المتعة في المباريات الجماهيرية
أميرة محسن /
يضيف الحضور الجماهيري للألعاب الرياضية عامة، ولكرة القدم خاصة، نكهة لتلك المباريات، فالجمهور هو “ملح” الرياضة، وعشاق كرة القدم حريصون على مشاهدة مباريات فريقهم المفضل من داخل الملعب وأن يكونوا على مقربة من اللاعبين، وهم يأملون من فريقهم أن يمتعهم بمستويات عالية ولمسات سحرية وأهداف بارعة، إلا أن أغلبية الأندية الجماهيرية يصدمون مشجيعهم بما يقدمونه من مستوى وأداء لا يليق بسمعة وتاريخ هذه الأندية. كل هذه الامور تجعل المشجع يقارن بين متعة الدوري العراقي وبين المتعة في الدوريات العالمية بغض النظر عن النتيجة. “مجلة الشبكة” أرادت أن تصل إلى هذا السر فالتقت بعض أصحاب الشأن الرياضي ومشجعي دوري الكرة الممتاز فكان هذا الاستطلاع:
أول من أجاب عن أسئلة استطلاعنا كان نجم نادي الطلبة الدولي سلام شاكر الذي قال: المشجع الرياضي يأتي ليشجع فريقه المفضل داخل الملعب ويشاهده عن قرب ويستمتع بما يقدمه، ولكن مشكلة الفرق الجماهيرية، والكلاسيكو منها، تكون فيها حساسية كبيرة جداً، فهي مختلفة عن المباريات الأخرى لأنها تكون بين فرق كبيرة، وصعب على الفريق الكبير أن يخسر أمام منافسه المباشر ولكنه قد يستقبل الخسارة من فريق في آخر الترتيب.
استمتاع الجماهير
نادي الشرطة من الأندية الجماهيرية التي تستقطب مشجعين من شرائح المجتمع كافة، نجم النادي كرار جاسم يقول عن الإثارة في المباريات الجماهيرية: أنا أتعجب من فرقنا الكبيرة إذ أنها لا تقدم المطلوب حين تلعب مع فرق توازيها في القوة والقدرة على اللعب في الملعب، وأثناء مشاهداتي لمباريات الدوري أرى بعض اللاعبين، ومنهم الكبار ومن لاعبي المنتخب الوطني، يتصرفون بطيش وعدم مبالاة فيتعمدون السقوط تارة أو ادعاء الإصابة تارة أخرى متناسين أن عليهم تقدير الجمهور الذي حضر المباراة وتقديم مباراة يستمتع فيها الجمهور بأدائهم ولعبهم الجميل، وهذا تصرف لا يليق بهم. لقد احترفت في أكثر من دوري منها الدوري الإيراني ولم أرَ أية مباراة مملّة أو يحصل من خلال اللعب توقف أو شجار أو أي شيء آخر وإنما بالعكس نرى المباراة تقام بروح المنافسة والجمهور مستمتع باللعب.
بدون أداء
فيما قال كابتن الحدود إياد خلف: بصراحة لاعبو الفرق الجماهيرية لا يفكرون بالأداء أو بالمستوى الفني اوحتى اللعب النظيف أمام الفرق التي توازيهم في المستوى لأنهم يفكرون من الذي يسجل أو يكسب الـ 3 نقاط أو التعادل على أقل تقدير وتكون المباراة أشبه بالحرب بينهم.. لهذا فهي تخلو من التنافس الشريف والأداء الذي يليق بمستوى هذه الفرق.
متعة مفقودة
المدربون أكثر من يعاني غياب المتعة في المباريات الجماهيرية لأنهم يكونون على رأس قائمة المتهمين. عن ذلك يقول مدرب الصناعات أحمد عبد الجبار: الضغط النفسي الذي يعيشه اللاعبون نتيجة ما ينشر على مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام من مناوشات بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية بين مشجعي تلك الفرق، يصل الأمر إلى أن بعض اللاعبين يقحم نفسه في تلك الأمور نتيجة قلّة الثقافة، الأمر الذي انعكس على المدربين الذين أصبح تفكيرهم منصبّاً على تجنب الخسارة حتى وإن تطلّب الأمر أن يلعبوا بعشوائية، لهذا نرى أن المتعة باتت مفقودة. هناك شيء آخر يخص عدم فهم البعض للرياضة بصورة صحيحة، فنحن نعدّ المباراة معركة فإما أن ننتصر فيها أو نموت، في حين أن الرياضة بمفهومها السامي هي منافسة شريفة وأن نتيجة المباراة هي تحصيل حاصل لما تقدمه تلك المنافسة.. وأعتقد أن ثقافة المجتمع الرياضية مع الأسف أصبحت في تدنٍ مستمر، وهذا اثّرَ سلباً على الأنشطة الرياضية.
لا يوجد هدّاف ولا صانع ألعاب
الحكم الدولي حسين تركي يقول: في عملي أدرت الكثير من المباريات الجماهيرية وأغلبها كانت مملّة بسبب غياب اللاعبين السوبر وأصحاب المهارات العالية، لا يوجد لدينا صانع ألعاب ولا صانع أهداف يبهر الجماهير الكروية الحاضرة في الملعب، هذه وجهة نظري كحكم، والحكم في ساحة الملعب ليس له سوى تطبيق القانون ولا يفرّق إذا ما كانت المباريات بين فرق جماهيرية أو بين فرق صغيرة.
ملل المباريات
أما المشجع الرياضي محمد كريم فقال: حين أرى فريقي وهو يلعب مع الفريق الخصم، أقول في قرارة نفسي إن المباراة فيها الكثير من الأهداف واللعب الجميل والهجمات وأكيد أتمنى الفوز لفريقي، لكني فوجئت عند حضوري المباراة ومشاهدة الأداء واللعب وكأن لاعبينا ليسوا بلاعبين، كأنهم يلعبون شيئاً آخر غير كرة القدم، مناولات عالية حيث تكون الكرة في السماء، وأخرى مقطوعة، حتى السير وراء الكرة بطيء جداً، إضافة إلى التوقفات الطويلة التي تحدث وكأنهم يتعمدون حصولها، فعلاً لقد أشعرونا بالملل.
دوري بطيء ومملّ
المشجعة الكروية ناهدة حسن قالت: كنت أشجع دوري الكرة العراقي، لكن دوريّنا لا يشبه أي دوري في العالم، فهو بطيء وطويل ومملّ، قد تكون الفرق الأقل في الترتيب هي التي تكون مبارياتها ممتعة لأنهم يلعبون كرة قدم وليست تصفية حسابات، فيما نشاهد في الدوريات العالمية والفرق الكبيرة مباريات ممتعة بحيث أضطر الى أن أشاهد الإعادة فيها في اليوم التالي لأنها مباريات لا تمل.