أقامته وزارة الثقافة ردّاً على الإساءات معرض لنخبة من مخطوطات المصحف الكريم

151

زياد جسام
تصوير : علي الغرباوي/
برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، افتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار د. أحمد فكّاك البدراني، قبل أيام، معرض كتابة وخط القرآن الكريم، الذي أقامته دائرة الفنون العامة في الوزارة، تحت عنوان (القرآن منهجنا).
جرى الافتتاح على قاعة دائرة الفنون العامة في مقر الوزارة بحضور مستشار رئيس الجمهورية جمال المحمداوي، ومستشار رئيس مجلس الوزراء د. حازم وطن، ووكيل رئيس ديوان الوقف السني د. محمد صالح، ورئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار الحلو، إضافةً إلى نخبة من الفنانين والمهتمين ووسائل الإعلام.
رد أنيق
وتحدث وزير الثقافة البدراني خلال الافتتاح عن الأعمال الفنية المشاركة، التي هي عبارة عن صفحات مخطوطة للمصحف الشريف، واصفاً إياها بأنها تمثل (رداً أنيقاً) على كل من تطاول بحرق المصحف الشريف، وتجسيداً واضحاً لوحدة العراقيين بمختلف طوائفهم ومسمياتهم تحت رايته.
جدير بالذكر أن معرض (القرآن منهجنا) يضم مخطوطات لثلاثين جزءاً من القرآن الكريم عمل عليها ثلاثون فناناً من مختلف مدن البلاد، كما سيقام معرض جوال للمخطوطات يجوب المحافظات العراقية في مقبل الأيام.
روحية عراقية
أما عن الخطاطين المشاركين في هذا المنجز الكبير، فقد كان عددهم ثلاثين خطاطاً جاؤوا من مختلف المحافظات العراقية ليكتبوا صفحات القرآن الكريم بأيادٍ وروحية عراقية، ليكون شاهداً على مرحلة صعبة مرت بالمسلمين في جميع أنحاء العالم. فقد اجتمعت هذه النخبة الخيِّرة من الخطاطين عدة مرات، وبكل طاقاتهم الإبداعية، وما يمتلكونه من خبرة في كتابة المصاحف، ليتدارسوا طريقة تنفيذ المصحف الشريف ويضعوا خطواتهم الأولى والأسس الأكاديمية الصحيحة التي يسير عليها العمل في جميع المراحل لإنجاز كتابة المصحف الشريف وزخرفته، ابتداءً من نوعية الورق وحجمه، ونوعية الحبر، وقياس قلم الخط الذي يكتبون به المصحف، الذي اتفقوا على أن يكون بحجم 1,5 ملم، وقد تسلم كل منهم أوراقاً أولية خططت عليها الأسطر والهوامش المتفق عليها لغرض العمل التجريبي عليها بمثابة (ورشة عمل فنية شاملة)، على أن يكون لكل خطاط جزء واحد من المصحف، وقد وجهت الدعوة المفتوحة إلى جميع الخطاطين بدون استثناء على أن يجيدوا خط النسخ بمهارة عالية.
حروف ولمسات
إن هذه النسخة من المصحف الشريف كتبت على غرار ما كتبه الخطاط التركي (محمد أمين الرشدي) في مصحفه الذي طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وقام بالإشراف عليه حينذاك الخطاط الكبير هاشم البغدادي (رحمه الله)، بعد لمساته وتعديل الكثير من حروفه، ليطبع بأحسن صورة في مطابع ألمانيا.. علماً بأن هذا المصحف كان معتمداً من الجهات المختصة في الشؤون الإسلامية.. وما يزال.
يذكر أن المصحف المعروض حالياً في وزارة الثقافة كتب بجهود خطاطين جميعهم أعضاء في (تجمع خطاطي العراق) الذي يترأسه الباحث في شؤون الخط العربي وتاريخه (الدكتور عبد المنعم خيري)، ومعاونه الخطاط (حسين عبد الله)، من دون أي دعم مادي، إذ إنهم أعلنوا أن هذه الجهود هي تبرع منهم، وأن جميع تكاليف الإنجاز على نفقتهم الخاصة. جاء ذلك لحبهم العميق والكبير للمصحف الشريف ولفن الخط العربي، وقد سبق أن نظم التجمع عشرات المعارض الفنية الخاصة في الخط العربي في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى.
أسماء الخطاطين
وللتاريخ، لابد من ذكر أسماء الخطاطين الذين كتبوا المصحف حسب كتابتهم للأجزاء:1- عبد الحسين الربيعي، 2- فؤاد السامرائي، 3- حمدي ياسين،4- فراس العامري،5- حكيم الروضان، 6- حسين الحلو، 7- ثائر التكمجي، 8- أمين زرباطي، 9- أحمد عبود، 10- عماد الخفاجي،11- يوسف الحمراني،12- علي الربيعي،13- حازم السنجري،14- حسين النصراوي،15- خالد عبود المالكي،16- سعدي المساري،17- خالد عباس،18- سيد رزاق الطويل،19- صادق الخزاعي،20- عبد المطلب العامري،21- شاكر كزار العبودي،22- عطية الدليمي،23- مزهر الكناني،24- حيدر الحلو،25- حسين محمد،26- مهدي السعيدي،27- محمد الشطري،28- إبراهيم حمدان،29- أحمد آمرلي،30- عبد القادر عمر..
خط النسخ
يعدّ خط النسخ أحد أهم أنواع الخطوط العربية وأقدمها، وقد جرى استخدامه في كتابة القرآن الكريم وطباعة المصحف الشريف، ويرجع ذلك إلى كبر حجم الحروف فيه، ما يجعله واضحاً وسهلاً للقراءة، كما يعدّ هذا النوع من الخطوط الأكثر استخداماً اليوم لدى الكثير من الدول العربية، إذ إنه يستخدم بشكل رئيس في الكتب والمصاحف وغيرها، واعتمدته غالبية دور النشر في كتابة نصوص المطبوعات والصحف والمجلات والكتابة الرقمية عبر برامج الكمبيوتر وصفحات الإنترنت، ما جعله يحظى بلقب (الخط العامي)، نظراً لقدرة كافة الأشخاص على استخدامه بسهولة.
علما أن المتخصصين اختلفوا حول أصول هذا الخط (النسخ)، فمنهم من يرجح أنه مشتق من خطوط أخرى، باجتهاد الخطاط الشهير (ابن مقلة)، ومنهم من يرجع تاريخه إلى أبعد من ذلك، لكن الثابت أن ابن مقلة قد قام بالعديد من التعديلات على هذا الخط حتى استقر بشكله المحدد، وصنفه بأنه مناسب للقرآن الكريم، ثم أتى بعده الخطاط الشهير (ابن البواب) ليسير على خطاه في إرساء قواعد هذا الخط لما هي عليه اليوم، ليصبح أكثر أشكال الخطوط العربية انتشاراً واستعمالاً.