المندائيون يحيون ذكرى ولادة النبي يحيى (ع) يوم للتطهير والتعميد والنقاء

38

مجلة الشبكة/
يعد يوم 18 أيار مناسبة خاصة لدى المندائيين، حين يتجمع الآلاف من أتباع الديانة المندائية حول العالم لإجراء طقوس التعميد في المياه الجارية. هذه المناسبة تُعرف باسم عيد التعميد الذهبي أو (دهوا ديمانا)، وهو يوم مقدس يتزامن مع ميلاد النبي يحيى (يوحنا المعمدان)، الذي يُعد نبياً مركزياً في المعتقدات المندائية.
يتحدث (نزار الحيدر)، وهو أحد مؤسسي التجمع المندائي في ولاية ماساتشوستس الأميركية، لمجلة “الشبكة العراقية”، قائلا: “نصب الترميذا وسام جودة حمادي وإخوته الشكندا سمير عزيز الكحيلي، والشكندا لؤي عزيز الكحيلي، راية الدرفش صباح يوم الجمعة المصادف 2024/5/17 في مدينة وستر بولاية ماساتشوستس، معلنين بدء مراسم الصباغة في هذا اليوم المبارك (الدهفا ديمانا)، عيد الديمومة.”
ذكرى الميلاد
عن رمزية التعميد في هذا اليوم، يقول الحيدر: “إحياء ذكرى ميلاد النبي يحيى في هذا اليوم يُعد تكريماً للنبي، الذي يُعرف بدعوته للنقاء والتطهير الروحي من خلال التعميد في المياه، إذ نعتقد بأنه قد جرى تعميده بعد ولادته بثلاثين يوماً، وهو اليوم الذي ندعوه بعيد التعميد الذهبي، أو (دهفا اد ديمانا)، وفي هذا اليوم الذهبي صبغ الملاك (هيبل زيوا) ستين ملاكاً، وقد أوكلهم لحماية المعمورة بعد ايام (البنجة) البيضاء، ويهدف التعميد إلى تطهير الروح والجسد، ما يعكس التعاليم المندائية حول أهمية النقاء والطهارة.”
في هذه المناسبة تجمع المندائيون على ضفاف الأنهار في العديد من المدن حول العالم، ومنها بغداد والعمارة، حيث يُعتبر الماء عنصراً مقدساً في الطقوس المندائية، وتليت الصلوات والتراتيل الدينية الخاصة، بعدها تبادل الحاضرون والمتعمدون التهاني.
وحدة المندائيين
الاحتفال بالتعميد في 18 أيار يُعد من المناسبات الكبرى التي تُظهر وحدة المجتمع المندائي وانتشار تعاليمه وقيمه عبر العالم، إذ تجتمع الجاليات المندائية في مختلف البلدان لإحياء هذه المناسبة، ما يعكس أهمية التعميد في الهوية الدينية والثقافية للمندائيين. في هولندا، أقامت الجالية العراقية المندائية حفلاً كبيراً تخللته الطقوس الدينية من صباغة وتعميد للنساء والأطفال والرجال، كما أقيمت مأدبة قدمت فيها الأطعمة التقليدية العراقية المندائية، بعدها أقام أبناء الجالية معرضاً قدمت فيه صور ولوحات جسدت تاريخ الطائفة المندائية في العراق، كذلك جرت مسابقات للرسم والرياضة للأطفال، وشارك في الحفل وفد من السفارة العراقية.
يذكر أنه حين إقامة الطقوس، يرتدي المشاركون ملابس بيضاء خاصة بالتعميد تسمى (الرستة)، وأثناء الاصطباغ يقوم الشيخ (الترميذا) بتعميد الأشخاص ووضع نبتة الآس في عمامتهم، ويقوم بتلاوة آية من (الكنز ربا)، الكتاب المقدس لدى المندائيين، إذ يقول: “بعقيدة الحي ثابتون، فباسمك أيها الحي نزلنا الى الماء الجاري، وباسمك أيها الحي أخذنا اسمنا ورسمنا من الماء الحي.”
يمثل المندائيون جزءاً فريداً وثرياً من التنوع الديني والثقافي في الشرق الأوسط والعالم، وجهودهم للحفاظ على تراثهم تستحق التقدير والاحترام. لكنهم يواجهون تحديات كبيرة للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية، ولاسيما مع التشتت الجغرافي والهجرة. وتعمل الجاليات المندائية في المهجر جاهدة للحفاظ على تقاليدها وتراثها من خلال تأسيس منظمات ومراكز دينية وثقافية. يؤمن المندائيون بإله واحد خالق يدعى (هيي ربي) أي (الحي العظيم). يعتقدون بوجود عالم نوراني وآخر مادي، ويركزون على النقاء الروحي والابتعاد عن الشرور.
(الكنزا ربا) أو (الكنز العظيم)، هو الكتاب المقدس الرئيس للمندائيين، الذي يحتوي على تعاليمهم الدينية واللاهوتية. كذلك لديهم كتب أخرى مثل (دراشا اد يهيا – تعاليم يحيى) و(القماها زوطا – الكتاب الصغير). ويُعد التعميد في المياه الجارية من أهم الطقوس الدينية لديهم، فهو يمثل التطهير الروحي. يقيمون خمس صلوات في اليوم الواحد، وقبلتهم الشمال، يتلون خلالها من نصوصهم المقدسة.