رئيــــس‭ ‬قســم‭ ‬إدارة‭ ‬الجـــودة‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬الإعــــلام‭ ‬العراقي‭ ‬باسم‭ ‬غفوري‭:‬ العمل‭ ‬بمفاهيم‭ ‬الجودة‭ ‬يقود‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭

106

بغداد‭ : ‬ملاذ‭ ‬الأمين‭ ‬

تصوير‭ : ‬حسين‭ ‬طالب/

يتبنى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬واليابان،‭ ‬معايير‭ ‬ونظماً‭ ‬لتقييم‭ ‬أهمية‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والأفراد،‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ (‬إدارة‭ ‬الجودة‭) ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬مؤسساتها‭ ‬وأعمالها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إحداث‭ ‬قفزة‭ ‬تنموية‭ ‬تقود‭ ‬الى‭ ‬تقدمها‭ ‬العلمي‭ ‬والاقتصادي‭.‬

إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬هي‭ ‬منظومة‭ ‬ستراتيجية‭ ‬يضعها‭ ‬خبراء‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬استثمار‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية‭ ‬عبر‭ ‬أساليب‭ ‬علمية‭ ‬تحفز‭ ‬العاملين‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭.‬

وقد‭ ‬حققت‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬بمنظومة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬نجاحات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وعلمية‭ ‬دفعتها‭ ‬الى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭. ‬ومنذ‭ ‬العام‭ ‬2013‭ ‬سعى‭ ‬العراق‭ ‬الى‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬المعايير،‭ ‬لكن‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬داعش‭ ‬والمناكفات‭ ‬السياسية‭ ‬عطلت‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحيوي‭. ‬وتعمل‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬محمد‭ ‬السوداني‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬العمل‭ ‬بهذه‭ ‬المنظومة‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬يدفع‭ ‬التنمية‭ ‬ويطور‭ ‬مؤسسات‭ ‬البلاد‭.‬

يوضح‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسي‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬الإعلام‭ ‬العراقي،‭ ‬باسم‭ ‬غفوري،‭ ‬مفهوم‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬بأنها‭ “‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬العملية،‭ ‬التطبيقية‭ ‬والتنفيذية،‭  ‬لمشاريع‭ ‬ستراتيجية‭ ‬ومؤسساتية،‭ ‬تشمل‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخدمية‭ ‬والأمنية‭ ‬والصحية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬وشركات‭ ‬القطاع‭  ‬الحكومي‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمختلط،‭ ‬تتوافق‭ ‬في‭ ‬الرؤى‭ ‬العلمية،‭ ‬وتنسجم‭ ‬في‭ ‬المناهج‭  ‬التطبيقية،‭ ‬وتعنى‭ ‬أيضاً‭ ‬بتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الوظيفية‭ ‬وكيفية‭ ‬استثمارها‭ ‬بالطريقة‭ ‬المثلى‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ (‬الإبداع‭ ‬الوظيفي‭) ‬بمختلف‭ ‬اختصاصاته‭ ‬العلمية‭ ‬وعناوينه‭ ‬الوظيفية،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬موارد‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭  ‬المتعلقة‭ ‬بالدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬والمواطن،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭  ‬بالمفهوم‭ ‬العام‭ ‬تعد‭ ‬مشروع‭ ‬الدولة‭ ‬المؤسساتية‭  ‬الخادمة‭ ‬الراعية‭ ‬لحقوق‭ ‬مواطنيها‭.”‬

‭ ‬تحفيز‭ ‬قدرات‭ ‬الموظف‭ ‬

ويؤكد‭ ‬غفوري‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ “‬الشبكة‭ ‬العراقية‭” ‬أن‭ “‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬العالمي‭ ‬للدولة‭ ‬الخادمة،‭ ‬يعنى‭ ‬بالاهتمام‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬قدرات‭ ‬الموظف‭ ‬غير‭ ‬المنتج،‭ ‬ودعم‭ ‬المنافسة‭ ‬للموظف‭ ‬المثابر‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬المعارف‭ ‬بطريقة‭ ‬علمية‭ ‬حداثوية‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬مستوى‭ ‬سعيه‭ ‬للإبداع‭.‬

  ‬وتمثل‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬فلسفة‭ ‬علمية‭ ‬لإدارة‭ ‬وتطوير‭ ‬الجودة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وهي‭ ‬متكاملة‭ ‬ومترابطة‭ ‬ترتکز‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬الإدارية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الحداثة‭ ‬وتقدير‭ ‬الجهود‭ ‬الابتکارية‭ ‬والخبرات‭ ‬المتخصصة‭.  ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬لإنتاجها‭ ‬خدمات‭ ‬رصينة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬العمراني‭ ‬والخدمي‭ ‬لتحسين‭ ‬معيشة‭ ‬مواطنيها‭ ‬ومنافسة‭ ‬مثيلاتها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ “.‬

