الشاعرة والأكاديمية راوية الشاعر: خيولها الناعمة تطارد أفكار الفراشات
حوار: رجاء الشجيري /
شاعرة وأكاديمية وفنانة ورياضية، حصلت على شهادة الدكتوراه في الفنون المسرحية عام 2013، في كلية الفنون الجميلة ببغداد، اصدرت مجموعتين شعريتين: (خيول ناعمة) عام 2014، و (أفكار الفراشات) عام 2015، ولديها مخطوط بعنوان (رهان العنب).
عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق 2019، عضو نقابة الفنانين في محافظة كركوك، ترأست نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عام 2016.
إنها الشاعرة راوية الشاعر، الأديبة التي حصلت على العديد من الجوائز، من بينها جائزة الإبداع العربية لمنظمة (ألكسو) للثقافة والفنون عام 2014 في مجال التأليف (الشعر) عن مجموعتها الشعرية (خيول ناعمة)، وجائزة غسان كنفاني في مجال الشعر لعام 2015، وجائزة مهرجان همسة الدولي في مصر في مجال الشعر لعام 2016، وجوائز أخرى في المسرح والقصة والشعر.
كما أنها لاعبة سابقة في صفوف المنتخب الوطني العراقي في ألعاب عدة، مثل كرة اليد والريشة الطائرة، وشاركت في بطولات عربية، حين مثلت منتخبات جامعة بغداد في هذه الألعاب، إضافة إلى الشطرنج، إذ حازت العديد من المراكز الأولى.
وهي الممثلة التي شاركت في تمثيل أدوار مختلفة في العديد من المسلسلات العراقية، منها مسلسلات: (أولاد الحجي)، و(هذا هو الحب)، و(حب وحرب).
أخرجت بعض المسرحيات على صعيد جامعة بغداد، ومنها مسرحيات: (جحا والحمار)، و(صوت الصمت)، و(لمن..؟)، و(الفلاح)، إضافة إلى إخراجها مسرحية باللغة الكردية (ئيتر بسى، كافي بس) لفرقة القلعة في كركوك، شاركت في تمثيل العديد من المسرحيات في مدينة كركوك منها: (مهد وملح)، و(القصابون)، و(المجنون)، و(هم يعدون الخراب).
حازت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان منتدى المسرح عن دورها في مسرحية (دم البرتقال) للمخرج قاسم حميد فنجان، لفرقة القلعة للفنون المسرحية. تمارس اليوم مهنة التدريس في كلية الإعلام بجامعة بغداد، كمسؤولة لقسم النشاط الفني والثقافي فيها.
ومن أجل تسليط الضوء على منجزها الإبداعي، أجرينا معها هذا الحوار:
شعراء فيسبوك
*في البدء، كيف ترين الساحة الشعرية اليوم، وهل أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على قيمة ما يكتب فيها؟
ــ الساحة الشعرية مكتظة، وفيها الكثير ممن يرغب بالكتابة، وهي حالة صحية، لكن الإبداع نادر بسبب كثرة دور النشر وغياب الرقابة. كما أن مواقع التواصل أسهمت -بشكل كبير- في معرفتنا ومتابعتنا لشعراء جدد، ولاسيما من فئة الشباب، على الرغم من أن هذه المواقع قد صدّرت لنا بعض الأسماء التي لا علاقة لها بالشعر، لكن كثرة المتابعين هي من روجت لهم.
*هل أنتِ مع تجنيس الأدب؟
– تجنيس الأدب قضية من قضايا النقد الأدبي، وهي عملية تهدف الى تعقيد قوالب الكتابة الأدبية، فليست معرفة الأجناس الأدبية شرطاً في الكتابة الأدبية، وإنما هي تمثل شرط الانطلاق في العملية النقدية، هي عملية رصد للحركة الإبداعية والنصوص التي تنتجها لفهم الأسباب والمسببات.
* لنتحدث عن المسرح، ما الذي أغراكِ بدخول هذا العالم المدهش؟
– المسرح هو ظاهرة فنية كبيرة، وهو بوابة المعرفة والذهول والخيال المفتوح، يتنقل بنا من زمن إلى آخر.. لم يكن دخولي له من باب الصدفة، إذ أني كنت أمثل في فرقة كركوك منذ كان عمري خمسة عشر عاماً، وقد أحببت المسرح كثيراً من خلال عملي مع كبار الفنانين في المحافظة (قاسم حميد فنجان، ومحمد خضر، ورعد مطشر)، لذلك كانت تجربة كبيرة وفعالة في حياتي، انعكست بشكل جميل ومغاير في حياتي الاجتماعية والمهنية، كما أنني تتلمذت في كلية الفنون الجميلة / قسم الفنون المسرحية على أيدي أفضل الأساتذة في العراق (سامي عبد الحميد، صلاح القصب، فاضل خليل، عقيل مهدي)، والكثير من الأسماء الرائعة، حيث شكلت هذه التجربة منعطفاً كبيراً في حياتي وأثرت بشكل هادف في شخصيتي.
*لديكِ مهارات رياضية: كرة اليد، ومهارات فكرية: الشطرنج، ما الذي أضافته تلك المهارات لراوية الشاعرة؟
ممارستي الألعاب بدأت في وقت مبكر من حياتي، فقد كنت بنتاً نشيطة وواعية، ولا أنسى رعاية والديّ العظيمة وتشجيعهما الدائم لي. بدأت اللعب من المدرسة ثم مثلت نادي التأميم الرياضي، وكذلك نادي فتاة كركوك لحين دخولي الكلية، ثم لعبت مباشرة ضمن منتخب جامعة بغداد، كما مثلت المنتخب الوطني العراقي في كرة اليد، والريشة الطائرة، والسلة، إضافة لتمثيلي العديد من الأندية العراقية: الزوراء، والطلبة، والسلام، والأعظمية، وسيروان.
ممارستي للألعاب الرياضية منحتني فرصة تدريب نفسي على التحمل ومواجهة جميع الضغوط النفسية والحياتية، وأتاحت لي فرص التعرف إلى الكثير من الأشخاص الذين أضافوا لي الكثير.
*تُدرّسين الصوت والإلقاء، برأيكِ هل هما مهمان للشاعر؟
-فنا الصوت والإلقاء ضروريان لممارسة كل أنواع الأداء الصوتي، لذلك هما مهمان جداً للشاعر من حيث التلفظ والتطوير وضبط مخارج الحروف، ومن حيث الإيقاع والتلاعب اللفظي، ومن حيث معرفة الطبقة الصوتية التي تتميز بها حنجرة الشاعر، بالنسبة لي أثرت دراستي في طريقة إلقاء الشعر، فأنا أقوم بمسرحة القصيدة أثناء الإلقاء وتقديمها بشكل فيه نوع من الإبداع والاختلاف.
الرواية الأولى
*بين الشعر والجامعة، والرياضة والشطرنج، أين تجدين نفسك؟ وأيهما أقرب لروحكِ؟
-أجد نفسي مع كل شيء متحرك فيه فعالية وحيوية، لذلك أرى أن حياتي المتواضعة، التي جمعت كل تلك الخبرات، جعلت مني إنسانة متفهمة وسعيدة، لديها قدرة وطاقة على استيعاب أي طارئ أو مفاجئ.
*ما جديدكِ؟
– أعكف على إكمال كتابة الرواية الأولى لي، كما أن لدي مجموعة شعرية جديدة ستصدر في صيف عام ٢٠٢٢.