الذكرى السنوية السابعة لتصدير الكهرباء
#خليك_بالبيت
ريا عاصي/
انتشر مقطع (youtube) يظهر فيه الشهرستاني عام 2013 وهو يؤكد تصدير الفائض من المنتج من الطاقة الكهربائية في نهاية عام 2013، وتداول المقطع العديد من المجاميع العراقية داخل مواقع التواصل الاجتماعي في الفيس بوك وتويتر وعلق العديد منهم بالضحك وكتابة عدد القطوعات ودرجات الحرارة خلال شهري تموز وآب .
وأكثرهم انتشارا كان (كورونا وست ساعات قطع بساعتين وطنية و50 بالظل وبعدنه ما ناسين تصديرك للكهرباء)
اخر اخبار الكهرباء رسمياً
اعلن السيد وزير الكهرباء ماجد مهدي حنتوش لوسائل الاعلام إثر لقائه بالسيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في الثامن والعشرين من تموز ” سيتم استيراد 450 ميكاواط للوسط والجنوب و200 ميكاواط لاقليم كردستان من تركيا، خلال يومين”.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد عقد اجتماع في مطلع شهر تموز مع وزيري النفط والكهرباء وبين خلالها
“إن الفترات الماضية شهدت إنفاق مليارات الدولارات على هذا القطاع، كانت تكفي لبناء شبكات كهربائية حديثة، إلا أن الفساد والهدر المالي وسوء الإدارة حال جميعه دون معالجة أزمة الطاقة الكهربائية في العراق، لتستمر معاناة المواطنين التي تتفاقم في أشهر الصيف. ”
وأضاف” أن الوزارة السابقة لم تقم بالمشاريع الخاصة بصيانة الكهرباء، الأمر الذي فاقم من المشكلة، ولا سيما في هذا الظرف الاقتصادي والمالي الذي يعيشه العراق بسبب انهيار أسعار النفط عالميا نتيجة تداعيات جائحة كورونا، ووجه بتفعيل مشاريع الكهرباء كافة، وبخاصة الاتفاقية المبرمة مع شركة سيمنز الألمانية.”
بعد هذا الاجتماع تشكلت لجنة نيابية في يوم 13 تموز 2020 برئاسة السيد حسن الكعبي نائب رئيس البرلمان للتدقيق والتحقيق بشأن تعاقدات وزارة الكهرباء خلال الفترة من 2006 والى يومنا هذا، وقد جاء تشكيل اللجنة من اجل الوقوف على اسباب عدم تحقيق اي تقدم واضح في القطاع ومحاسبة المقصرين.
الكهرباء الشرارة- البصرة
في نهاية شهر تموز من عام 2015 انطلقت مظاهرات صاخبة في البصرة راح ضحيتها الشهيد مرتضى الحلفي سبعة عشر عام، طالب اعدادية من قضاء المدينة وتلته أعداد من الشهداء والجرحى وقد عدّ الشعب العراقي يومها ان مرتضى الحلفي هو بوعزيزي العراق الذي اشعل فتيل التظاهرات في كل محافظات العراق مطالبين الحكومة بتوفير الكهرباء والماء العذب وباقي الخدمات.
وكان واضحا ان إهمال الحكومات المتعاقبة قضية الكهرباء وعدم معاقبة الفاسدين وافلاتهم من قبضة العدالة جعل سخط الناس يكبر سنة بعد اخرى حتى يصل لاعتصامات طالبت برحيل حكومة عبد المهدي واجراء انتخابات مبكرة.
توجهت بسؤال لأحد متظاهري البصرة الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه خوفاً من الأوضاع الأمنية المنفلتة في البصرة وسألته “هل حقاً الكهرباء هي من اخرج اهالي البصرة للتظاهر؟ فأجاب: “النقمة والغضب الشديد المتصاعد إثر خيبات الامل التي اصابت اهالي البصرة الذين كانوا يتمنوا ان تنصفهم حكومات ما بعد صدام، إذ منذ نصف قرن يعيش اهل البصرة الفاقة والعوز وهم يطوفون على بحر من نفط وهم المرفأ الوحيد للعراق، كنا نعتقد بان القادم افضل وبانهم سيزرعون نخيل الفاو ويردون للبصرة كرامتها، الكهرباء وانقطاعاتها كانت القشة التي كسرت ظهر احمالنا وصبرنا، فشهر تموز من كل عام تنطلق العديد من التظاهرات ليلاً لان الشمس لا ترحم في البصرة”
ثم اضاف”تخرجت عام 2006 هندسة نفط بغداد وكنت من الاوائل ومنيت النفس بأني سأعمل في أحد حقول نفط البصرة، قدمت كثيرا ومن بعدها اتجهت للعمل في الشركات الاجنبية علها تشغلني، تخيلي انا بصري ومهندس نفط وأعمل في شركة نفظ اجنبية كبيرة الا أنني أعمل كإداري على سيارات نقل العمال الاجانب من مقر سكنهم الى عملهم، بدل أن تعطيني هذه الشركة الاولوية في العمل كمهندس وتزيد من خبراتي بل على العكس تستغل امكانياتي في اللغة والحاسوب والنفط وتحولني لشخص يلقم الكومبيوتر جداول السيارات، لان دولتي لم تفرضني على الشركات المستثمرة”
الدكتورة اشراق سامي من البصرة ايضا تقول”الكهرباء تعني الحياة الطبيعية امتلاك الوقت وتنظيمه مثلما نريد ترف الاحساس بالراحة والسهولة، انا من جيل عاش ثلاث ساعات بكهرباء وثلاث بقطع.. بدون مولدات اهلية، اي ان حياتنا فقدت نصف ايامها التي قسموها بالنصف “.
