دورة شاعر اللافتات الثورية أحمد مطر البصرة: استعدادات استثنائية لمهرجان المربد

369

البصرة – محمد العبودي/

تستعد مدينة البصرة لاحتضان دورة انعقاد جديدة لمهرجان المربد، تحظى هذه المرة بعناية حكومية غير مسبوقة، لكي تكون دورة هذا العام الأفضل من سابقاتها في المهرجانات التي عقدت على مدى سني المهرجان الذي ابتدأ منذ السبعينيات.
الدورة (35) لمهرجان المربد تجري الاستعدادات المكثفة لها بشكل مبكر، فقد أجرت وزارة الثقافة مع اتحاد الأدباء والكتّاب العام وفرعه في البصرة مناقشات مستفيضة تهدف إلى إخراج دورة استثنائية للمهرجان.
كما أن ثمة إصراراً مباشراً للقائمين على المهرجان ابتداء من اتحاد الأدباء مروراً بمستشارية رئاسة مجلس الوزراء الثقافية على إنجاح هذه الدورة وتميزها، كونها تعد النشاط الثقافي الأبرز والأشهر عربياً.
وقد تقرر إطلاق اســم الشـــاعر أحمد مطر على الدورة (35) لمهرجان المربد. وأحمد مطر هو واحد من أبرز شعراء العراق، الذي عرف بانتقاده الشديد للأنظمة العربية في شعره. وُلد في العام 1954 بقرية (التنومة) في البصرة، وظهرت موهبته الشعرية في أول قصيدة كتبها، انضم إلى دائرة السياسة مغامراً.
استقر أحمد مطر لاجئاً في لندن عام 1986 بسبب رفضه تأجيل رسائله المثيرة للجدل عبر شِعره، وعمل في مكاتب (القبس الدولية) هناك، ومن أبرز أعماله: “أحاديث الأبواب”، و”شعر الرقباء”، و”ورثة إبليس”، و”دمعة على جثمان الحرية”. يُعتبر مطر مصدر إلهام للكثير من المثقفين والثوريين في الوطن العربي.
استقطاب الشعراء العرب
سيكون مهرجان المربد مميزاً في استقطابه عدداً من شعراء العراق في الداخل والخارج، بالإضافة الى شعراء عرب وأجانب، وبرعاية خاصة وتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الذي وجّه المعنيين بالاهتمام بإقامة المهرجانات والملتقيات الأدبية والثقافية العامة في بغداد والمحافظات. إذ أكد الدكتور عارف الساعدي المستشار الثقافي لرئيس مجلس الوزراء أن “سيادته مهتم بإقامة ودعم هذه الأنشطة، ولاسيما مهرجان المربد الذي سيعقد نهاية هذا العام في شهر كانون الأول المقبل بحلة جديدة تدعمها الحكومة وترعاها رعاية خاصة.”
وأشار الساعدي إلى “عقد عدد من اللقاءات مع اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة للخروج بمحصلة إقامة مهرجان وناجح على الصعيدين الأدبي والشعري.”
وتابع “لقد أسهمنا مع الإخوة في الاتحاد والوزارة بوضع الأطر العامة للمنهاج والقراءات وتوزيع اللجان التي بدأت أعمالها بالفعل للتخطيط والتنفيذ بعد أن وفرنا جميع متطلبات إقامة المهرجان.”
من جانبه، أكد الشاعر فرات صالح، رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في البصرة، على إقامة المهرجان والخطوات التي نفذت وستنفذ قريباً استعداداً لانطلاقته في بداية شهر كانون الأول المقبل.
وقال إن “اللجنة المركزية للمهرجان تكونت من وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، وعضوية الدكتور عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء، وعلي حسن الفواز رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، والدكتور ضرغام الأجودي نائب محافظ البصرة، وفرات صالح رئيس اتحاد أدباء وكتّاب البصرة. كما شكلت لجان أخرى لرئاسة الجلسات والضيافة والإعلام والعلاقات ومرافقة الوفود.. إضافة إلى تكوين لجنة لدعوة الأدباء العراقيين في الخارج برئاسة الشاعر طالب عبد العزيز، ولجنة أخرى لدعوة الأدباء في محافظات العراق، وهي برئاسة الشاعر منذر عبد الحر، التي ستدعو من كل محافظة أربعة شعراء.”
وأوضح أن “هذه الدورة سوف تختلف في منهاجها وجلساتها عن الدورات الأخرى بأنها ستقام في أكثر من موقع، وأن افتتاحها وختامها سيكونان مميزين، فبالإضافة الى إقامة فعاليات أخرى وجلسات شعرية ونقدية، فان هناك معارض للإصدارات الجديدة ومعارض فنية وتشكيلية لفناني البصرة، إضافة الى زيارة عدد من المواقع السياحية والأثرية في المحافظة.”
وشدد على أن “هذا المهرجان سيكون رسالة حب وسلام إلى جميع العراقيين ولاسيما المغتربين منهم بأن أهلهم في العراق مازالوا يحتفظون لهم بالذكريات الجميلة، وأن العراق يحيا بحبه للثقافة والأدب والشعر.. مثلما يحيا بحبه لأبنائه العراقيين في داخل وخارج العراق..”