يسهـــم بإحداث تطــــور في مشاريــع البنية التحتية.. خبراء ومهندسون يدعون إلى إعادة تفعيل مجلس الإعمار
إياد الخالدي – تصوير: علي الغرباوي /
دعا خبراء عراقيون لديهم رؤية طموحة لتحويل البلاد إلى ورشة عالمية للبناء، سواء بدعم حكومي أو عن طريق الاستثمار، إلى إعادة تفعيل مجلس الإعمار، ليصبح بالإمكان رسم مشاريع عملاقة على امتداد خارطة البلاد، وفي مختلف ميادين التنمية والإعمار، ولاسيما أن حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني تضع الأولوية لملف الإعمار والخدمات، إذ لا يمكن لعجلة التطوير أن تدور من دون أن تكون هناك جهة مركزية تضع رؤية شاملة لمشاريع إنشاء الطرق في الدول الساعية إلى إحداث فارق في التقدم والتنمية.
يوضح الخبراء أن مشاريع البناء والإعمار، ومشاريع التنمية في العالم، تحتل الأولوية في اهتمامات الحكومات في مجال البنية التحتية، فيما لايزال الاهتمام بهذه المشاريع في العراق دون مستوى الطموح، ولاسيما في مشاريع البنى التحتية التي تساعد على إحداث نهضة تنموية حقيقية في البلاد، ومن أبرزها إنشاء الطرق والجسور في العراق، والبنى التحتية التي لا تحظى بالقدر المناسب، وتبدو المبالغ المخصصة لهذه المشاريع فقيرة بالمقارنة مع مشاريع أخرى، مع أنها سوف تساعد البلاد في دفع عجلة التقدم والتنمية، ما دعا خبراء ومهندسو الطرق إلى ضرورة إعادة تفعيل مجلس الإعمار الذي خطط وأشرف على نهضة بغداد العمرانية في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، الذي مازالت خططه مرجعاً للباحثين عن مشاريع ستراتيجية تنهض بالعاصمة بغداد.
شريان الحياة
وأعرب الخبراء والمهندسون عن اعتقادهم بأن أية عملية لإحداث تطور متسارع في البنية التحتية تعتمد على مشاريع الطرق، فهي شريان الحياة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية، إذ لا يمكن لعجلة التطور أن تدور من دون أن تكون هناك جهة مركزية تضع رؤية شاملة لمشاريع إنشاء الطرق في الدول الساعية الى إحداث الفارق في التقدم والتنمية.
في هذا الصدد، يقول المدير العام السابق لشركة حمورابي المهندس (سعد الدين محمد أمين البرزنجي): “إن العراق مازال من البلدان النامية، وإن تقدمه في مجال مشاريع الطرق الستراتيجية مازال بطيئاً، بل متأخراً.” مشيراً إلى “حاجة البلاد إلى ثورة عمرانية وعمل دؤوب لكي نصل بشبكة الطرق والجسور والأنفاق في بلدنا الى مستوى الرضا لنلحق بركب الحضارة في العالم.”
ودعا البرزنجي إلى “إعادة إنشاء وتشكيل مجلس الإعمار على غرار ما كان موجوداً في خمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، وتخصيص المبالغ السنوية اللازمة (الموازنة) وتسليمها إلى أناس أمناء مخلصين يكون اختيارهم بموجب شروط محددة.”
ورشة عالمية
وبيّن البرزنجي أن “الخبراء العراقيين في مجال الطرق لديهم رؤية طموحة لتحويل البلاد إلى ورشة عالمية لبناء هذه الطرق، سواء بدعم حكومي أو عن طريق الاستثمار، فقد باتت الطرق أحد أهم القطاعات في تحقيق الأرباح، ما يساعد في جذب الاستثمارات وتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، الذي هو المصدر الرئيس للدخل في البلاد.”
هدر الأموال
من جهته، أكد الخبير المهندس (خليل هاشم) دعمه لمطلب إحياء مجلس الإعمار، الذي انبثقت عنه أهم المشاريع الستراتيجية في العراق.
وقال إن “هناك هدراً في الأموال المخصصة للإعمار تذهب إلى مشاريع لا قيمة حقيقية لها.” داعياً إلى “إنشاء صندوق لتمويل خطط مجلس الإعمار ليتسنى له رسم مشاريع عملاقة على امتداد خارطة البلاد في مختلف الميادين، مثل ميدان الطرق، لتكون حلقة أساسية في أية تنمية شاملة.”
إلى ذلك.. أكد المهندس (ماهر وهيب)، معاون مدير دائرة الطرق والجسور، أنه يدعم ويؤيد بقوة أن يعيد العراق مجلس الإعمار. وأوضح أن “المجلس كان يمتلك صلاحيات خاصة ليست لها علاقه بصلاحية الدولة، ولذلك نفذ مشاريع عملاقة، ومازلنا الى الآن ندرس المشاريع الستراتيجية التي خطط لتنفيذها مجلس الإعمار، فنحن الآن –مثلاً- نخطط لتنفيذ الطريق رقم 1 لأن الطريقين رقم 2 و 3 لم ينفذا وظلا حبراً على ورق، هذا الطريق يبدأ من أبو غريب مروراً بتكريت ثم إلى الموصل وإلى أربيل وإلى دهوك، قبل أن يرتبط بالحدود التركية، لكن كلفة الطريق كبيرة قد تصل إلى ملياري دولار، بينما تخصيصات دائرتنا السنوية لا تتجاوز الـ 190 ألف دولار! إذن هذا النوع من المشاريع يستحيل تنفيذه بأموال الموازنة، ولابد من جهة لها صلاحيات واسعة لتنفيذه، ولهذا أدعو بقوة الى تفعيل دور مجلس الإعمار.”
ويعدّ التوسع في الاستثمار في مشاريع البنية التحتية للطرق عاملاً رئيساً للنمو، إذ يرى خبراء الاقتصاد أن في هذه الاستثمارات عاملاً حيوياً للازدهار الاجتماعي والاقتصادي، ولمعالجة العقبات المرتبطة بميزانية هذه المشاريع.