الحيوانات الأليفة بين المنافع النفسية والمخاطر الصحية

183

أربيل / ضحى مجيد سعيد/
الحفاظُ على البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الإنسان أصبح من أبرز ضروريات المجتمعات المتحضرة التي تبحث عن الاستقرار البيئي وتوفير المناخ الأفضل للحياة. وهذا يتطلب الاهتمام بالإنسان وكل ما يحيط به ويتعايش معه كالحيوانات والنباتات والطبيعة والتضاريس وغيرها، فغالباً ما تحدث الأوبئة والأمراض وبعض الكوارث ليس بسبب الإنسان بذاته، بل بسبب إهماله ما يحيط به.
يؤكد الدكتور (مصطفى محمد زكي)، طبيب بيطري مختص ومدير دائرة البيطرة في أربيل سابقاً، أن “الطب البيطري له دور كبير، وهو المسؤول عن صحة الحيوان وتكاثره، وأن الطب البيطري والطب البشري أحدهما يكمل الآخر، لأن بعض الأمراض المشتركة تُصيب الحيوانات وتصيب البشر أيضا، وهناك أكثر من مئة مرض مشترك يُصيب الحيوان وبعدها يُصيب الإنسان والعكس صحيح.”
وأكمل: “لذلك عندما سيطرنا على مختلف الأمراض التي تُصيب الحيوانات ازدادت الثروة الحيوانية، وهذا انعكس إيجابا على الناحية الاقتصادية، إذ استطعنا نتيجة ذلك إدارة الثروة الحيوانية بشكل صحيح، ولاسيما أن مسببات هذه الأمراض تشمل الإنسان عن طريق الحيوانات، مثل البكتيريا والفايروسات والطفيليات وأمراض اخرى مثل الكورونا.”
تحديات مهمة
وفي ما يخص التحديات التي تواجه الطب البيطري، يقول الدكتور زكي إن “هناك تحديات تواجهه، لأنه علم مهمش من قبل الحكومات، فضلاً عن نقص الإمكانيات المادية، وكل ما مخصص ينصرف على الأجهزة والأبنية والموظفين والفحوصات واللقاحات والأدوية، التي من خلالها نُسيطر على الأمراض التي تُصيب الحيوانات، وبسبب هذا التهميش لم نصل إلى المرحلة التي يجب أن نقوم بها بواجبنا كأطباء بيطريين في العراق.”
وأوضح أن “هناك ما يقارب 400 إلى 500 عيادة بيطرية في محافظة أربيل ونواحيها، بالإضافة إلى المختبرات التحليلية التي تعمل وفق الإجراءات الوقائية باستمرار، ولديها طرق إجراء عمليات التلقيح ووصف الأدوية المناسبة للحيوانات بشكل عام، وللدواجن والحيوانات الكبيرة، حتى لا تكون سبباً في انتشار الأمراض ليكون بإمكاننا السيطرة على الأمراض بنسبة 90 بالمئة.”
الحيوانات الأليفة
وبشأن استيراد وتربية الحيوانات الأليفة أوضح زكي أن “هنالك ضوابط تفرضها الحكومة المحلية المتمثلة بمديرية البيطرة في أربيل على التجار قبل وبعد الاستيراد، وحصر العملية بالحاصلين على إجازة مسبقاً لاستيراد الحيوانات الأليفة، وهذه الإجازة تُمنح لمن لديهم مكان لحجر الحيوانات المستوردة لمدة 21 يوماً، وبعدها يتم السماح بإطلاقها للبيع، فضلاً عن الشهادات الصحية المطلوبة التي تُثبت خلوها من الأمراض الفايروسية والبكتيرية والطفيلية، تتخللها زيارات دورية من قبل اللجان المختصة للتأكد من صحتها.”
وأضاف أن الحكومة تتخذُ الإجراءات بعدم استيراد نوعية من الحيوانات، وبناء على المعلومات من منظمة الصحة العالمية بشكل يومي ودوري للبلدان التي تُصاب بالأمراض الفايروسية وتُعطينا تقارير نطلعُ عليها باستمرار.
