ألو 122… نقص في الملاكات وشحة في السيارات

166

هند الصفار /

إنه قسم الإسعاف الفوري التابع الى دائرة العمليات والخدمات الطبية الطارئة في وزارة الصحة، الذي يتعلق عمله بإنقاذ حياة المواطنين، إذ كثيراً ما نرى سيارات الإسعاف بمزمارها المميز تشق الطرق بمناداة سائقها أصحاب السيارات لفسح المجال لأنه يحمل حالة طارئة.
شهداء الإسعاف الفوري
قدم هذا القسم أعداداً من الشهداء في حوادث الانفجارات والاضطراب الأمني، بلغ عددهم 27 شهيداً، إضافة الى 6 شهداء خلال فترة تفشي وباء كورونا.
يتحدث الدكتور (هيثم سعدي النعيمي)، مدير القسم، عن عمل ومهمات منتسبيه قائلاً: “إن واجبنا هو نقل المرضى والحالات الحرجة من والى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج، وهناك آلية وتعليمات تحكم عملنا، لكن يبقى الأساس بالنسبة لنا هو سعينا في إنقاذ الأرواح وإيصال المرضى بأسرع وقت ممكن الى المؤسسات المعنية.”
وأضاف: “يتوفر لدينا في بغداد 87 مركزاً للإسعاف الفوري تغطي أربعة قواطع فيها هي بغداد / الكرخ الشمالي والجنوبي والرصافة الشمالي والجنوبي.”
أجور النقل في الإسعاف الفوري
عن أجور نقل الحالات المرضية يقول الدكتور النعيمي إن “نقل المرضى من البيت الى المؤسسات الصحية الحكومية وبالعكس داخل بغداد مجاني. أما النقل من والى المؤسسات الصحية الأهلية فيكون باستيفاء10 آلاف دينار فقط لقاء وصل يعطى للمريض بذلك، والنقل الى المحافظات يكون باستيفاء 25 ألف دينار فقط في كل الأحوال ولكافة المؤسسات الصحية الحكومية والأهلية.”
وعن شكوى بعض المواطنين من أن بعض سائقي الإسعاف يشترطون مبالغ أعلى، أجاب مدير الإسعاف الفوري قائلاً إن “أية شكوى تصلنا عن ذلك فإننا نشكل مجالس تحقيقية لمعاقبة كل من يقوم بأخذ مبالغ اضافية من المواطن، والتعليمات واضحة في ذلك.”
سيارات إسعاف في المستشفيات
وعن سيارات الإسعاف الموجودة في المستشفيات، تحدث الدكتور هيثم عنها قائلاً إن “هذه السيارات غير تابعة لنا على الرغم من أن هناك تنسيقاً مع جميع المؤسسات الصحية، فنحن نتشارك في جميع المناسبات الاستثنائية التي تتطلب وجوداً مكثفاً للملاكات الصحية، كما تخصص لكل مؤسسة صحية سيارة إسعاف حسب السعة السريرية، إذ أن المعدل هو سيارة إسعاف لكل 50-100سرير.”
يعمل السائق والمسعف لمدة 24 ساعة كاملة، ويكون تبديلهم ضمن جدول ينظم من قبل مراكز الإسعاف. وتحتوي سيارات الإسعاف على أجهزة منقذة للحياة، ولكن لايستطيع جميع المسعفين استخدامها، لأسباب يوضحها رئيس ممرضين جامعيين (سعد حمد بهية)، مدير السيطرة المركزية في قسم الإسعاف الفوري الذي قال إن “عدم تفهم المواطنين لعمل المسعف وضعف معرفتهم بتقدير الحالة الصحية لمرضاهم، تجعلهم يعتدون أحياناً على المسعف في حال استخدامه للأجهزة المنقذة للحياة داخل سيارة الإسعاف، ويعتبرونه السبب في حال وفاة المريض، وهذا أمر تعاني منه غالبية المؤسسات الصحية، لذا جرى إيجاد حل جزئي لهذه المشكلة بأن يكون توزيع المسعفين والسائقين ضمن مناطقهم لتقليل الاحتكاك والاعتداءات، ولاسيما في مناطق أطراف بغداد ذات الطبيعة العشائرية.”
ألو 122
وعن آلية النداء الطارئ والاستجابة تحدث بهية قائلاً:” يكون تسلم النداء عبر الرقم 122 ليجري تحويله الى غرفة المعالجة
ومن ثم تسجيله وتحويله الى حاسبة الموقع لتحديد الموقع وتبليغ أقرب مركز إسعاف للتوجه الى المكان
حيث تجري عملية النقل، وكل ذلك يحدث خلال دقائق قليلة وبسرعة كبيرة جداً لأن من أولويات عملنا السرعة في إنقاذ الأرواح.”
قلة السائقين ولاتعيينات جديدة
فيما شكا (سعد حمد) من قلة سائقي الإسعاف الذين يجري تدريبهم أيضاً كمساعدي مسعف، وذلك بسبب سن التقاعد المبكر الذي أقر مؤخراً، وهناك توجه لتسليم المسعف سيارة إسعاف، وهذا عبء كبير لأن المسعف سيقوم بدورين في آن واحد، لكن ضرورات العمل وعدم إيجاد حلول لمشكلة نقص الملاكات تجعلنا نقترح حلولاً آنية.”
ويوضح الدكتور هيثم سعدي أنه منذ عام 2014 ولحد الآن لم يعيّن ولو سائق إسعاف واحد لدينا، وهذا أمر يحتاج الى معالجة لكي نؤدي عملنا على أكمل وجه، ولولا الملاكات القديمة ذات الخبرة العالية، ما كنا لنتمكن من أداء مهامنا بسهولة.”
طموحات وأمنيات
وعن الطموحات ومتطلبات النهوض بعمل الإسعاف الفوري في العراق، يوجز الدكتور مدير القسم ذلك بما يلي:
ضرورة إنشاء مراكز إسعاف فوري على الطرق الخارجية والطرق الداخلية المهمة، بحيث يكون المركز متكاملاً ليستطيع إنقاذ حياة الناس بالسرعة الممكنة، وذلك بسبب كثرة الحوادث المميتة التي تحصد أرواح الكثيرين بسبب غياب الإسعاف السريع.
كذلك إنشاء منظومة حماية متكاملة بالتعاون مع بقية المؤسسات والوزارات ذات العلاقة، وتحديث سيارات الإسعاف والأجهزة والمستلزمات المنقذة للحياة. لكن أهم من كل ما تقدم فإننا نحتاج الى قانون لحماية الملاكات العاملة في الإسعاف الفوري، لأن الاعتداءات تعيق عملنا وتصيب بعض العاملين بالخوف من أداء واجبهم، ولاسيما الملاكات الجديدة.”
من جانبه، يضيف رئيس الممرضين سعد بهية بقوله إن “الملاكات التي ترسلها الوزارة إلينا، ولاسيما الوجبات الأخيرة، هم خريجو قسم صحة المجتمع، وليسوا من خريجي قسم الإسعاف الفوري في معاهد الصحة العالية أو من خريجي أقسام التمريض وكلياته، مما يزيد العبء علينا في التدريب.”