فوضى الاحياء السكنية
سألت الشاعر علاوي كاظم كشيش من كربلاء عن وضع الكهرباء في محافظته فأجاب: “الكهرباء في كربلاء خضعت لفوضى التوسع السكاني وكثرة الاحياء الجديدة والعشوائيات السكنية وتوزيعها يتساوى فيه البيت ذو المبردة الواحدة والفندق ذو الاستهلاك الكبير، فبعض الفنادق يشغل المكيفات الضخمة التي يصل عددها الى اكثر من الف مكيف، كما ان الاحياء السكنية ينافس فيها صاحب الورشة مع ربة البيت في استهلاك الكهرباء، فعلى الرغم من توفر الطاقة كما يدعي بعض المختصين ونقلوا هذا شفاها وبشكل شخصي الا أن المشكلة في سوء التوزيع، فضلا ان التخادم بين اصحاب المولدات وبعض الفاسدين يتطلب منهم أن يقطعوا التيار الوطني لكي يجني أصحاب المولدات أجورهم وهذه ظاهرة شائعة عموما.
الكهرباء في كربلاء اشبه بالامتياز المتفاوت فالحي الذي فيه بيت احد المسؤولين لا تجرؤ دائرة الكهرباء على قطعها، وكأن دائرة الكهرباء تعمل بقوله تعالى “وفضّلنا في الرزق بعضكم على بعض درجات.”
أما طالب الدكتوراه عقيل عبد علي من بغداد يقول”حياتنا اليوم ارتباطها بالكهرباء صار بشكل كامل، فربة المنزل لا يمكنها الاستغناء عن مضخة المنزل الذي يسحب الماء للخزان لاشغال البيت ولتبريد المنزل والتلفاز وكل فرد في العائلة له ارتباط وثيق بجهاز كهربائي كشواحن الهواتف وراوتر المنزل وما الى ذلك، بمعنى ان الكهرباء ليست شيأً كمالياً نطالب به بل هي عصب حياتنا اليوم وكلنا يعرف ان الدولة صرفت مبالغ كبيرة من اجل الكهرباء لكن اين النتيجة.”
ارتباط وثيق
بان طه، موظفة، أربعينية تقول: “حياتنا أصبحت مرتبطة ارتباط وثيق بصاحب المولدة، فشهر يكون الامبير بـ 25 ألف دينار كون الحرارة خمسين وشهر يكون بعشرة آلاف كون الرب رحمنا بجو لطيف فيما عدا أيام تصليح المولد وقطع السلك وخراب النقطة الكهربائية وهذه الايام موديل احتراق المحولة الوطنية وتجميع مبالغ من أهالي الحي لشراء محولة تركبها على أعمدة الشارع سيارة الكهرباء التي تأخذ على تركيبها خمسين الف دينار ورفعها خمسين وسعر المحولة يصل إلى 500 الف دينار”.
ثم أضافت “أعلم أن كل ما حصل هو مخالفات وتجاوز على الملك العام، لكن تموز وآب لا يرحمان فكيف لي أن لا أساهم بتجهيز منزلي بالكهرباء من أجل بناتي”.
شخصيا، حمدت ربي كثيراً على نعمة أن صاحب المولدة التي تجهز منزلي بالكهرباء ممن يتصفون بالخلق الحسن وسعر الامبير صيفاً عشرة الاف وشتاءا خمسة آلاف، الا أن الرب ابتلاه وابتلانا الشهر الماضي بحريق كبير كلّفني تبديل الخط ومدّ خط جديد ومحول الكتروني جديد بما يقارب الاربعمئة ألف دينار .
