(لوكس هوب).. معرض الكتاب الجوال عبر البحار والمحيطات
محمد العبودي /
لأول مره في العراق، تحمل السفينة (لوكس هوب) على متنها أكثر من 5000 عنوان لكتب متنوعة تجوب البحار والمحيطات لترسو في موانئ دول تعدت الـ 162 دولة، زارت فيها ما يقارب الـ 1500 ميناء في مختلف دول العالم.
يعمل على متن السفينة 300 شخص من مختلف الجنسيات, رمت مخطافها مؤخراً في مياه شط العرب لترسو على رصيف النقل النهري في مجمع القصور الحكومية جنوبي العراق في26 من آذار الماضي لتبدأ فعاليتها رسمياً يوم 27 منه بافتتاح المعرض رسمياً، بحضور شخصيات من الحكومة المحلية في البصرة وجمهور متنوع من مثقفين ورجالات دولة وصحافة وإعلام.
انطلاق الفعاليات وكلمات الافتتاح
في كلمة لربان السفينة (روني ريبرتو) من الأكوادور قال فيها: ” ترددنا كثيراً قبل الموافقة على دخول السفينة إلى العراق لما سمعناه عن المشكلات في هذا البلد، لكن بعدما التقينا الدكتور ضرغام الأجودي حصلت الموافقة وها نحن اليوم هنا.”
وأضاف: “لا أخفيكم أننا لحد لحظة دخولنا إلى شط العرب كنا خائفين، لكن بعد أن شاهدنا الجمهور العراقي الذي استقبل السفينة زال الخوف والقلق، وفرحنا كثيراً لأننا وجدنا أن الناس هنا متحضرون, وهو ما قرأناه عن هذا الشعب الكبير الذي انبثقت منه الحضارة لتعلم الناس القراءة والكتابة.”
واختتم روني كلمته قائلاَ: “نحن سعداء جداً بوجودنا في بلد الحضارات.. بلاد الرافدين.”
بعدها رحب معاون محافظ البصرة المهندس (محمد طاهر التميمي) بطاقم السفينة (لوكس هوب) وبالحضور من الذين شاركوا في حفل الافتتاح، مبيناً أن البصرة تحتضن هذه الفعالية الثقافية للانفتاح على العالم.
تاريخ العراق
أما (الدكتور ضرغام الأجودي)، فقد استعرض -في كلمة له- جزءاً من تاريخ العراق الحضاري بصورة عامة، والبصرة بصورة خاصة, وذكر خلال كلمته بالمناسبة قائلاً: “بالقرب من هذا المكان يقع متحف البصرة للتاريخ الطبيعي، الذي يضم أقدم زورق نهري.” في إشارة إلى تاريخ البصرة العريق.
كما أشار منسق السفينة في كلمته إلى أن “السفينة تابعة لمؤسسة غير هادفة للربح، ويعمل فيها متطوعون من أنحاء العالم.”
بعدها تحدث المدير العام للموانئ (فرحان محيسن الفرطوسي)، الذي أثنى على جهود الحكومة المحلية في البصرة لرعاية هذا المعرض، إضافة إلى جهود الموانئ من ربابنة المرفأ لمساعدة السفينة بالدخول في مياه شط العرب الذي توقفت فيه الملاحة إبان التسعينيات. ثم قدم أفراد الطاقم لوحة فنية رحبوا فيها بالحضور، كل حسب بلده، وجرى تبادل الهدايا بين الحكومة المحلية وطاقم السفينة المتمثل بربانها.
أمسيات رمضانية على متن السفينة
على مدى 10 أيام من وجود السفينة LOGOS HOPE في البصرة، جرى عرض أنشطة ثقافية وفنية كثيرة قدمها جمهور من جامعة البصرة واتحاد الأدباء والكتّاب، وشخصيات أدبية وعلمية وفنية، كما قام عدد من مؤسسات المجتمع المدني بتنظيم زيارات لأفراد الطاقم إلى عدد من الأماكن المهمة في البصرة، كانت من أهمها (بوابة الأهوار) برفقة الأستاذ (ناصر سماري).
الجمهور الثقافي يسجل حضوراً لافتاً
ذكرت وسائط مهتمة أن عديد الكتب المباعة على متن السفينة بلغ 28898 كتاباً باللغة الإنكليزية، و7215 كتاباً باللغة العربية، أي أن اجمالي الكتب التي بيعت في المعرض بلغ 36113 كتاباً خلال الفترة التي رست فيها السفينة في البصرة.
وذكرت الجهة الراعية للمعرض أن الجهود التطوعية الداعمة لزيارة (لوكس هوب) من شباب وفتيات من البصرة بلغت 100 مترجم قدموا تسهيلات لغوية لزوار المعرض الذين لا يتحدثون اللغة الانكليزية, و15 منظمة مجتمع مدني عملت على تنظيم المعرض ودخول الزوار, كما شاركت 8 مؤسسات ثقافية وفنية بتقديم أعمال أدبية وموسيقية لأكثر من 400 مشارك في هذه النشاطات.
وتحدث المنسق الإعلامي الخاص بمكتب الدكتور ضرغام الأجودي، النائب الثاني لمحافظ البصرة، قائلاً: “إن عدد الزوار الذين قصدوا المعرض خلال فترة وجودها بلغ 91119 زائراً من مختلف الأعمار.
لحظات الوداع
اختتمت السفينة زيارتها للعراق مخلفة أثراً ادبياً وحدثاً مهماً هو الأول من نوعه، قدمت فيه الشركة المالكة للمعرض الهدايا التذكارية للمساهمين والفاعلين من أبناء العراق الذين قدموا المساعدة للسفينة وطاقمها وروادها.
وكان من أبرز ما قدمته منظمة (GBA Ships) الألمانية -غير الربحية- المالكة لسفينة الثقافة (لوكوس هوب) هو منح نائب محافظ البصرة الدكتور ضرغام الأجودي أول عضوية فخرية في تاريخ المنظمة، تقديراً لجهوده في إنجاح زيارة السفينة الى العراق وتعزيزاً لمكانة البصرة.
وقد تعددت الأنشطة وتنوعت، فمنها علمية وأخرى فنية، كان أبرزها توقيع كتاب لطفل موهوب، ومعرض براءات الاختراع العلمية، إضافة إلى مسرحية قدمتها مجموعة من الأطفال. كذلك قدمت أوركسترا الطفل حفلاً موسيقياً أفرح الجميع من طاقم السفينة والحضور الذي عكس ثقافة الشعب العراقي وحبه للحياة.