لمواكبة الريادة العالمية.. ابتكارات وتصاميم للمدن الذكية في جامعة المثنى

188

السماوة – يوسف المحسن/

أجهزة ومبتكرات علمية ومشغولات يدوية، مع بحوث ومحاضرات نظرية، هي ما جرى تقديمه في (أسبوع ريادة الأعمال العالمي) الذي أحيته كليات جامعة المثنى ومراكزها البحثية، (قواعد الاستدامة والترشيد في استغلال الثروات وخفض الانبعاثات) كانت عناوين لتصاميم المدن الذكية التي عكستها الابتكارات الشبابية.
على وفق محاور المتطلبات المجتمعية والمدن الذكية وآليات الترشيد، توزعت الابتكارات والأجهزة التي عُرِضت في أروقة جامعة المثنى ضمن فعاليات أسبوع الريادة العالمي، الذي أقامته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بدعم وتوجيه من رئاسة مجلس الوزراء. الأسبوع الذي يهدف إلى تعزيز منظومة ريادة الأعمال المحلية وتشجيع الطاقات الشبابية ونشر ثقافة ريادة الأعمال بين المنتجين والمبتكرين، شارك فيه أساتذة وطلبة التخصصات العلمية والإنسانية، من خلال تنظيم معارض الابتكارات والمصنوعات والورش والندوات.
الفعاليات التي افتتحها الأستاذ الدكتور حسين الشاهر، رئيس جامعة المثنى، ركزت على انخراط الطلبة في مشاريع ريادية للأعمال التي تلبي حاجات المجتمع. الشاهر قال في حديث لـ (الشبكة) إنّ “الجامعات العراقيّة، وفقاً للبرنامج الحكومي، تعمل بشكل جدي على تشجيع الابتكارات وتطوير المهارات الطلابية، بالتزامن مع حاجات المجتمع ومتطلبات السوق.” مضيفاً أن “مسار بولونيا هو فكرة رائدة في العالم يجري تطبيقها في الجامعات والكليات لحث المبتكرين الشباب على إنتاج وتطوير مشاريع ريادية تنهض بالقطاعات الحياتية.” لافتاً إلى أن “الأجهزة والتصاميم والبحوث والمشغولات التي عُرضت تراعي متطلبات الاستدامة، وهي صالحة للتنفيذ والتطبيق في القطاعات الحياتية، فيما لو حصلت على تفاعل وتعامل من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص.”
مبتكرات تراعي الاستدامة والمدن الذكية
كليتا الهندسة والعلوم شهدتا معارض لابتكارات أساتذتها وطلبتها، الأجهزة والتصاميم المعروضة أثارت إعجاب الروّاد خاصّة، إذ إنها طرحت حلولاً لحاجات مجتمعية وتقنية قائمة، مع مراعاة أهداف الترشيد والإفادة من الخامات المحلية، بالإضافة إلى التدوير والتخلص من الملوثات. الأستاذ الدكتور أحمد حسن علي، عميد كلية الهندسة، قال إن “أجهزة ومنظومات إلكترونية وكهربائية وتصاميم صناعية، بالإضافة إلى تصاميم سكنية لمدن ذكية جرى إنجازها، وهي قابلة للتنفيذ والتطوير، كما أن الطلبة بالتعاون مع أساتذتهم عملوا على تطبيق متطلبات الاستدامة والطاقة النظيفة والاستغلال الأمثل للثروات كجزء من التوجهات العلمية الحديثة.” علي أكد أن “أساتذة ومبتكرين شباباً من أقسام الهندسة المعمارية والكيمياوية وهندسة الإلكترونيك والاتصالات عملوا كفريق واحد في مشروع إعادة تدوير المخلفات البلاستيكيّة من خلال تحويلها إلى مادّة خام، ومن ثم استخدامها في تصنيع المعدات والأجهزة والأثاث وبتقنية الطباعة الثلاثيّة.” داعياً الجهات الرسمية وشركات القطاع الخاص للالتفات إلى مثل هذه المبتكرات، المنسجمة مع حاجات المجتمع بمراعاة تقنيات الحياة العصريّة.”
أجهزة ومبتكرات ومشغولات
المعارض التي أقيمت خلال أسبوع ريادة الأعمال ضمت مشغولات ومصنوعات من إنتاج طلبة كليات الجامعة بتخصصاتها كافة، بعض منها عرض في بازارات، والثاني في الهواء الطلق، وآخر في المختبرات والورش. تقول الطالبة رقيّة محمد إنها أسهمت في تصنيع جهاز تحسس عوائق للمكفوفين، يعتمد على متحسّسات إلكترونية، ومعالج يمكن ربطه مع سماعة الإذن التي يحملها الكفيف لتحذيره من العوائق أثناء السير، هذا الجهاز قابل للتطوير باستخدام عصا السير أو ربطها بالأحذية والاستعانة بآلية الاهتزاز بدلاً عن سماعة الأذن.” وعن منظومة تدوير النفايات البلاستيكية قال الطالب كرار حيدر إنه رفقة فريق من تخصصات عدة عملوا على “تدوير النفايات التي تمثل خطراً كبيراً على التربة والأحياء في المسطحات المائية.” فيما قالت الطالبة فاطمة هيثم إنها ابتكرت “منظومة متحسس ضوئي تعمل على الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل تلقائي، وهي صالحة للربط مع منظومات الإنارة في الشوارع والساحات العامة، ويمكن في مرحلة لاحقة الاستعانة بالطاقة الشمسية.” فيما قدمت المهندسة الشابة إسراء عبد الحسين مجسّماً يمثل جهاز إنذار ضد السرقة يمكن إلحاقه بالأبواب والشبابيك، يعمل على تنبيه الأشخاص عبر الشبكة الهاتفية، وقالت إن “آفاق التطوير للجهاز واسعة ويمكن استخدامه في مجالات مختلفة.”
الأتمتة وريادة الأعمال
الابتكارات والأجهزة قسّمت إلى ثلاثة محاور رئيسة، وفقاً لخطّة تطوير المهارات الطلابية وتعزيز الابتكار في المسار الجامعي. عن ذلك يقول الأستاذ الدكتور عودة رحيمة عذيب، رئيس قسم هندسة الإلكترونيك والاتصالات، وهو القسم الذي يحتفل هذا العام بتخريج دفعته الأولى من الطلبة، إن “الأهداف العامة للابتكارات تتلخص في تحقيق الرفاهية وحل مشكلات وحاجات فئات مجتمعية، مع الامتثال والالتزام بمتطلبات الاستدامة، من خفض الانبعاثات وترشيد في الاستهلاك، وتعزيز قيم ريادة الأعمال.” رحيمة أكد على “أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، ولاسيما أن الجامعة تعمل على تخريج طلبة ومبتكرين شباب يحملون الأساس العلمي السليم، بالإضافة إلى الخبرة والمهارة العملية المكتسبتين من الانخراط المباشر في التخطيط والتنفيذ والإنتاج.” منوهاً إلى أن “الطلبة أعدّوا مبتكرات وبحوثاً وتصاميم لمدن ذكية ومجمعات سكنية ومشاريع صناعيّة على جانب كبير من الجودة والإتقان الذي يوائم متطلبات العصر.”