ابتدأت بشارع أبي نوّاس وواجهت محاولات تخريب..خطة حكومية لتحويل ضفاف دجلة إلى أكبر كورنيش في بغداد

345

إياد الخالدي تصوير: علي الغرباوي/

في خطوة تزامنت مع إعلان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عن خطة تحت شعار (بغداد أجمل) تضمنت نحو 150 مشروعاً خدمياً في العاصمة، جاء افتتاح المرحلة الأولى للمقطع الطولي الأول من كورنيش وحدائق أبي نوّاس، وهو جزء من خطة لإحياء المناطق المحاذية لدجلة وفتحها أمام العائلات البغدادية لكي تصبح متنفساً ووجهة سياحية ترفيهية تليق ببغداد وأهلها.
ويعد شارع أبي نوّاس واحداً من أقدم وأجمل الشوارع في بغداد، كونه يمتد بمحاذاة نهر دجلة بين جسر الجمهورية والجسر المعلق. كما تنتشر على طول الشارع المقاهي على شاطئ نهر دجلة، هذه المقاهي المتباينة بين البسيطة والراقية التي يجمعها شيء واحد هو تقديمها وجبة العشاء التقليدية من السمك المشوي (المسكوف) على الطريقة العراقية، مع وجبات أخرى تقليدية وشهية أخرى مثل التكّة والكباب والباجة ثم الشاي. كذلك يوجد في هذا الشارع نصبان، أحدهما للشاعر أبي نوّاس يحمل كأسه بيده، صمّمه النحات العراقي إسماعيل فتاح الترك عام 1972، والآخر لشهرزاد تروي الحكايات لشهريار للنحات العراقي محمد غني حكمت.
مراحل العمل
مرت عملية التطوير بمراحل متعددة، تميز إنجازها بالسرعة، إذ ابتدأت بتنظيف حوض وضفة النهر ونصب الأسيجة وأعمدة الإنارة الحديثة. كما اشتمل مشروع التطوير على زيادة الغطاء النباتي من خلال زراعة المزيد من الأشجار المعمرة، وإنشاء ممشى نهري مع مناطق مخصصة للجلوس بطول 2.5 كيلومتر، بمحاذاة النهر، كذلك تضمن العمل إنشاء مسار للدراجات الهوائية وأخر لممارسة رياضة الجري، وزود الكورنيش بمنظومة إنارة متكاملة كما جرى تأهيل وتطوير مواقف للسيارات، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للشّوي وساحة الاحتفالات المركزية مع الخدمات الصحية.
ووفقاً لمدير إعلام الأمانة (محمد الربيعي)، فإن الأمانة باشرت العمل بالمشروع فور إعلان رئيس الوزراء عن حملة (بغداد أحلى)، مبيناً أن هذا المشروع الحيوي للعاصمة يعبِّر عن قدرات العراقيين على إنجاز المشارع بأعلى وأدق المواصفات. وأشار إلى أن خطة تطوير كورنيش أبي نوّاس تتضمن توسعة الشارع بهدف تأمين انسيابية جيدة لمرور السيارات والمشاة ، فضلاً عن إنشاء مسار خاص بالدراجات الهوائية، إضافة إلى ملاعب ومساحات خضر لممارسة الرياضة في الهواء الطلق. وأشاد الربيعي بالتعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة في إنجاز المرحلة الأولى للمشروع، مبيناً أن الآليات التابعة لوزارة الموارد المائية أسهمت بالأعمال الخاصة بتسوية التربة وتنظيف ضفاف النهر.
عبث وتخريب
لكن كورنيش أبي نوّاس لم يسلم من أيدي العبث والتخريب، التي نالته بعد أيام من إنجازه. إذ يقول (عبد الصمد مضر)، أحد مهندسي الموقع، إن يد المخربين نالت هذا المشروع الجميل، حيث سرقت أجهزة الإنارة، ولاسيما (البلوكجرات)، كما جرى تكسير الأنابيب الخاصة بمنظومة المياه الصالحة للشرب، إضافة الى تخريب المغاسل والنافورات والمرشّات وشاحنات الهواتف، وهو أمر محزن، ولاسيما أن هذه المشاريع أنشئت من أجل خدمة وترفيه المواطنين، وخلق متنفسات جديدة لهم.
من جهته، أكد المهندس الاستشاري للمشروع (مثنى عبد العظيم)، أن التخريب لحق –للأسف- بالكثير من مفاصل هذا المشروع الذي يعد رئة جديدة لأهالي بغداد، معرباً عن أسفه لما لحق بمعدات الكورنيش وحدائقه وملاعب الأطفال فيه ومصاطب الجلوس من العبث والتخريب، الأمر الذي دفعنا إلى نصب كاميرات مراقبة في حداق الكورنيش لكشف المخربين وإحالتهم إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم. وأشار إلى أن هذا النوع من الأعمال لن يكتمل نجاحه بدون مشاركة المواطن، الذي يعد شريكاً فاعلاً في كل المشاريع العامة. ولاسيما التي تقدم خدمات للمواطنين بشكل مباشر. ولفت إلى أن بغداد ظلت على مدى سنوات عديدة تمتلك متنزهاً يتيماً هو متنزه الزوراء، الذي ظل هو المتنفس الوحيد لنزهة العوائل، وأن هذا الكورنيش يعد متنزهاً جديداً يسهم بجذب المواطنين ولاسيما في أيام الأعياد والعطل.
فعاليات
وبعد مدة وجيزة من افتتاحه بحلته الجديدة، شهد كورنيش أبي نوّاس فعاليات رياضية وموسيقية كان أبرزها ماراثون فريق بغداد للدراجات الهوائية.
إلى ذلك، أعربت الكاتبة والصحفية (ميسلون هادي) عن أمنيتها في أن يمتد الكورنيش على طول نهر دجلة في بغداد، ابتداء من أبي نوّاس، مروراً بشارعي النهر والمتنبي ثم باب المعظم والعيواضية حتى يصل إلى مناطق الكسرة والأعظمية والكريعات. مشيرة إلى الإمكانيات المادية والفنية متوفرة لإنجاز هذا العمل، إذ يمكن تبليط الشواطئ المهملة حالياً لكي تتحول إلى ممشى طويل مرصوف يحاذي النهر، ليمر بأروع مبانينا التاريخية، كالقشلة والمدرسة المستنصرية وبعض البيوتات البغدادية القديمة. ودعت إلى إصدار قانون لحماية الممتلكات العامة وفرض غرامات مالية على المخالفين، كما هو الحال في جميع الدول.
الخطة متواصلة
وعلى ما تظهره الأعمال والمشاريع المنفذة لصالح أمانة بغداد، فإن الارادة ماضية بتحويل شواطئ دجلة إلى كورنيش يمتد بمحاذاة النهر، فقد شارف العمل في كورنيش العطيفية على الإنجاز، كما بدأ العمل على تنفيذ أطول ممشى نهري في العراق بطول يصل إلى 4500 متر، ضمن كورنيش الكاظمية، الذي يمتد من ساحة عبد المحسن الكاظمي إلى جسر المشاة في شارع المحيط ، ويشتمل على ممشى مغطى بالأشجار المعمرة، وجلسات مطلة على النهر، ومناطق وحدائق مخصصة لألعاب الأطفال، كمل يشتمل على مواقف سيارات، ومنظومة إنارة حديثة، فضلاً عن المرافق الصحية الخدمية. وينفذ المشروع على ثلاث مراحل من ضمنها إزالة التجاوزات وتنظيف حوض النهر بالكامل.