وجود فارق كبير على شعري نحو الأفضل، وبدأت زميلاتي بالملاحظة أيضاً لكثر ما كنت مهووسة ومرعوبة من تساقط شعري، وبعد ذلك التأريخ عاد شعري إلى وضعه الطبيعي، مما دفع هذا الأمر جميع زميلاتي إلى التهافت على “الخلطة”، وبطبيعتي الخجولة آنذاك لم استطع الرفض، واستمريت بإعطاء “الخلطة” من دون مقابل، إلى أن فكّرت بأخذ قيمة الخلطة على الأقل، لأنّ مصروفي لم يكفِ لتلبية جميع الطلبات، وهكذا بدأت قصتي.
* لكل مشروع عمل لا بدّ أن يتوفر لصاحبه موقع للعمل ورأس مال كيف استطاعت طالبة الكلية تدبير ذلك الأمر؟
– سؤال مهم جدّاً وواقعي ولا بدّ من تسليط الضوء عليه، فأنا بدأت العمل من مطبخ البيت برأس مال قدره 30 ديناراً أردنياً فقط لأؤسّس شركة التجميل الخاصّة بي، من غير الاعتماد على الاقتراض أو الدعم من الأهل، مكتفية بتشجيعهم ودعمهم المعنوي فقط، لكنّ العمل الحقيقي والتعامل بصدق وما أفرزته علاجاتي من فائدة واقعية لكل من استخدمها بل وصفها البعض بالوصفة السحرية، فتجد منتجاتي اليوم تشترى من أكثر الفتيات انتقائية لجودتها، بل إنّ البعض يفضّلها على الكثير من المنتجات العالمية، وتجد اليوم أغلب مصفّفي الشعر في المملكة يفضّلون منتجي على المنتجات الأخرى التي تباع في الصيدليات.
* هل تدخل المواد الكيمياوية ضمن مستحضراتك الطبية أم هي علاج طبيعي خالص وأين تصنعين تلك المواد؟
– بعض منها طبيعي ١٠٠٪ لدرجة أنّها قابلة للأكل، الباقي تدخل فيها مواد لزيادة ثباتها أو الحفاظ على قوامها، عموما تدرج ضمن المنتجات الطبيعية، ومنتجاتي تصنع في مصنع أدوية في الأردن، فهي ليست صناعة يدوية، وأطمح بأن تصل إلى العراق بالطبع وهي مسجّلة قانونياً كمنتج معترف به، ويهمني كثيراً أن أرى منتوجاتي تنتشر في بلدي العراق، بعد أن أصبح لها رواج في الأردن واتمنّى أن أرى بصمتي والجهد الذي بذلته من أجل تحقيقها في بلادي.
* ما مسمّيات مستحضراتك التجميلية واستخداماتها ؟
– أهم منتجاتي حاليا هو (بكج الظبية) للشعر يحوي زيوت طبيعية (وسيروم ظبية) للشعر ولكونه معطّراً بمسك الغزال، فرأيت أنه الاسم المناسب لذلك.
منتجاتي تعالج مشاكل الشعر بالطريقة الطبيعية، أي إنّها لا تحوي مواد تمليس تضرّ الشعر، وهذه مشكلة تواجهها الكثير من الفتيات، ولكوني خبيرة شعر وبشرة وأعمل بالأخص بمستحضرات العناية بالشعر لديَّ خطٌّ باسم دكتور الشعر(ذي هير دكتور).
* من هو الداعم الأوّل لما وصلتي اليه؟
– الله سبحانه وتعالى ووالدتي التي كانت بمثابة الداعم الرئيس في ما وصلت اليه.
* نراك تتجنّبين ذكر اللقب مع اسمك وكأنك تحاولين عدم التعكّز على اسم والدك الفنان التشكيلي الراحل ياسين المحمداوي في تحقيق مبتغاك، هل هو عشق الوصول بالاعتماد على الجهد الذاتي؟
– أبداً لم أفكّر بذلك من قبل، اعتقد بسبب غرابة اسمي “ظبية”، تعوّدت أن أذكر اسمي لوحده حتى على منتوجاتي، وأنا فخورة جدّاً بأعمال والدي الفنية رحمه الله واتباهى بها، وفي نفس الوقت أعشق عملي وافتخر بما وصلت اليه، ولو كان والدي موجوداً لكان أوّل المباركين لعملي، وبطبيعتي أنا أحب أن اعتمد على نفسي ومجهودي، لأكون ربّما مثالاً في ذلك لفتيات أخريات.