أهوار ميسان تسترد عافيتها
ميسان/ عبد الحسين بريسم/
تعد الأهوار التي تقع في الجنوب الشرقي لمحافظة ميسان من أجمل وأوسع المنخفضات المائية، فهي تحتوي على أماكن جميلة وواسعة مثل (هور أم النعاج) و (برگة السوداء)، وتمتد من الجنوب الشرقي لقضاء الكحلاء باتجاه شرقي قضاء القلعة وناحية العزير والحدود الإيرانية شرقاً.
يقول الباحث والكاتب جمعة المالكي: “حتى في السنوات التي يتواصل فيها الجفاف وقلة نزول الأمطار، تحتفظ كثير من مناطق الأهوار بكميات من المياه تساعد على استمرار الحياة، بما تمتلكه من تنوع إحيائي من أسماك وطيور وزواحف ونباتات، مثل القصب والبردي وغيرها من نباتات تنمو في موسم الربيع ونباتات تنبت على ضفاف الأهوار.
ومع كل ما تحتويه أهوار ميسان من تنوع وجمال، لكن يؤشر ضعف توافد السياح إليها من خارج العراق ومن داخله بالمقارنة مع أهوار الجبايش، وذلك بسبب العديد من التحديات التي تحتاج الى تجاوزها لإيجاد بيئة مناسبة تجذب السياحة الى أهوار ميسان ومن أهمها عدم وجود الفنادق في مركز ميسان وبأسعار مناسبة، والصعوبة في الحصول على التصريحات الأمنية بحجة كون المنطقة حدودية، وعدم وجود بنى تحتية في الأهوار لإيواء السياح، بل توجد مضايف من القصب، لكن المسؤولين عنها يدعون أنها مخصصة للجهات الحكومية فقط.”
يضيف المالكي: “يظل المطلب الأهم هو أن تخصص كمية من المياه الى الأهوار تكون خارج حصة محافظة ميسان، لتسهم في ديمومة الأهوار والحفاظ على ما تحتويه من ثروة وتنوع إحيائي، وكذلك لمساعدة ما تبقى من أهالي الأهوار وعدم هجرتهم ليتمكنوا من الزراعة وتربية المواشي وممارسة الصيد.”
من جهته، يؤكد محافظ ميسان (حبيب ظاهر الفرطوسي) على أهمية الأهوار من الناحيتين السياحية والاقتصادية. ويشير الى أن محافظة ميسان عازمة على تطوير الأهوار وجعلها مرفقاً سياحياً كبيراً، والمحافظة عليها كمحمية وطنية، وتوفير البيئة المناسبة للسياحة فيها لجذب السياح والزائرين والباحثين والاهتمام بالسكان المحليين من أهالي الأهوار.
ودعا الفرطوسي الحكومة الاتحادية إلى “الالتزام بإيصال الحصص المائية لمناطق الأهوار وفقاً لاتفاقية إدخالها ضمن لائحة التراث العالمي، وتخصيص حصة مائية منفصلة عن الحصة المائية المقررة للمحافظة لتحقيق الدعم للتنمية الإحيائية والبيئية في الأهوار.”
انتعاش مائي
أما مدير زراعه ميسان المهندس (ماجد جمعة عبد الحسن) فقال: “بلغت التصاريف المائية الواصلة الى هور الحويزة من مغذيات الأنهر الثلاثة التي تصب في الهور معدلات متصاعدة حسب تقديرات مديرية المارد المائية في ميسان وبأرقام جيدة، فقد بلغت نسبة الإغمار الإجمالية في هور الحويزة نحو 70 %. من جانب آخر تفاوتت نسب الإغمار في باقي الأهوار بين 40% و65%. وهذا ما سبب انتعاشاً كبيراً في عموم مناطق الأهوار انعكس إيجاباً بحالة من الرضا والارتياح لسكان الأهوار. وللاستفادة من وفرة المياه في الأهوار قامت مديريتنا بإطلاق ما مجموعه (86.600.000) ستة وثمانين مليوناً وستمئة ألف إصبعية من اسماك (الكارب) في عموم الأهوار من مفقسي المشرح والميمونة، إذ بلغت الإصبعيات المطلقة من مفقس المشرح (19,100,000) إصبعية، فيما بلغت الإصبعيات المطلقة من مفقس أسماك الميمونة (67.500.000) إصبعية. وقد شمل الإطلاق في أهوار الحويزة بركة أم النعاج، وهور العروكة، وهور عودة، وهور البطاط، وهور سبل الولد. ولدينا برامج مستقبلية مختلفة مع المنظمات الدولية سوف تسهم في استقرار سكان الأهوار، ونحن في مديرية الزراعة في ميسان نعمل حالياً على إعداد تجارب لمشاريع زراعة محصول الشلب بواسطة منظومات الري بالتنقيط، وتربية الجاموس، ما سوف يعود بالفائدة على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وكذلك تنمية الثروة السمكية لتكون أحد الروافد الأساسية لمعيشة الإنسان الساكن في تلك المنطقة، وكذلك لدعم الاقتصاد المحلي لمحافظة ميسان
عن ذلك، يقول الناشط البيئي (أحمد الساعدي): “نحن متفائلون جداً بعودة الأهوار في هذا الموسم نتيجة لكثرة هطول الأمطار والسيول الواردة الى العراق عبر الروافد الداخلية والخارجية، إذ وصلت تلك المياه الى ابعد بقعة في الأهوار وحققت نسبة إغمار أكثر من 50 % منها، وهناك أمل كبير بأنها سوف تستمر بالإنعاش، ولاسيما بعد زيارة الرئيس التركي الى العراق، الذي كان يحمل ملفات عدة لعل أبرزها هو ملف المياه الشائك، إذ جرى الاتفاق على الاستمرار بإطلاق المياه باتجاه العراق. ونأمل من وزارة الموارد المائية أن تجعل للأهوار حصة كافية من المياه لتحقق نسبة إغمار كافية من أجل تعويض الخسائر التي لحقت بسكانها طيلة فترة سنوات الجفاف الأربع، إذ خسر أهالي الأهوار الكثير من الثروات الطبيعية التي كانت تقيم حياتهم اليومية.”