المرشح للفوز بإحدى الميداليات الأولمبية كيف خسر العراق جهود الملاكم يوسف الماجدي؟

165

بغداد/ أحمد رحيم نعمة/
الحديث يطول عن قصة البطل العراقي الذي يحمل الجنسية الأميركية الملاكم (يوسف الماجدي)، وما واجهه من عراقيل خلال تمثيله العراق في البطولات الدولية السابقة، أدت الى عدم تمثيله للمنتخب العراقي حالياً، وحرمانه من المشاركة في أولمبياد باريس 2024، وما دور اتحاد الملاكمة في ما حصل لهذا الملاكم الذي نشأ وتدرب على أحدث الطرق القتالية في الملاكمة تحت إشراف والده ومدربه (نعيم الماجدي) في ولاية تكساس الأميركية …
يقول يوسف إن “حب العراق يسري في دمي منذ الصغر، مع إني ولدت وتعلمت في أميركا، حيث معيشة والدي. لقد ولدت هناك، لكني أجيد اللغة العربية نطقاً وكتابة، بل إني وإخوتي نتكلم العامية بطلاقة، إذ إن والدي كان يسكن في مدينة الصدر، وقد تعلمنا منه كل شيء، وعندما كنا صغاراً توقع والدي بأننا سنكون أبطالاً في لعبة الملاكمة، فأشرف على تدريبي، وحققت خلال مشاركاتي في البطولات الأميركية العديد من الأوسمة الذهبية.”
تمثيل العراق
أضاف الماجدي: “شاركت باسم العراق في بطولة العرب، التي نلت فيها المركز الأول. كذلك شاركت في بطولة العالم التي أقيمت في إسبانيا، كما مثلت العراق في بطولة آسيا تحت سن 23 عاماً، وفي بطولات أخرى، وذلك حباً ببلدي. لكن كانت هناك عراقيل كثيرة واجهتني خلال مشاركاتي، فقد تحملنا -أنا ووالدي- وهو مدربي، جميع التكاليف التي كنا نصرفها خلال مشاركاتنا، من أجور الطيران الى تكاليف الفنادق، إذ كنا نذهب من أميركا للمشاركة في البطولات باسم العراق، وقد جئنا انا ووالدي الى العراق أكثر من مرة لنطالب بصرف مستحقاتنا، لكن دون جدوى، وبعد نشر ومطالبة صرفت المبالغ، بعد مماطلة طويلة!!
يكمل الماجدي: “لا ننكر أن اللجنة الأولمبية العراقية دعمتني، ولاسيما الدكتور عقيل مفتن، الذي وقف معي وشد من أزري لمواصلة مشواري الرياضي بعد أن وجد لدي الرغبة في الحصول على أحد الأوسمة في الأولمبياد المقبلة، كذلك وعد الدكتور مفتن بإدخالي معسكرات تدريبية، لكن، والحق يقال، فإن اتحاد الملاكمة العراقية لا يريدني أن أمثل العراق وأحصل على ميدالية في الأولمبياد. كنت أتمنى أن يكون أعضاء الاتحاد أكثر جدية، لكن مراوغاتهم وتصريحاتهم كانت غير منطقية، إذ بدأت مناوشاتهم في البطولة الآسيوية الأخيرة، التي لم أشارك فيها بسبب الإصابة حينها، لكن الاتحاد فسرها بغير ذلك.”
حلم الأولمبياد
وقال الماجدي: “لقد كانت رغبتي قوية في الدفاع عن ألوان رياضة الملاكمة في أولمبياد باريس، إلا أن اتحاد الملاكمة قتل هذه الرغبة من خلال أفعالهم غير المقبولة معي، فإنا لم أقرر عدم تمثيل المنتخب العراقي، كما زعموا، لكنهم أرادوا أن أبتعد عن تمثيل العراق لأسباب يعرفها القاصي والداني في الوسط الرياضي العراقي.”
وأشار الماجدي الى دور الأولمبية العراقية ووزارة الشباب والرياضة قائلاً: إن “اللجنة الأولمبية حاولت دعم مسيرتي بالوصول الى أعلى الدرجات، وجرى الاتفاق على ذلك، كما أن وزارة الشباب أيضاً كانت داعمة لي من خلال اتصال وزير الشباب والرياضة السيد أحمد المبرقع معي أكثر من مرة خلال مشاركاتي في البطولات، لكن -كما قلت مسبقاً- إن الاتحاد لم يكن يريد وجودي ضمن صفوف المنتخب العراقي لغايات معروفة.”
المسابقات الأميركية
وعن مسيرته الحالية في المسابقات الأميركية بالملاكمة للمحترفين قال الماجدي: “بعد فوزي ببطولة تكساس الأخيرة، ان شاء الله سوف أمثل تكساس في بطولة أميركا الشهر المقبل، التي ستقام في مدينة (ديترويت)، وهذه أهم بطولة في أميركا اسمها (كولدن كلاس) أو (القفاز الذهبي)، وعمر البطولة أكثر من 88 سنة.”
الماجدي ختتم حديثه قائلاً: “الحقيقة أني كنت أتمنى أن أمثل المنتخب الوطني العراقي في البطولات الخارجية والحصول على المراكز الأولى، بل كان أملي الأكبر أن أشارك في أولمبياد باريس 2024 لكي أرفع العلم العراقي هناك، لكن قدّر الله وما شاء فعل، الأمور سارت عكس التيار من خلال التخبط وعدم الجدية معي من قبل اتحاد الملاكمة الذي كان يضع العراقيل أمام مسيرتي في هذه اللعبة التي تألقت فيها منذ الصغر، ولاسيما أني مازلت في مقتبل العمر وباستطاعتي تحقيق الحلم الأولمبي للعراق.”