زينة وأوس يرويان لـ “الشبكة” قصة حبهما التي تكلّلت بالزواج

1٬023

 حيدر النعيمي /

تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي، بين فترة وأخرى، بشائعات وصور وحكايات تحاول الإساءة الى سمعة الإعلاميات العراقيات، حتى بات الأمر وكأن أغلب من يعملن في مجال الإعلام مدعاة لمثل هذه الاتهامات الباطلة.

مجلة “الشبكة” تقدم هنا شراكة ناجحة وعلاقة حب نبيلة توّجت بالزواج وتكوين أسرة سعيدة.
فمن رحم شبكة الإعلام العراقي، التي ليست في منأى عن الأحاديث التي تريد النيل منها، ولدت قصة عشق بين زينة وأوس ليثبتا للجميع أن ما يثار من لغط هنا وهناك لا يمكن تعميمه على كل علاقات الوسط الإعلاميّ، فهنالك الكثير من العلاقات الناجحة بين الإعلاميين والإعلاميات توّجت بتكوين أسر مثالية.

هذا الحوار مع زينة الخطاب وأوس محمود مقدمَي النشرة الرياضية في قناة العراقية، يتحدثان لنا عن تجربتهما، كيف بدأت وكيف توّجت بالزواج وتكوين عائلة سعيدة.

صرتُ امرأة أخرى

زينة، التي كنا التقيناها قبل خمس سنوات في “الشبكة العراقية” حين كانت مراسلة رياضية شابة تعيش حياتها بدون ارتباط، سألناها “أنتِ اليوم متزوجة من زميل لك في العمل وأم لبنتين، ما الذي تغير فيك ما بين الزمنين؟” فأجابت: “أنا اليوم غير تلك الفتاة قبل خمس سنوات، اختلف لديّ الكثير من الأمور، فعندما أصبحت أماً شعرت أنني كبرت وصرت في مرحلة نضج عقلي ونظرتي للحياة وتصرفاتي أصبحت محسوبة أكثر، سابقاً كنت أتحدث من دون قيود ولا أحسب حساباً للأمور، وحالياً أستشير أوس في كلّ أموري، لم يقف في طريقي أبداً بل أكمل الطريق الذي بدأه أهلي معي حيث يشجعني ويساعدني دائماً، بالرغم من أنني متمردة وهو يعرف هذا، ولكنه استطاع احتواء تمردي.. أوس أفادني في حياتي كثيراً وأوصلني للنجاح.

* كم فارق العمر بينكما؟

– هو أكبر مني بـ11 عاماً.

الزواج صفقة

* ذكرتِ سابقا أنك من الصعب أن تختاري رجلاً، كونك تمتلكين شخصية قوية يصعب ترويضها، وسبق أن تمت مفاتحتك للزواج من قبل أشخاص في الوسط الرياضي وخارجه، لماذا اخترت أوس محمود بالذات؟

– الزواج صفقة، وصفقتي كانت ناجحة، أية امرأة في الدنيا عندما تجد رجلاً يحبها ويقدرها ويعطيها مكانتها في المجتمع، لابد أن تلغي كل الشروط التي تضعها في رأسها وتوافق على هذا الرجل في مواصفات كهذه.

* ولكنه تأخر في طلب يدك، فبعد أربع سنوات حب تم الزواج؟

– لم أكن أعلم أنه كان يحبني لمدة أربع سنوات، هذه أول مرة أسمع منه هذا الكلام. يبدو أنه اعترف أخيراً بالمدة “ضحكة طويلة”، حقيقة لا أعرف سبب تأخره طوال هذه المدة.

* ما أسوأ صفة فيه؟

– ليس فيه شيء سيئ، صدقني، ولكن بقدر ما قلبه طيب جداً فهو يتمتع بسرعة النرفزة وبعدها بدقيقة يهدأ كأن شيئاً لم يكن.

* وأجمل ما فيه؟

– طيبة قلبه وحبه لي وحنانه.. أشعر كأنه والدي، وفي فترة افتقدت حنان الوالد بعد أن استشهد قبل سنوات.. أوس عوضني عن هذا الفقدان، فهو الآن أبي وأخي وحبيبي وزوجي وأبو بناتي، وكل شيء في الدنيا.
الطرق إلى الشهرة

* الإعلاميات العراقيات دائماً مايثار حولهن الكثير من علامات الاستفهام والكلام ما السبب برأيك؟

– هنالك الـ”بعض” من الإعلاميات يتخذن مليون طريقة في سبيل الشهرة، وبجميع الوسائل، لكن غالبية الإعلاميات محترمات جداً ويحظين باحترام المشاهدين، وحتى مستوى البرنامج يحدد من أي نوع أنت، ففيهن من يفتحن طريق الكلام عليهن وهذا كله في سبيل الشهرة، والمجتمع من حقه أن ينتقد فنحن مازلنا مجتمعاً محافظاً .

