الدحّيح.. في معرض بغداد للكتاب
آية منصور /
التقى اليوتيوبر وصانع المحتوى المصري أحمد الغندور، المعروف عند جمهوره من الشباب باسم (الدحّيح)، بمتابعيه ومحبيه من العراق في معرض العراق الدولي للكتاب والمقام في بغداد، وأكد الدحّيح الذي ذُهل لحجم الاستقبال الذي حظي به، بأنه وللمرة الأولى، يلقى احتفاءً هائلاً كهذا.
وحضر اللقاء الذي أقامه الدحّيح في إحدى قاعات المعرض الضخمة والمخصصة للندوات، الآلاف من الشباب العراقي المتحمس لرؤية اليوتيوبر المصري، المعروف بمحتواه الرقمي العلمي والمعلوماتي، وكانت هذه هي المرة الأولى للقاء الغندور بالجمهور العراقي، الذي كان حافلاً بالمودة والمحبة، والمعلومات الهائلة على مدار أكثر من ساعة.
قدم للندوة الخاصة بالدحّيح، الإعلامي عماد الخفاجي، الذي ترك المايكرفون لليوتيوبر المصري، من أجل الحديث عن الدحّيح واسم برنامجه، وسبب اختياره هذا الاسم. وكان أحمد الغندور مذهولاً بكم الحضور، مؤكداً في بداية حديثه أن الوقوف أمام عدد هائل من الناس، يجعل الآخر متوتراً، ومحاولاً قدر الإمكان الحفاظ على التوازن. وأوضح أنه سيتحدث عن الكتب وتأثيرها عليه شخصياً، في إعداد وتقديم برنامجه، نظراً لكونه ضيفاً في معرض كتاب.
كيف تسهم الكتب بصقل الروح
وبيّن الغندور، في حديثه أمام جمهوره، أن الكتب التي أسهمت بتكوين وإعادة تشكيل أفكاره حول الحياة والعمل، هي التي بدأ بقراءتها منذ كان طالباً مراهقاً، وأن أول الكتب التي أحبها كانت تغوص في رحلة بحث عميق بالنفس البشرية مع العمل، وعن قدرة الإنسان على استثمار أمواله من أجل راحته الشخصية، وذكر أن الكتاب الثاني الذي اثر فيه كان يحمل كمّاً من الحقائق التي أثرت فيه بعيداً عن الدراسة، إذ يرى أن بعض المعلومات التي نأخذها في المناهج الدراسية تختلف كلياً، وقد لا تؤثر كثيراً في طريقة حياة الناس.
ويرى الغندور أن الكتاب يمنح الإلهام الى الآخرين أكثر من أي شيء آخر في الحياة، على الرغم من أن مستوى القراءة في مصر، على سبيل المثال، لم يعد كما كان في السابق، بسبب دخول واستحواذ المجالات الأخرى مضمار الحياة، كالسوشيال ميديا، واليوتيوب، أو حتى التركيز على الدراسة، التي -في العادة- تجعل الطالب مبتعداً عن القراءة حتى تخرجه، لكن الكتب تعطي عنصراً مهماً للإنسان، وهو الخيال.
صانع المحتوى أيضاً كاتب
وفي سؤال للدحّيح عما إذا كان الفيديو محفزاً للقراءة بشكل اوسع، قال ان هذا كان أمل الغندور، كما أشار في جوابه الى البحث عن المصادر بشكل مكثف، وأن حلقات الدحّيح غايتها المصادر، بالاعتماد على كتب ومقالات، محاولاً اختصارها على شكل حلقات لا تتعدى العشر دقائق.
هناك طريقة أخرى معترف بها للتعبير، غير الكتابة، هي صناعة المحتوى، رغم اعتمادها الكبير على نسبة لا تقل عن 90 بالمئة من الكتابة، أي أن حتى صانع المحتوى يحتاج الى الكتابة والقلم، فحتى صانع المحتوى هو كاتب، لكنه ينقل معلوماته التي كتبها الى فيديو مرئي لضمان مشاهدته من قبل أكبر عدد ممكن حتى للناس التي لا تفضل القراءة.
دقة المعلومة والمصادر الثابتة
ويهتم الغندور بالعلوم، والأسئلة المحفزة له كانت العلوم والزمكان والنجوم والكون، فلكي تجعل الناس مهتمة بالعلوم، فإن عليك إثارة خيالهم. هذا الذي يحاول الدحّيح فعله، كما يوضح، مع الدقة وعدم الاستعجال بطرح المعلومة، وعلى أن تكون ممتعة. وعلى الرغم من أنه بدأ فيديواته بجهد فردي أيام دراسته في الجامعة، لكن بعد أن أصبح الدحّيح مؤسسة معلوماتية، فإنه يؤكد وجود محرر يحرر المعلومات والمصادر، مع ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط للبحث عن دقة المعلومة وصحتها.
اعتمد الدحّيح على عدد كبير من أسئلة متابعيه في صفحته على اليوتيوب، حلقات كاملة مبنية على اقتراحاتهم، ومنها حلقة خاصة بوباء كورونا، لتفنيد المعلومات المغلوطة والشائكة حول فيروس كورونا، ما جعله يقيم حلقة حول الفيروس ودخوله العالم واقتحامه الأرض.
الفيزياء هي المحفز الأول للدحّيح
ولع الدحّيح بالفيزياء وعلوم الحياة جعله يبحث أكثر، ويكتشف أكثر، مؤكداً أنه في كل مرة يكتشف خلالها معلومة، يفكر بإرسالها الى أكبر عدد ممكن من الناس، كما أن أولى حلقاته كانت بعد صدور فيلم “Interstellar “، وكم كان الناس بحاجة الى فهم الفيزياء المرتبطة بالفيلم. كما أنه يعتمد أحياناً في فيديواته على إضافة “السكيجات” ومشاهد التمثيل لتضيف نوعاً من الترفيه، ولتجعل المعلومة الصعبة أكثر مرونة وليونة، مشدداً على فكرة أن تكون صانع محتوى لغاية مؤمن بها وتفضل أن ترويها للناس، لا أن تكون صانع محتوى من أجل الشهرة.
في ختام حديثه، شكر الدحّيح جمهوره، وطلب منهم رؤية الحلقات والاشتراك في قناته على يوتيوب
الفيزياء.. المحفز الأول للدحّيح.