النجمة العراقية بيدر البصري لـ (الشبكة):غنيت في “بيت الانسانية” بدعوة من ملكة هولندا
حيدر النعيمي/
صوت أوبرالي أثار الدهشة بروعة ادائه وقدرته على مزج المحلية بالعالمية، له عذوبة بصرية وشجن عراقي خالص، استطاع ان ينتزع الأعجاب والتصفيق أنى اعتلى مسرحا غنائيا، غادرت العراق طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها الأسبوعين، لكنها عرفت العراق في الحان والدها وحكايات والدتها، كما عرفته في شعر مظفر النواب وجمعة الحلفي اللذين غنت من كلماتهما وفي موسيقى كوكب حمزة.
«الشبكة “ حاورت النجمة العراقية بيدر البصري المقيمة في هولندا بعد حفلها الرائع على مسرح دار الاوبرا السلطانية في سلطنة عمان:
غياب وعودة
¶بعد غياب ثلاث سنوات توقع العديد من متابعيك أنك أعتزلت الغناء لنتفاجأ بحصولك على شهادة عالمية للسينما وحفل عالي المستوى؟
-اعتزلت ثم ألغيت تماما فكرة الأعتزال الفني منذ سنين.. كان غيابي بسبب الدراسة بجامعة ليدز للسينما وقد حصلت على الدبلوم أخيرا.
¶ماالذي ميز حفلك الأخير في دار الاوبرا السلطانية عن حفلاتك الأخرى؟
-الحقيقة كنت أول مطربة عراقية تعتلي خشبات دار الأوبرا السلطانية وهو مسرح لايعتليه الا من كان له شأن رفيع في صناعة الغناء والموسيقى في العالم. وكان لهذا الحفل صدى في ذائقة المتلقي الخليجي والعماني بشكل خاص، لقد كانت ليلة ناجحة بأمتياز، أمتزجت فيها الآلات الموسيقية بإنسجام مثير حاز اعجاب الجمهور من مختلف الأذواق، لقد تلقيت دعوة دار الاوبرا السلطانية في العاصمة العمانية مسقط ولبيت الدعوة بكل سرور، لما يحمله هذا البلد من أهمية في الموسيقى العربية والعالمية، ولما تحمله عمان شعباً وحكومة من حب للسلام والجمال. وكان الحفل حصيلة العمل والاجتهاد والبحث والاشتغال على هذا النوع من الأغاني بمساعدة كوكبة من الموسيقيين الرائعين وعلى رأسهم والدي الملحن الدكتور حميد البصري. أنا جداً فخورة بليلتي هذه، وفخورة ايضا بملائكة الموسيقى الذين حلقوا معي في تلك الأمسية الرائعة.
صناعة الجمال
¶أقمت حفلاً ناجحاً مع الفرقة السمفونية العراقية في بغداد.. لماذا لم يستمر تعاونك معها؟
-كنت أتمنى أن يستمر التعاون مع الفرقة السمفونية العراقية الى مديات أوسع ولكن الجميع يعرف بأن هناك أمورا عديدة تعيق عمل هذه الفرقة التي لها باع طويل في الفن والابداع الموسيقى، كلنا يعرف أن الموسيقى جمال، والجمال يحتاج الى صناعة، وهذه الصناعة تحتاج الى دعم الدولة والمؤسسات الفنية والمستثمرين الذين لديهم وعي بأهمية الموسيقى في بناء المجتمعات.. ولان كل هذه الأمور غائبة الان، فانك لا تستطيع أن تحلم بمديات أوسع للاسف.
