مبنى إداري وعشرات الرّقم الطينية في (كوينجق) لا تزال لدى الآشوريين أسرار كبيرة

222

أربيل : خالد إبراهيم/
نجحت البعثة الإيطالية في العراق، التي تعمل في تل كوينجق بمحافظة نينوى من العثور على بقايا مبنى إداري، وعلى أكثر في 120 رقيماً طينياً تعود الى العصر الآشوري شرقي محافظة نينوى.
تعمل البعثة الإيطالية في تل قوينجق منذ ست سنوات، وقد وجد المنقبون جزءاً من بقايا مبنى إداري مشيد باللِّبن يعود إلى العصر الآشوري الحديث، وعدداً من اللقى المتنوعة، أهمها مجموعة من النصوص الأدبية بما يزيد عن 120 رقيماً طينياً تعود للعصر الآشوري الحديث والأخرى للعصر الآشوري الوسيط.
“الشبكة” تابعت هذه العملية وتفاصيلها وأهميتها، إذ يعد تل كوينجق الذي يعود الى العصر الآشوري من المواقع الأثرية المهمة، حيث تم الكشف عن مجموعة من اللقى والأدوات الفخارية والحجرية.
يقول (خير الدين أحمد ناصر) مدير مفتشية آثار وتراث نينوى:
“إن تل كوينجق يعتبر أحد التلول التي تحوي العديد من القصور والمعابد الآشورية المهمة، ويقع التل ضمن مدينة نينوى الأثرية، التي تعد إحدى عواصم الإمبراطورية الآشورية، هذا التل يضم تل سنحاريب وقصر آشور بانيبال، وجرى اكتشاف المكتبة الآشورية في ثنايا هذا التل وامتداد قصر آشور بانيبال المكتشف في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومازالت أعمال التنقيب مستمرة منذ سنتين، وهي تجري ضمن هذا التل من قبل بعثة جامعة (هايدلبرغ) الألمانية التي أنهت أعمال التنقيب قبل فترة من تاريخ الآن كموسم سادس من العمل في هذا التل.”
معالم أثرية
تضم مدينة نينوى الكثير من المواقع والمعالم الأثرية القديمة، وفي هذا الجانب أضاف السيد خيرالدين قائلاً:-
“مايميز مدينة نينوى آثارها المهمة، ومنها البوابات الأثرية، مثل بوابة (نركال)، وبوابة (أدد) وبوابة (المستة) مع اسوارها. بالإضافة الى تل النبي يونس المقابل لتل كوينجق، هذان التلان يحتويان على أهم المعالم الأثرية، من بينها القصور الآشورية في الفترة الآشورية الحديثة.
جدير بالذكر أن التنقيبات العراقية توقفت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي في مدينة نينوى الأثرية، أي أنه خلال تلك الفترة، الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، لم تستكمل عمليات التنقيب، وذلك بسبب الظروف التي أحاطت بمحافظة نينوى آنذاك، ولم يبدأ التنقيب في مدينة نينوى الأثرية إلا قبل سنتين أو ثلاث، عندما بدأت البعثات الأجنبية بالتوافد على محافظة نينوى، ومنح إجازة التنقيب الى جامعة هايدلبرغ الألمانية لغرض العمل في تل كوينجق، بإشراف كوادر مفتشية آثار نينوى.
في الحقيقة لدينا مختصون في التنقيبات يشرفون على كافة التنقيبات التي تقوم بها البعثات الأجنبية، ليس فقط التي تقوم بها جامعة هايدلبرغ الألمانية، أيضاً لدينا حالياً جامعة (بولونا) الإيطالية التي تعمل في شرق مدينة نينوى، وجامعة هايدلبرغ الألمانية التي تعمل في غرب نينوى، كذلك جامعة بنسلفانيا التي تعمل في تنقيبات بوابة (المستة) ومعبد عشتار ضمن مدينة نمرود الأثرية.”
كوادر عراقية
عن هذا الجانب يضيف مدير مفتشية نينوى:-
أن “الخبرات والأيدي العراقية المختصة في مجال التنقيبات الآثارية تشترك مع الخبرات والجامعات الأجنبية، إذ نقوم حالياً برصد المبالغ اللازمة لإنجاز أعمال تنقيبات آثارية خالصة تعود الى الهيئة العامة للآثار والتراث.
حاليا باشرت لدينا مؤخراً بعثة فرنسية، هي بعثة جامعة باريس، التي بدأت التنقيبات في موقع أثري مهم، يمثل إحدى العواصم الآشورية، وأيضاً جامعة بنسلفانيا، الذين من المفترض أن يكونوا قد حضروا في الخامس والعشرين من الشهر الفائت، لغرض إجراء التنقيبات ضمن مدينة نمرود الأثرية، كذلك تعمل جامعة بولونا في شرق مدينة نينوى حالياً، وهم مستمرون في أعمالهم منذ أكثر من شهر. من بين أعمال التنقيبات أيضاً أنهم يقومون بمحاولة لعرض الموقع سياحياً أو إعادة تأهيله ليكون مرفقاً سياحياً.”
الإشراف والمتابعة
يضيف السيد خير الدين في هذا الصدد قائلاً:-
“في الحقيقة أن أعمالنا لا تقتصر فقط على التنقيبات، بل إن لدينا أعمال الإشراف على العديد من المواقع الأثرية والتراثية والصيانة ضمن مدينة الموصل القديمة، منها الإشراف على جامع النوري، وكنيسة الطاهرة، وكنيسة الساعة، كذلك نقوم بإعادة إعمار بيت (التتنجي) الأثري أو التراثي، العائد الى الهيئة العامة للآثار والتراث، كذلك بيت زيادة، كما تم الانتهاء من بيت سليمان الصائغ في الفترة القريبة الماضية.”