هذه الأموال المهدورة وغير المراقبة التي يدفعها المواطن من أجل حق يحفظ له كرامته، لو جمعت وسددت بشكل صحيح لتمتعنا اليوم بكهرباء بلا أعمدة ولا وايرات تحيل سماء مدننا لأسمال وخرائب وكوم من وقود الحرائق؟
وزير هارب
( المعلومات عن الوزراء من وثائق هيئة النزاهة وبيانات المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الاعلى ووكالة الانباء العراقية).
يذكر ان وزارة الكهرباء تم استحداثها بعد عام 2003 بعد ان كانت مديرية عامة تابعة لوزارة الصناعة واصبحت هيئة. وكان اول وزير لها خلال فترة حكومة اياد علاوي المؤقتة والتي تشكلت في حزيران ٢٠٠٤ الى ايار ٢٠٠٥ ايهم السامرائي، الذي عليه 13 قضية فساد مالي وإداري حكم على اثنين منها وهرب ومازالت قضاياه يتداولها القضاء العراقي حسب الاقدمية وقد ثبت عليه هدر ملياري دولار امريكي وهو يعيش اليوم في امريكا.
من بعده محسن شلاش في الفترة الانتقالية لحكومة الجعفري وعليه قضايا فساد تقدر بملياري دولار امريكي وهو الذي استوزر لمدة عام واحد من شهر ايار 2005 الى ايار 2006.
كريم وحيد حسن للفترة من 2006 الى 2010 وعليه قضايا هو والوكيل سلام القزاز تقدر بمليار وسبعمائة مليون دولار امريكي، علماً أن في فترته أقال المالكي سلام القزاز ورعد الحارس وعامر الدوري كوكلاء وزارة لفسادهم ومن ثم عينوا كمستشارين في الوزارة نفسها.
رعد شلال للفترة من شباط 2011 الى اب 2011 وتم تعين الشهرستاني وكالة بدلا عنه وعلى شلال قضيتي فساد إحداها عقد مع شركة المانية وهمية والثاني شركة كندية وهمية ويقدر المال المهدور في العقدين بملياري ومائتا مليون دولار امريكي.
عبد الكريم عفتان من 2011 الى 2014 لم تحدد أي جهة المبالغ التي سيسأل عنها عفتان إذ بالرغم من أنه صدرت بحقه أوامر القاء قبض وعليه 27 مخالفة دستورية الا أنه اصبح نائبا في الدورة التي تلي وزارته وقد بيّن النائب عدي عواد في حينها مسؤول لجنة الطاقة النيابية أنه قد عُرِضتْ عليه رشوة بمائة مليون دولار من أجل عدم استجواب عفتان في جلسات النواب حينها.
قاسم الفهداوي للفترة من 2014 الى 2018 عليه دعاوي بسبب فساد مالي واداري في قضية محطة كهرباء الكحلاء الغازية ويقدر العقد ب 22 مليون دولار امريكي، وهو صاحب المقولة الشهيرة التي اثارت نقمة الشارع العراقي في عام 2015 وثارت التظاهرات بسبب تردي خدمة الكهرباء في تموز واب حينها اذ برر انقطاع الكهرباء في لقاء تلفزيوني بالجملة التالية “طلبت من مكتب إحصاءات متخصص إجراء مسح لمعرفة استهلاك العراقيين للكهرباء، فتبين أن “12% من سكان بغداد لم يطفئوا الكيزر (السخان الكهربائي) حتى الآن”.
لؤي الخطيب، للفترة من آب 2018 أيار 2020، أثيرت ضده العديد من القضايا وما زال جميعها داخل أروقة القضاء، يذكر أن إحداها هي لعقد تعاون بين الوزارة وشركة للتطوير، وتدار هذه الشركة منه شخصيا وما زال على ارتباط بها وتبلغ كلفة العقد 36 مليون دولار أمريكي شهريا لمدة خمس سنوات.
المعلومات التي سبقت من بيانات القضاء وهيئة النزاهة ووكالة الانباء العراقية، وفي حسبة بدائية بسيطة للمبالغ المذكورة فقط في تقريرنا هذا يتضح بان وزراء الكهرباء اهدروا بما يقارب عشرة مليارات دولار امريكي.
وحسب مذكرة التفاهم الخاصة بالنفط مقابل الغذاء، فام ملياري دولار يكفي لعشرين مليون نسمة، يعني بكلمات اخرى، ان سبعة وزراء كهرباء اهدروا مالا يقدر بخمسة اعوام غذاء ودواء للمواطن العراقي.
بانتظار نتائج تحقيق اللجنة النيابية المختصة بالطاقة الان للتحقيق في مجلس النواب نتساءل من سيعيد للعراق وابنائه حقهما المهدور؟