ولفت الى إمكانية استيراد وتربية الحيوانات، ما عدا الكلاب البوليسية، التي لابد من أن تكون لها موافقات خاصة من وزارة الداخلية ووزارة الزراعة ودائرة البيطرة، وأيضا الحيوانات المفترسة مثل التماسيح والأفاعي والأسود، فهذه فقط مسموح بها لحدائق الحيوان وتحت رقابة دائرة البيطرة وإدارة المحافظة، وبخلاف ذلك غير مسموح التعامل معها.
إنقاذ الكلاب
بدورها، تتحدث (دنيا الجبوري)، رئيسة منظمة إنقاذ الكلاب في العراق، عن دور وهدف المنظمة وتأسيسها قائلة:
“تأسست منظمة إنقاذ الكلاب في العراق (Saving Dogs In Iraq) في الشهر الخامس سنة 2022 بشكل رسمي، لكن عملنا التطوعي بدأ في عام 2021، وهدف المنظمة هو حماية الكلاب السائبة في العراق عن طريق توفير الظروف المعيشية المناسبة لها وحماية الناس من الحوادث التي يتعرضون إليها بسبب هذه الكلاب.”
وعن عضويتها في الشبكة العالمية لحماية الحيوان قالت: “أنا عضوة في الشبكة العالمية لحماية الحيوان، لأنها منظمة قانونية أُنشئت في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وراسلنا العديد من المنظمات العالمية لحماية الحيوان، لكننا لم نتلقَّ أي دعم مادي لحد الآن. نحن منظمه غير ربحية نعمل من أموالنا الخاصة على إنجاح عملنا وفي حال تلقينا الدعم الكافي سنقوم بعمل أكبر ونشاطات أكثر بالتأكيد.”
وبينت أن “هناك قوانين تنص على حقوق الحيوان في الدستور العراقي، فقانون العقوبات العراقي سنة 1969 يُعاقب كل شخص بالحبس لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر أو غرامة أو بكلتي هاتين العقوبتين في حال اعتدى أو عذب أو جرح أو أضر ضرراً جسيماً أو سمم حيواناً بقصد.”
وأوضحت: “نحن نسعى جاهدين لبناء ملجأ للكلاب التي تتعرض لسوء المعاملة، والمعاقة منها والمصابة التي خضعت للعمليات ومعالجتها للتبني إن أمكن، ونخطط أيضا للقيام بجولة تعليمية في المدارس في محاولة لتثقيف أطفالنا برعاية هذه الحيوانات، كل هذه الجهود التي لا تنتهي ولا يمكن أن نصل إلى أهدافنا من دون مساعدتكم لنا، فنحن نحاول أن نخدم مجتمعنا وهذه المخلوقات المسكينة.”
الأصلي والهجين
بدوره.. يوضح السيد (أحمد موفق رشي)، الذي يعمل في محل حيوانات أليفه ومستلزماتها، الفرق بين الكلاب السائبة الموجودة محلياً أو الهجينة، مبينا أن الأخيرة تفقد قيمتها المادية لأنها محلية ناتجة عن تزاوج خاطئ بين عدة سلالات، ما يؤدي إلى إنتاج حيوانات غير أصيله ومواصفات غير مطابقه لأي حيوان أصيل من ناحية اللون والشكل والقياسات للجسم والشعر ولون العين والأظافر والأذان.
وأشار الى أن الصنف الأكثر طلباً عليه هو كلاب الزينة الصغيرة الحجم وشعرها الطويل، وغالبية مُربيها من النساء والأطفال، وكذلك القطط والببغاء المتكل.
وحول عمليات النصب التي قد تحدث في تجارة الحيوانات أوضح: نعم، هناك حالات نصب واحتيال كثيرة في البيع والشراء مع الأسف، يقع فيها المبتدئ أو المستجد في الهواية.