ماريا وسيرينا

لزينة وأوس بنتان هما ماريا وسيرينا ، تتحدث زينة عن تسمية بنتيهما بهذين الاسمين فتقول “أوس هو من سمى ابنتنا الأولى باسم ماريا تيمناً بماريا القبطية زوجة الرسول الأكرم (ص)، وأيضاً على اسم لاعبة التنس ماريا شاربوفا” تضيف: “أما سيرينا فجاءت تسميتها صدفة، فهو كان دائماً يمزح معي ويقول لي لنسمّها سيرينا نسبة إلى سيرينا وليامز لاعبة التنس العالمية.
زينة تشجع فريق ريال مدريد نكاية بزوجها الذي يشجع برشلونة، تضحك ضحكة طويلة وتتابع “محلياً أنا شغوفة بمتابعة أبطال العراق وإنجازاتهم العربية والدولية في الساحة والميدان، وعالمياً أحب لعبة التنس.”

طلب يدي فظننته مقلباً!!

* يقول أوس إنه عندما طلبك للزواج فوجئتِ وصدمتِ؟

– نعم. كنا صديقين، وكنا دائماً نعمل مقالب مع بعض، وعندما طلبني للزواج تصورته مقلباً، وعندما تكلم معي بالأمر وقال لي أنا أحبكِ وأريدكِ زوجة لي، بقيت أضحك بشكل مستمر ولم أكن أعرف أنه جاد وأنا طوال حديثه أقول له نعم، وماذا تريد بعد وماهي شروطك معي وفي نهاية الجلسة صرخ بي قائلاً أنا أتكلم بجد وليس مزاحاً، فلم أصدقه أبداً”.
وعاد في اليوم الثاني للتحدث معي في الأمر فوجدته جاداً، فرفضت في البداية لأنني لم أكن مقتنعة بفكرة الزواج ولكني وافقت بعد تفكير بالإنسان الذي تقدم لي وبمواصفاته.

شجاعة أمّها غيرتني

توجهنا إلى النصف الثاني من هذه العائلة السعيدة، إلى أوس الذي تحدث لنا في البداية عن كيفية تعرفه على صديقته سابقاً وحبيبته لاحقاً ثم شريكة حياته الآن، قال: “تعرفت على زينة عن طريق عملها في شبكة الإعلام العراقي، كانت في قسم مختلف كمراسلة لبرامج منوعة، وأنا في الرياضة، أرادت أن تعمل مراسلة في القسم الرياضي وعندما جاءت للقسم تعرفت عليها أكثر بحكم عملنا اليومي، وفي حفلة زواج أحد المراسلين تمت دعوة القسم الرياضي وجاءت هي وعائلتها للحفل فشاهدتهم وتحرك عندي إحساس غريب تجاههم وشعرت بهم مثل أهلي، وزينة كانت تختلف عن سائر البنات، لم يكن ستايلها يستهويني، ولكن من مشاهدتي لعائلتها البسيطة تعرفت على شجاعة أمها في تربية بناتها بعد فقدان الأب، تغير شعوري تجاه زينة وفاتحتها بعد سنوات بالزواج وتم الأمر” .

غيرة

يضيف: “تزوجنا عام 2012 بعد مرور أربع سنوات من تعارفنا، تأخرنا كلّ هذه الفترة لأني لم أكن وقتها أفكر بالزواج”.

* هل ارتبطت بها لأنها من نفس الوسط ؟

– نعم هذا شجعني أكثر وهناك تقارب بيننا من الناحية الفكرية.

* وبالنسبة للغيرة عليها أيهما أكثر سابقاً أم حالياً؟

– بالطبع في السابق أكثر بشكل كبير بسبب المعرفة القليلة ولم يكن هنالك تفاهم بيننا بشكل كامل.
قلت له: غيرتك عليها أدت الى قطع صلتك بي عندما أجريت لزينة لقاء قبل زواجكما في مجلة الشبكة العراقية وقاطعتني وقتها تماماً؟

– “ضحكة عالية ومستمرة “…نعم أعترف كان سوء فهم مني، بسبب غيرتي العالية عليها، وقد أثارني اللقاء حينها جداً.
وهل يعقل أن يستمر سوء الفهم بيننا أربع سنوات؟

– لأننا أنا وإياك لم نكن نلتقي بسبب اختلاف أوقات العمل، ولا تنس أنا من بادرت بالصلح معك لإثبات حسن نيتي.
عنودية وطباخة ماهرة

* ما أسوأ ما في زينة؟

– عنودية وعصبية، وخصوصاً مع بناتها.

* وأجمل مافيها؟

– دعمها اللامحدود لي بكل قراراتي.

* سمعت أنها طباخة ماهرة؟

– جداً .

* أنت أكبر المستفيدين من هذه الصفة؟

– “يضحك” نعم وكرشي أكبر دليل، كنت أضع أمي الطباخة رقم واحد والآن زينة تفوقت عليها، برغم أن هذا الكلام سيزعّل والدتي عليّ.

* كيف علاقتكما بالوسط الرياضي؟

– محدودة جداً.

* وبالنسبة للتشجيع؟

– أنا زورائي برشلوني وزينة نكاية بي فقط تشجع الريال عناداً.