بلا دعم ولا موازنة اتحادات جديدة تستقطب الشباب وتحقق إنجازات رياضية

167

بغداد/ الشبكة العراقية/
تمثل الرياضة متنفساً كبيراً للشباب، فهي تساعد في تنمية مواهبهم وتستوعب طاقاتهم. وقد نجحت الرياضة في إبعاد الشباب عن مخاطر الأفكار المتطرفة والجريمة المنظمة والمخدرات. وخلال السنتين الأخيرتين برزت تشكيلات جديدة من الاتحادات الرياضية العراقية، احتوت الشباب العراقي من جميع الأعمار،
فقد تشكل أكثر من15 اتحاداً شاركت في بطولات خارجية وحققت الإنجاز للبلد. وقد أنفق قادة هذه الاتحادات من جيوبهم الخاصة على متطلبات هذه الاتحادات، كما جرى الاعتراف بهذه الاتحادات دولياً وآسيوياً، والدليل على ذلك هي النتائج المميزة التي تحققت في المسابقات الخارجية، إلا أن الأولمبية العراقية وضعت العراقيل أمام هذه الاتحادات الــ15 من خلال قرارات غير منطقية وضعتها أمامها، ولاسيما تخصيصها ميزانية سنوية لا تتجاوز الــ100 مليون دينار لكل اتحاد، لا تصرف لهم إلا إذا طبقوا الشروط التي وضعتها الأولمبية، عندها يكون الصرف، لكن بعد إقرار ميزانية الدولة..
الدعم المالي
تعاني هذه الاتحادات كثيراً بسبب غياب الدعم المخصص لها، لا من وزارة الشباب ولا من اللجنة الأولمبية، وإنما تعتمد هذه الاتحادات خلال مشاركاتها الخارجية على الصرف من جيوب أعضاء الاتحاد! لقد حققت هذه الألعاب مراكز متقدمة في بطولات آسيا والعالم برغم حداثتها، بل إنها تفوقت على اتحادات قديمة تصرف لها ميزانيات كبيرة. هذه الاتحادات تشمل: الهجن، الباهيوث، كرة القدم الطائرة الشاطئية، كرة السرعة، الملاكمة السومرية، الرياضات الإلكترونية، الباغوت، الكبادي، الجيت كون دو، رياضة mma، السيارات الاستعراضية، الألعاب المصغرة سوكا، فاقدي الأطراف، السيارات والدراجات النارية، ميني فت تبول.
ملاعب ومقار
غالبية هذه الاتحادات، وربما جميعها، تمتلك ملاعب ومقار خاصة بها، مع أن اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، بدلاً من دعم هذه الاتحادات لكونها رفعت اسم العراق في البطولات العالمية، بدأت تضع العراقيل أمام مسيرتها بل حتى محاولة إلغائها.
الرياضة مفصل مهم وحيوي
يقول (علي جاسم)، أحد أعضاء الإدارات إن “الألعاب الرياضية الجديدة التي دخلت العراق موجودة في جميع بلدان العالم، وقد تألقت ألعابنا برغم حداثتها، فقد شاركنا في البطولات الخارجية من أجل رفع اسم العراق عالياً في المحافل الخارجية، ونجحنا في ذلك، مع أن مشاركاتنا كانت من جيوبنا الخاصة، دون أي دعم من الجهات الرياضية العليا، بل إن التهميش كان هو العنوان، لقد وضعوا شروطاً من أجل الاعتراف بهذه الاتحادات، من ضمنها توفر المقار والملاعب، ونحن نمتلكها. المثير للدهشة إن هنالك بعض الاتحادات الأولمبية لا تمتلك مقار أو ملاعب، بينما ميزانياتها تعادل ميزانية بلد. إن تشكيل هذه الاتحادات مفرح جداً من أجل احتضان الشباب العراقي، إذ ينضم آلاف الشباب ضمن تشكيلات هذه الاتحادات، وهذا الأمر مفرح طبعاً، إذ إن الانشغال بالرياضة أفضل من لجوء الشباب الى تعاطي المخدرات والبحث عن المشكلات، وغيرها من الأمور التي تنحدر بالشباب العراقي نحو الهاوية، لأن الرياضة هي المفصل الحيوي المهم في كل بلد.”
انعدام الاهتمام
فيما قال لاعب منتخب كرة القدم الشاطئية (حسين علوان): “منذ أكثر من سنتين ونحن نمارس اللعبة، شاركنا في بطولات خارجية عدة حققنا فيها أروع النتائج، برغم حداثة اللعبة في العراق، وقد ضم المنتخب مجموعة مميزة من المواهب، بل إن الاتحاد عمل على استقطاب المواهب الشبابية لمختلف الأعمار، وهذا طبعاً يصب في مصلحة الرياضة العراقية، كما انه مهم في احتضان الشباب لممارسة الرياضة، ومن أجل الابتعاد عن كل ما هو غير مفيد للشباب العراقي. كنا نتمنى أن تحتضن الوزارة والأولمبية هذه الألعاب وتدعمها، لكنهم بدلاً عن ذلك فضلوا رياضة على أخرى، فجميع الألعاب الرياضية تسعى الى إعلاء شأن الرياضة العراقية، لكن التفرقة وعدم الاهتمام بالألعاب الــ15 كانا واضحين من قبل القائمين على الرياضة العراقية. أملنا كبير في تدارس هذا الأمر من قبل المعنيين، ودعم هذه الاتحادات التي يسعى القائمون عليها الى إعلاء شان رياضتنا التي ابتليت باللامبالين الذين لا يريدون الخير للرياضة العراقية.”
لابد من دعم الاتحادات الــ15
كما تحدث مدرب كرة السرعة جاسم محمد قائلاً: “الحقيقة وبدون مجاملة، أن هذه الاتحادات أفضل بكثير من الاتحادات الأولمبية، من حيث تحقيقها النتائج الجيدة في البطولات الخارجية، وقادة الرياضة يعلمون بذلك علم اليقين، إذ إن غالبية الاتحادات الجديدة تمتلك مقار وملاعب أفضل من مقار الاتحادات الأولمبية، بل إنها تمتلك قاعدة رصينة من المواهب في الفئات العمرية جميعاً، لكن ما يعرقل عمل هذه الاتحادات هو عدم وجود الدعم المادي، إذ لم تصرف الوزارة ولا الاولمبية فلساً واحداً لدعم الاتحادات خلال المشاركات الخارجية، وذلك بحجة انتظار الموازنة، علماً بأن غالبية الاتحادات لديها استحقاقات خارجية، فمن أين لها أن تشارك إذا كان الدعم صفراً! هذه الاتحادات الـ 15 تضم الآلاف من الشباب الذين يمارسون الرياضة، وهي حالة رائعة، لكنهم بدلاً من دعم هؤلاء الشباب يريدون إقصاء تلك الألعاب، إنه أمر محير حقاً، أتمنى على اللجنة الأولمبية أن تدعم هذه الاتحادات، لكونها تعمل من أجل رفع مكانة الرياضة العراقية.”