‭ ‬ولفت‭ ‬غفوري‭ ‬إلى‭ “‬نجاح‭ ‬تطبيق‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬بواكير‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬مثل‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأميركا‭ ‬واليابان‭ ‬وفرنسا‭ ‬والصين‭ ‬واستراليا‭ ‬ودول‭ ‬شمال‭ ‬أوروبا،‭ ‬بينما‭ ‬جاء‭ ‬إلينا‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬وطبق‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬والعمراني‭ ‬بجميع‭ ‬اشكاله‭ ‬الخدماتية‭ “.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ “‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬والتطوير،‭ ‬هي‭ ‬منظومة‭ ‬مترابطة‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لإنتاج‭ ‬الموظف‭ ‬المثابر‭ ‬المبدع،‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تقييمه‭ ‬وتقويمه‭ ‬واستثمار‭ ‬خبراته‭ ‬وطاقاته‭ ‬وإدارتهما‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل،‭ ‬ومحاولات‭ ‬دائمة‭ ‬لتحفيزه‭ ‬ومكافأته‭ ‬على‭ ‬نتاجاته‭ ‬الإبداعية،‭ ‬غير‭ ‬النتاجات‭ ‬الروتينية‭ ‬السطحية‭ ‬المألوفة‭.. ‬كمثل‭ ‬تطبيق‭ ‬آلية‭ ‬الموظف‭ ‬الذي‭ ‬ينال‭ ‬علامة‭ (‬الرضا‭ ‬الوظيفي‭)‬،‭ ‬كذلك‭ ‬آلية‭ ‬اختيار‭ ‬وتقييم‭ (‬الموظف‭ ‬المثالي‭) ‬بالكيفية‭ ‬الموضوعية،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية‭ ‬والمحسوبية‭. ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬اختصاصه‭ ‬ونوع‭ ‬عمله‭ ‬الوظيفي‭.”‬

مشروع‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬

في‭ ‬العراق‭                             

أضاف‭ ‬غفوري‭ ‬قائلاً‭ ‬إنه‭ “‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يصبح‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬سداً‭ ‬منيعاً‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬المحسوبية،‭ ‬كما‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يصبح‭ ‬ستراتيجية‭ ‬عامة‭ ‬ومنهاج‭ ‬عمل‭ ‬وتقييم‭ ‬وشغلاً‭ ‬شاغلاً‭ ‬لجميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأمنية‭ ‬والخدماتية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬والهيئات‭ ‬غير‭ ‬المرتبطة‭ ‬بوزارة‭ ‬وشركات‭ ‬القطاعات‭ ‬الخاص‭ ‬والمختلط‭ ‬والمنظمات‭ ‬الربحية‭.  ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬مشروع‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسي،‭ ‬بعد‭ ‬قطف‭ ‬ثمار‭ ‬برامجه‭ ‬وأهدافه،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬دورة‭ ‬إنتاج‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬لمسنا‭ ‬ملامح‭ ‬تطورها‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الملكي‭ ‬والعهد‭ ‬الجمهوري‭ ‬القاسمي،‭ ‬برغم‭ ‬المناكفات‭ ‬السياسية،‭ ‬لكنها‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تراجعت‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬النظام‭ ‬الدكتاتوري‭ ‬لحكم‭ ‬البعث‭ ‬الشوفيني‭.”‬

معوقات‭ ‬تطبيق‭ ‬المشروع‭ ‬

وأشار‭ ‬غفوري‭ ‬الى‭ ‬أن‭ “‬العراق‭ ‬تبنى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭  ‬في‭ ‬العام‭ ‬2013‭ ‬برعاية‭  ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬العلاق،‭ ‬لكنه‭ ‬توقف‭ ‬بعد‭ ‬خوض‭ ‬المعارك‭ ‬التاريخية‭ ‬لجيشنا‭ ‬وحشدنا‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الداعشي‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬بلدنا‭ ‬الحبيب،‭ ‬وتسجيل‭ ‬أروع‭ ‬الملاحم‭ ‬البطولية،‭ ‬وبعد‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬لم‭  ‬يرَ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬النور‭ ‬بسبب‭ ‬التجاذبات‭ ‬والمناكفات‭ ‬السياسية‭ ‬للحكومات‭ ‬المتعاقبة،‭ ‬لكنه‭ ‬ظهر‭ ‬للنور‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭  ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬بعد‭ ‬تسنم‭ ‬دولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬المهندس‭ ‬محمد‭ ‬شياع‭ ‬السوداني،‭ ‬وأعيد‭ ‬العمل‭ ‬بمواصلة‭  ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وبجهد‭ ‬حثيث‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الدكتور‭ ‬حميد‭ ‬الغزي‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬العراقي‭ ‬المركزي‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬العلاق،‭ ‬إذ‭ ‬جرى‭ ‬تشكيل‭ ‬فريق‭ ‬الجودة‭ ‬برئاسة‭ ‬مدير‭ ‬قسم‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسي‭ ‬في‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الدكتور‭ ‬يعقوب‭ ‬يوسف‭ ‬حسن،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشراك‭  ‬جميع‭ ‬مدراء‭ ‬ورؤساء‭ ‬اقسام‭ (‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬الشاملة‭ ‬والتطوير‭ ‬المؤسسي‭)‬،‭ ‬ودعوتهم‭ ‬الرسمية‭ ‬للمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬الشروع‭ ‬بالعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الواحد‭ ‬بعنوان‭ (‬فريق‭ ‬الجودة‭ ‬الوطني‭) ‬لجميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والهيئات‭ ‬المستقلة‭ ‬غير‭ ‬المرتبطة‭ ‬بوزارة‭ ‬وعموم‭ ‬محافظي‭ ‬المحافظات‭.”‬