في سابقة يشهد لها ملتقى ثقافي في مدينة بسماية
زياد العاني /
بمساع كبيرة من قبل السيد وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار د. عماد جاسم، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وهيئة الاستثمار، جرى افتتاح “الملتقى الثقافي في مدينة بسماية” في الأسبوع الماضي. جاء ذلك بعد تنسيق بين الوزارتين، إذ خصصت وزارة الشباب والرياضة أحد مواقعها الشبابية في مدينة بسماية ليكون موقعاً لهذا الملتقى، الذي ستشغله شعبة البيت الثقافي في بسماية، التابعة لدائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة.
وجرى الاتفاق على تشكيل لجنة استشارية تضم الأسماء الأكاديمية والثقافية في المدينة، واتخاذ مقر الملتقى مكاناً لتنظيم اجتماعات دورية لتبني خطط وآليات إقامة أنشطة وأمسيات، بالإضافة الى ورش لتعليم الرسم والموسيقى بالتنسيق مع جمعية التشكيليين العراقيين واتحاد الأدباء لتفعيل هذا الحراك الثقافي.
وأعلنت وزارة الثقافة والآثار العراقية عن تنظيم حفل كبير للافتتاح مطلع الشهر المقبل للتعريف بهذا الملتقى، الذي سيتضمن فقرات فنية وثقافية ومعارض للكتاب وفعاليات متنوعة أخرى، علماً بأن الملتقى يعنى بالسينما والمسرح والتشكيل ويستقبل جميع الأفكار الإبداعية ذات النفع المشترك لأهالي المدينة، بالإضافة الى تفعيل الجانب الرياضي هناك.
تنشيط الشباب
للملتقيات الثقافية أهمية كبيرة لا يمكن التغافل عنها، إذ أنها تسهم -بشكل كبير- في تنشيط الحراك الثقافي الراكد في بعض المناطق، ولاسيما بعد الاعتماد الكلي على التكنلوجيا في البحث عن المعلومة وغيرها، فقد حلت التكنلوجيا شبه بديل عن الكتاب والجلسات النقاشية الثقافية وغيرها من الأنشطة، ما تسبب بركود ثقافي يتطلب التدخل من قبل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والثقافية، بل وحتى من بعض المهتمين في هذا الجانب، لبذل جهود متواصلة في المجالات المختلفة من أجل النهوض بثقافة المجتمع بما يمكنه من الخروج برؤية أفضل للتعايش وصناعة مستقبله المشرق والمشرف.
لابد للحراك الثقافي من تجديد ذاته كي يلامس تطلعات شريحة الشباب، باعتبارهم الشريحة الكبيرة والقابلة للتأثر، كما أنه لابد من التفكير بتطوير أساليب عمل الملتقيات الثقافية لتستقطب الشباب بشكل حضاري يتماشى مع تطلعات العصر الحالي. بالإضافة الى ذلك فإن الملتقيات تسهم بشكل كبير في توحيد الأفكار بما يخدم الجانب الثقافي في المدينة او الحي الذي أنشئت فيه بشكل خاص، والجانب الثقافي العراقي بشكل عام.
اكتشاف المواهب
لعل من شأن هذا الملتقى أن يكون عاملاً مساعداً في اكتشاف المواهب والخامات الثقافية بأنواعها، وأن يساعد في تنشيطها على الساحة الثقافية المحلية، بما سيقدمه من إثراء ثقافي لاحقاً، وهو بمثابة فرصة لاستنهاض جيل جديد ووضعه على الطريق الصحيح. وهذا ما نحتاجه في الوقت الراهن وما ينبغي أن نتمسك به ونسعى الى نشره، لاسيما في المجمعات السكنية التي أنشئت حديثاً في بغداد والمحافظات عموماً، الذي يسهم بشكل كبير وفعال في تنوع وتعدد الأنشطة والفعاليات بين الأجيال وسحبهم الى منطقة حضارية تمنحهم فرصة لإعادة ترتيب أفكارهم وتوجهاتهم ، يتم ذلك بإقامة الندوات العلمية والأدبية والأمسيات الشعرية والمسابقات ومعارض الفن والسينما والمسرح والموسيقى.
وهنا سوف يكون الملتقى بحاجة دائمة الى وزارة الثقافة والسياحة ووزارة الشباب والرياضة باعتبارهما وزارتين معنيتين بصفة خاصة بدعم مثل هذه الملتقيات، وذلك من خلال توفير المستلزمات الضرورية التي يحتاجها الملتقى وإشراك بعض المؤسسات الحكومية مثل المتاحف والمسارح والمؤسسات التابعة لها في دعم الملتقى لإنجاحه وتفعيله بشكل لائق.