تشخصيات طبية خاطئة تودي بحياة المرضى

2٬005

آية منصور/

صارت ظاهرة لم يعد بالإمكان تجاهلها أمام شكاوى المرضى، فالعديد من التشخيصات الطبية الخاطئة أودت في كثير من الأحيان بحياة المرضى. وبينما يزداد الجدل بشأن كفاءة الطبيب العراقي الذي حصد نجاحات كبيرة أينما حل ومازال، حتى أن الدول الأوروبية المتقدمة تثق بقدراته، لكننا نسجل قلق جهات عديدة من تناسل الكليات الطبية الأهلية، التي تحوّل معيار القبول فيها إلى من يملك القدرة على دفع تكاليف أجورها الدراسية الباهظة أكثر من أي شيء آخر، الأمر الذي ألقى بضلاله على مستوى وكفاءة خريجي الجامعات العراقية التي تراجعت كثيراً.
بين ضعف الكفاءة وقلّة الخبرة، أو أشياء أخرى، تحولت بعض عيادات الأطباء إلى كوابيس مرعبة للمرضى بتشخيصات كارثية، ليست خاطئة وحسب، بل تسببت بإزهاق أرواح العديد من الناس.

قطع الثدي سببه الحليب!!

لم تحتمل سناء وقع الكلمة على رأسها حينما شخص الطبيب إصابتها بسرطان الثدي، انهارت واعتكفت لفترة طويلة بالتفكير، قبل أن تباشر رحلة العلاج الاضطراري والسريع الذي يبدأ ببتر الثدي.

-زوجي لم يقتنع كثيراً بكلام الطبيب برغم الأشعة التي أوضحت وجود ورم كبير بعض الشيء في الجانب الأيسر.

طلب مني الهدوء قليلاً لأني عشت أياماً مرعبة ومليئة بالخوف والقلق والبكاء دون انقطاع، لوهلة شعرت أني قد أموت مع العملية والكيمياوي، وسيبقى أطفالي دون أم.

وتكمل سناء عن زوجها الذي حجز لها مقعداً متجهاً إلى بيروت من أجل إعادة الفحوصات، ليتبين فيما بعد أن هذا الورم ما هو إلا حليب متخثر نتيجة لتغير في هرمونات ما بعد الولادة، الأمرالذي جعل سناء تعود بروحها مجدداً إلى الحياة:

-لشدة فرحي وحماسي نسيت أن أعود إلى الطبيب الذي أرعبني! لكني اكتفيت بتحذير أقاربي من الفحص عنده.

أشعة واحدة بتشخيصين مختلفين

أما أحمد، الذي يعاني ألماً متواصلاً في صدره، ما جعله يبحث عن طبيب “كفء وخبير” لمعرفة أسباب هذه الآلام المتواصلة، وحين طلب منه هذا الطبيب عمل أشعة كانت النتيجة كالآتي:

أخبرني أن لا شيء في قلبي، لا شيء في صدري، الأشعة سليمة “مئة بالمئة” وأنني بخير وعلى ما يرام، لكن الألم استمر.

بعد ذلك، وبطلب من طبيب آخر، ليرى الأشعة ذاتها، نعم الأشعة ذاتها التي بينت عدم وجود شيء، يخبر الطبيب أحمد أنه يعاني من فتحة في القلب، مع ضرورة الشروع بعملية سريعة قبل إتلاف القلب ما يضطره لتبديله بقلب جديد.

-صدمت وفوجئت، الأشعة ذاتها أثتبت وجود الفتحة، لا أعلم كيف ذلك!!

وينتظر الآن أحمد إجراء العملية خارج البلد.

قنينة دم
حيدر سليم، 26 سنة من ميسان، كان يعاني تشنجات كثيرة في قدمه، حينها طلب منه الطبيب عمل أشعة، لكنه لم يستطع تشخيص حالته بصورة جيدة، فطلب منه عمل رنين وكان جوابه:

-أنت بحاجة لعملية، لديك انزلاق! كان هذا رد الطبيب على أشعة الرنين، أردت محادثته، أو وصف آلامي له، لم يعطني مجالاً أو فرصة مطلقاً، وبسرعة كتب لي علاجاً زاد آلامي وأوجاعي حتى في معدتي وصرت لا أستطيع السير، وطلب مني العودة له بعد شهرين والاستمرار على هذا العلاج لانه الحل الوحيد!

حاول حيدر، وبمساعدة صديق له، الذهاب إلى بغداد ولقاء الدكتور علي الشالجي، وبعد الفحص والتحليل ورؤية الأشعة والرنين ذاتها أكد أنه لا يعاني انزلاقاً كما وصفه الطبيب السابق.

-ما صدمني، بعد شهر من الوجع، أن كل ما ظهر هو أن أسباب التشنجات هي زيادة في الدم بمعدل 17.30وكل ما احتاجه هو التبرع “ببطل دم”! لتختفي الآلام تماماً.

الانسداد يتحول إلى ثقب!

فيما تؤكد رسل حبيب أن ما حدث معها كان –بداية- بسيطة للغاية، وهو انسداد بسيط ما بين المريء والمعدة سبب ألاماً بسيطة وسوء هضم، فذهبت إلى طبيب في الحارثية واسم مشهور في جراحة الجهاز الهضمي، واذا به يجري لها عملية إصلاح هذا الانسداد البسيط وفي مستشفى أهلي لخوفها من مشاكل وإهمال المسشفيات الحكومية! وأجريت العملية وكانت المصيبة:

– الأمور أسوأ بكثير وحالتي أكثر خطورة إذ اتضح أنه عمل ثقباً في المعدة، يرافقها فتق كبير بسبب خطأ العملية وبالتالي عدم انتظام دخول الأكل واحتباسه، لأصل الى مرحلة الخطر الكبير والتدهور السريع في باقي أجزاء الجهاز الهضمي ما اضطرني لأن أسافر الى الخارج لأنقذ حياتي وأعيش لاولادي.

الصحة صامتة

وبصدد محاولاتنا لمعرفة رأي وزارة الصحة بهذا الموضوع، اتصلنا بالدكتور سيف، وهو المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، وعرضنا عليه الموضوع والأسئلة ووعدنا بالإجابة، ولم يجب، استمررنا بمحاولات الاتصال به لعدة أيام ولم نحصل على رد، عسى أن يكون المانع خيراً….