¶البعض يسأل عن عالمية مستواك فبماذا تردين؟
-لا أعرف معنى (عالمية المستوى)، لكني سأتحدث عن الذي أعرفه عن (المستوى في العالم) .. أشتغلت مع أكثر من مئتين وخمسين اوركسترا في العالم، وأكثر من مئتين وخمسين مسرحيا غنائيا وكنيسة، ودار اوبرا، وفي رصيدي تسعة أعمال (ميوزكل) مهمة، أفتتحت بيت الأنسانية في هولندا مع الملكة ماركريت بأمسية كبيرة، وسوف أقترب من العدد مئة (غنائيا) للعمل العالمي الكبير (ستابات ماتر) لمؤلفه الانكليزي كارل جينكز.
¶ماذا يمثل لك لقب صوت الأديان؟
-انه دليل واضح على عالمية مستواي.
صوت أوبرالي
¶لماذا فضلت الغناء الأوبرالي على ألوان الغناء الأخرى؟
– أنا اغني كل الأشكال والألوان الغنائية ولم أتحدد بنوع واحد منها.. ولكن أعمالي الاوبرالية هي الأكثر، لانني أشعر بانها أكثر قربا للروح الانسانية وأكثر عمقاً ووجداناً.. وطبقات الصوت الذي أملكه يكون متآلفا مع هذا الشكل الغنائي دون سواه.. لذلك أجد نفسي فيه أكثر.
بلد الجمال
¶ماذا تعرفين عن العراق وأنت غادرته وعمرك لايتجاوز اسبوعين فقط ؟
-عرفت عن العراق الكثير، عرفت انه بلد الجمال والوجع، عرفت أرصفته وأنهاره وقصائده، عرفت الفرار منه والحنين اليه، أنا لم (أعرف) العراق، بل (تعلمت العراق).. رأيته بعيني أبي وبصوته والحانه، ووجدته غافيا جميلا وحزينا عند أمي وهي تغنيه لي.
¶والدك هو الدكتور حميد البصري صاحب أوبريت (بيادر خير) ووالدتك شوقية العطار صاحبة أشهر ديو عراقي “ياعشكنه” مع الراحل فؤاد سالم، هذه البيئة الفنية ماذا صنعت منك؟
-صنعتني أنا ( بيدر البصري).
¶ شقيقك الموسيقار رعد خلف أحد مؤسسي معهد الموسيقى العالي في دمشق، هل له دور في تحقيق طموحك؟
– شقيقي رعد، كان معي منذ أول أعمالي “الميوزكل” ، وجميع (ألبوماتي الغنائية) كانت من موسيقاه وتوزيعه، مع أخي تنفست روح الغناء في الدراما العراقية والعربية، ومعه شكلت لوني الخاص غنائيا، هو رفيقي في الحياة وفي الفن، وبمساعدته ووالدي وجدت ذاتي وكياني.
¶ لمن تشكين همك؟
– لبيدر!.
¶لمن تشتاقين، ولمن تبكين حبا؟
أشتاق للطمأنينة، وابكي للسلام.
¶أمنية يجب أن تتحقق؟
-يقول الشاعر العراقي فارس حرام (ما يذكره الحظ ، تنساه الرغبة ).. وانا أؤمن بهذا البيت كثيراً.
¶برأيك لو كانت في بغداد دار للأوبرا، هل سنشاهد من يقتطع التذاكر ليستمع لبيدر؟
-الموسيقى تربية، والمسرح تربية.. والسينما والشعر والغناء تربية أيضا.. وبامكانك ان تربي المتلقي العراقي كما تشتهي.. وأنا أعرف تماما أن المتلقي العراقي سباقاً دائماً لهذه الأشكال الفنية، لكن لا اخفيك أن بداية الطريق ستكون صعبة جداً لاننا مجتمع لم يجد وقتاً ليلتقط أنفاسه، هو مسلوب الوقت في أغلب الأحيان.
¶ما شكل الصراع الذي يولد في داخلك وأنت تغنين أغاني عراقية على خشبة مسرح ليست عراقية؟
-صراع مرير ومؤلم.. كمن يغني لحبيب بعيد، فها هو الألم يعتصرني وأنا اجيب عن سؤالك فكيف الحال وأنا أغني!!.