العراق والسعودية.. عرسٌ كروي كبير شهدته مدينة البصرة

1٬081

 أحمد رحيم نعمة _ عدسة : صباح الربيعي/

عرس كروي كبير شهدته مدينة البصرة الفيحاء عندما التقى منتخبنا الوطني على ملعب جذع النخلة بشقيقه المنتخب السعودي بحضور أكثر من 65 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات المعلب، حيث سيتذكر الجميع دموع الفرح التي انهمرت من عيون آلاف العراقيين الحاضرين على مدرجات ملعب جذع النخلة وملايين المشاهدين من خلف التلفاز بشكل لا إرادي وهم يسمعون نشيد (موطني) قبل انطلاق المباراة.

مشاهدات ومواقف عديدة شهدتها تلك الليلة في أروع مشاهد تنظيمية انبهر بها الأشقاء السعوديون قبل أبناء الدار، ليمضي السيناريو الأخير الذي يسبق إصدار قرار الفيفا برفع الحظر عن الملاعب العراقية بسلاسة بعد النجاح الكبير لمؤسساتنا الرياضية بطريقة التنظيم، وبعض الامور التي اجتمعت مع الجانب الفني للمباراة.

اعتزال الدولي مهدي كريم

شهدت مباراة منتخبنا الوطني مع المنتخب السعودي اعتزال النجم مهدي كريم الذي كان سعيداً عندما قال: حقيقة إنه يوم مميز وأنا أرى هذا الجمهور الغفير الذي حضر الى ملعب جذع النخلة من أجل رفع الحظر الرياضي عن ملاعبنا، لقد كان تنظيماً وحضوراً رائعين أتمنى من الله أن يُرفع الحظر عن ملاعبنا.

خطوة متقدمة

رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم كان مسروراً جداً للنجاح الذي تحقق عندما قال: باسم أسرة كرة القدم الآسيوية، أهنئ الاتحاد العراقي لكرة القدم على التزامه وتفانيه من أجل ضمان أمن وسلامة اللاعبين والجماهير، وكذلك على إنشاء الأساسات لكرة القدم كي تنمو وتزدهر في البلاد. وأضاف: أن إقامة هذه المباراة تعد خطوة متقدمة من أجل رفع حظر إقامة المباريات في العراق، الاتحاد الآسيوي ساند العراق دائماً من أجل عودة المباريات الدولية في البلاد، وأنا واثق من أن إقامة هذه المباراة ستعزز من قدرات الاتحاد العراقي على تنظيم المباريات الدولية وسوف يحدث هذا الأمر التأثير الإيجابي من أجل تطوير اللعبة في المستقبل.

عرس كروي كبير

نجم الكرة العراقية السابق حسين لعيبي الذي حضر المباراة، برغم مرضه، قال: إن مباراة منتخبنا أمام المنتخب السعودي أتت بثقافة جديدة لجمهورنا الرائع، وهي مدى الحس الوطني للجمهور العراقي، وشعوره بأهمية الحدث من خلال التزامهم العالي بالتشجيع المثالي، فضلاً عن رسم اجمل اللوحات على مدرجات ملعب جذع النخلة، بالرغم من انني أرى المباراة من وجهة نظر شخصية انها كانت جيدة من ناحية الأداء الفني، لكن ما يبرز بوضوح الآن هو التقنية المميزة في النقل التلفزيوني، حيث أعطت جمالية أكثر مع تفاعل الجماهير في المباراة، كما أن الحضور الجماهيري المميز جدا، والذي شاهدناه بشخصية مستقلة ومنظمة، كان ممتازاً، أما ابرز ما تحقق لنا كعراقيين فهو الجهود المبذولة من قبل القائمين والتي سعت لإنجاح آخر مباراة قبل اقرار رفع الحظر من قبل الفيفا عن مدينة البصرة الحبيبة.

