تقاليد يحافظون عليها جيلاً بعد جيل مواكب الزفاف الأكثر تميزاً في إندونيسيا

ترجمة: آلاء فائق/
حفل الزفاف حدث يحصل غالباً مرة واحدة في العمر، لكن في إندونيسيا، باعتبارها دولة غنية بالتنوع الثقافي وبالعديد من التقاليد الفريدة، تختلف تقاليد زفافها بشكل كبير من منطقة لأخرى.
حفلات الزفاف في (جاوة) لها عادات وطقوس مختلفة تماماً عن حفلات الزفاف لدى قبائل (باتاقيون)، شمال جزيرة سومطرة الإندونيسية. اليوم، لا يزال الإندونيسيون يختارون إقامة مراسم الزفاف التقليدية، إذ إن من المعروف أنهم يتبعون تقاليدهم ويحترمون كبارهم وأسلافهم. فالإندونيسيون معروفون بتقاليد الزفاف الخاصة والفريدة من نوعها التي واظبوا عليها منذ أجيال.
التقليد البنجيتاني في جاوة
بينجيتان، أو ما تعرف بـ (العزلة)، هي تقليد زفاف من جاوة الوسطى، حيث لا يُسمح للعروس بمغادرة المنزل لفترة معينة من الوقت، كما لا يسمح لها برؤية العريس لحين إقامة حفل الزفاف. ويعتقد أن هذا التقليد يفيد كلاً العروسين، إذ يُعتقد أنه يمنع أية مخاطر قد تتعرض لها العروس، لا بل إنه يساعد العريس أيضاً على الاشتياق أكثر لرؤية عروسه.
أما في عشية الزفاف، فعادة ما تقوم العروس ببعض التحضيرات الشخصية، منها عمل حمام منزلي، وتناول المشروبات العشبية والصيام، في الماضي كان من الممكن عزل العرائس لمدة تصل قرابة الشهرين قبل موعد الزفاف.
طلب يد العريس في (مينانجكاباو)!
مينانجكاباو هي منطقة تقع في مرتفعات غرب سومطرة، وتمارس فيها ثقافة فريدة من نوعها، حيث تبادر عائلة العروس بخطبة عريس لابنتها! تبدأ مراسم الخطبة بزيارة عائلة العريس الذين إذا قبلوا العرض، تقوم العائلتان بتبادل الإرث كهدايا ترمز لرباطهما الجديد. ثم يهيئون موكب زفاف بإحضار أنواع كثيرة من الطعام والفواكه.
يتميز حفل الزفاف بالعديد من العادات والمراحل، بدءاً من الاجتماع العائلي، وطلب يد العريس، وإحضار الهدايا، تتبعها ليلة تلميع أظافر العروس، ثم أخذ العريس والترحيب به في منزل العروس.
تقييم الشهادات الدراسية في (باتاقيون)
(سيناموت) هو موكب الزفاف التقليدي الذي يعد جزءاً من ثقافة أهالي باتاقيون (مجموعة عرقية تقطن شمال جزيرة سومطرة). يتفاوض أفراد موكب الزفاف على مهر الزواج، وتعتمد قيمة المهر على الوضع الاجتماعي للمرأة، مستواها التعليمي ومسيرتها المهنية. فمثلاً، المرأة الحاصلة على شهادة الماجستير تعد أعلى قيمة من الحاصلة على البكالوريوس.
أما العريس، فمستواه التعليمي مهم جداً، ويعتمد عليه كمعيار للحصول على مستوى تعليمي أعلى مستقبلاً، لأنه سيكون مؤهلاً لإعالة أسرته المستقبلية. لذلك لا يدور موكب الزواج هذا حول الماديات فحسب، بل يهدف إلى تجنب الفشل الوشيك أو الطلاق بعد عملية تخطيط شاملة ومكلفة لحفل الزفاف.
اختطاف العروس
في جزيرة (لومبوك)
تقليد زفاف آخر فريد من نوعه في إندونيسيا، تمارسه قبيلة (الساساك)، حيث يقوم العريس باختطاف العروسة من عائلتها قبل الزفاف. في الماضي، كان التقليد يُعرف أيضاً باسم (الهروب) بالنسبة للأزواج الذين يرغبون بالزواج سراً، دون علم أهلهم. وعلى الرغم من أن والدي العروسة قد وافقا على الزواج بالفعل، إلا أنه يجب على العريس ممارسة هذه العادة بشكل صحيح.
بعد اختطافها، تحتاج العروس أولاً للعيش مع أقارب العريس لفترة من الوقت. عندما لا تعود العروس إلى منزل أهلها، سيقوم والداها بإبلاغ رئيس المنطقة. بعد ذلك، يجب على العريس زيارة منزل والديها وإبلاغهم بأن ابنتهم (هربت). وبمجرد انتهاء العملية، يمكن للعائلتين المضي قدماً ومناقشة ترتيبات الزفاف بالتفصيل.
إندونيسيا تتعهد بإنهاء
ممارسة اختطاف العرائس
تعهد مسؤولون إندونيسيون بإنهاء عادة اختطاف العرائس المثيرة للجدل في جزيرتي لومبوك وسومبا النائيتين، بعد أن أثارت مقاطع فيديو لنساء جرى اختطافهن جدلاً واسعاً.
وعلى الرغم من دعوات جماعات حقوق المرأة الطويلة الأمد لحظر هذه الممارسة، إلا أنها لا تزال تمارس في أجزاء معينة في جزيرتي لومبوك وسومبا.
تصنف هذه الممارسة بكونها وصمة عار، إذ يقول المؤرخ (فرانس هيبي) إن هذه الممارسة ليست جزءاً من تقاليد هاتين الجزيرتين الثقافية، لافتاً إلى أنها تستخدم من قبل أشخاص يجبرون النساء على الزواج عنوة.
الزفاف (الباليني) التقليدي
من ممارسات حفلات الزواج التقليدية في بالي، التي تختلف بين سنة وأخرى، وجوب اختيار موعد زفاف مثالي، ويعتمد هذا على الشهر والقمر ويختاره الكاهن، بعدها سيحتاجون إلى (نجيكيب)، وهو تجهيز العروس لمراسم الحفل، ويتكون هذا من اختيار الفستان المناسب وجعل العروس في أبهى صورة.
بعد اصطحاب العريس لعروسه من منزل عائلتها تحضر السلال، التي ترمز الى تعاون عائلة العروسين، بعدها تجرى مراسم التطهير، والغرض منها تطهير العروسين من جميع الخطايا والأخطاء التي مروا بها في الماضي.
الضيوف في حفلات الزفاف الإندونيسية
عند حضورك حفلات الزفاف الإندونيسية، يتوجب عليك أولاً التوقيع في سجل الضيوف وقبول الهدية والدخول الى قاعة الاستقبال. في طريقك الى القاعة، ستجد أفراد العائلة على يسارك ويمينك بملابسهم التقليدية، عادةً ما يرحبون بك بابتسامة أو إيماءة أو حتى مصافحة. كما يمكنك مشاهدة موكب الزوجين في قاعة الاستقبال، قد يكون موكباً مثيراً للإعجاب اعتماداً على ثروة الزوجين وحالتهما الاجتماعية ومجموعتهما العرقية. بمجرد جلوسك، وبعد خطاب الشكر تقديراً لحضور المدعوين، تجري دعوتهم لتناول الطعام.