هيبة للكرة العراقية

فيما تحدث مدرب المنتخب الوطني باسم قاسم عن هذا النجاح قائلا: بدون شك أن العرس الكروي الكبير الذي احتضنته البصرة الفيحاء أضاف هيبة لكرتنا العراقية من خلال الحضور الجماهيري اللافت للنظر والذي أعطى نكهة خاصة للمباراة، وهي بلا شك رسالة جديدة الى الفيفا من أجل رفع الحظر عن ملاعبنا. وأضاف قاسم أن مباراة منتخبنا مع السعودية كانت فرصة لفريقنا الذي ظهر بشكل مميز وأسلوب فني رائع، حيث استطعنا التعامل مع مجريات المباراة بشوطيها من خلال قراءتنا للمباراة التي شهدت تفوقاً واضحاً لمنتخبنا أمام الفريق الشقيق الذي لا يختلف اثنان على تاريخه ومستواه المعروف، خصوصاً في السنوات الثلاث الاخيرة.

رسالة الى الفيفا

أما المدرب شاكر محمود فقال: عودة منتخباتنا الوطنية للعب على الملاعب العراقية أمر اكثر من رائع ونحن نشاهد احتفالات الجماهير وهي ترفع الاعلام العراقية والسعودية في سيناريو اكثر من رائع، فضلاً عن التنظيم المميز على المدرجات من قبل جماهيرنا التي ضربت مثالاً رائعاً بالالتزام داخل الملعب وخارجه، ما جعلنا نشعر بالفخر ونحن نشاهد هذه الصورالجميلة، بعيداً عن المستوى الفني الذي كان مميزاً لأسود الرافدين، علينا أن نفرح بالنجاح الذي سيوصلنا الى رفع الحظر الكلي عن ملاعبنا والذي يعد مطلباً جماهيرياً بحضور رئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ سلمان بن خليفة، لذلك أتمنى أن يكون تواجده اشارة واضحة للفيفا من اجل رفع الحظر والاستفادة من تواجده اعلامياً، كما ان المباراة عكست اكتساب خبرة اضافية لإدارة المباريات، وازالة بعض السلبيات، ومنها تطوير الجانب اللوجستي لنقل الجماهير من والى الملعب.

اجتياز الامتحان الأخير

مدرب حراس المنتخب الوطني هاشم خميس كان له رأي حول هذا الكرنفال الجميل الذي رسم على ارض ملعب جذع النخلة قائلا: جهود كبيرة بذلت من قبل جميع المؤسسات لإنجاح هذا الكرنفال الجميل الذي أوصلنا الى درجات النجاح، كنت أتوقع أن يحدث هذا النجاح لأن جماهيرنا الرياضية متعطشة للحضور الى الملاعب، لاننكر أن هناك بعض السلبيات المشخصة، وهذه مسألة طبيعية متواجدة في أغلب ملاعب العالم، لكن المهم أن لاتتكرر بالمستقبل، أما الجانب الفني فأعتقد أننا برغم تركيزنا على الجانب التنظيمي، لكن المباراة كانت جميلة فنياً والأداء كان مميزاً، والأهم أننا شاهدنا مشاركة بعض الوجوه الشبابية التي نجحت بامتياز مثل المهاجمين مهند علي وعماد محسن عندما قدما عرضاً مميزاً نال إعجاب الجميع… أما الناحية التنظيمية فجميع الأمور كانت على درجة عالية من المثالية، ومن كل الجوانب، حتى حقوق النقل التلفزيوني هذه المرة جرت حسب ما نتمناه، وذلك بإعطائه للقنوات العربية والإقليمية لكي يتسنى لأكبر عدد من بلدان العالم مشاهدة هذا البلد الصامد صاحب التأريخ المشرف في كرة القدم، عربياً وآسيوياً، ومدى حب الشعب العراقي وولعه، وماذا تعني له كرة القدم، وإيصال رسالتنا، والدليل الحضور الكبير الذي شاهدناه أثناء المباراة، وهذا وحده رسالة للعالم بأحقية العراق باللعب على أرضه وبين جماهيره.