رغم أهميتها.. الفرق العراقية لا تعتمد الانظمة الغذائية

329

احمد رحيم نعمة /

تطبيق النظام الغذائي في حياة الرياضي، عنصر مهم لأجل إكمال جاهزيته البدنية وإعداده السليم، فهو يمنح الرياضي الديمومة في ممارسة رياضته بصحة جيدة ولياقة عالية
وتؤهله لتقديم أفضل المستويات.
يشكل الغذاء الرياضي برنامجاً أساسياً لكل الفرق الرياضية، ولاسيما لاعبي المنتخبات الوطنية بهدف خلق رياضي مؤهل بدنياً وصحياً لخوض التدريبات القاسية او المباريات الصعبة.
كما يشكل البناء الجسماني للاعب فارقاً أساسياً في حسم النتائج بمختلف الألعاب الفردية والجماعية.
ومع كل هذه الأهمية التي يحظى بها هذا النظام فإن الرياضي العراقي بعيد تماماً عن ذلك، إذ يخضع غذاؤه الى مزاجه وما يتناوله من أطعمة يحب تذوقها بغض النظر عن أهميتها او تأثيرها الصحي سلباً أو إيجاباً.
بين الرياضي العراقي والأجنبي
يقول الدكتور علي قاسم -اختصاص الطب الرياضي- :لا شك في أن تطبيق النظام الغذائي بالنسبة للرياضيين أمر في غاية الأهمية من أجل الصحة الجيدة والحفاظ على لياقتهم وتكوينهم الجسدي، لهذا فإن العديد من المتابعين يتساءلون لماذا يبقى اللاعب العالمي محافظاً على لياقته البدنية ومستواه داخل الملعب بالرغم من تقدمه في السن، الجواب هو أن معظم رياضيي العالم يتبعون نظاماً غذائياً صارماً كانت نتائجه البقاء فترة طويلة في الملاعب، بينما غالبية لاعبينا لم يطبقوا هذا النظام الغذائي المتبع.
ويؤكد قاسم أن النظام الغذائي مهم جدا في حياة الرياضي، لأن تغذية الرياضيين لاتختلف كثيرا عن تغذية أي إنسان يريد التمتع بصحة وقوة، فاتباع النظام الغذائي بصورة متوازنة يكون ضروريا جدا للاعبين من أجل الحفاظ على قوة الجسم والصحة الكاملة بالدرجة الأساس، لأن الرياضي عندما يتبع النظام الغذائي الصحيح لابد أولا من استشارة الطبيب المختص، من أجل مساعدته في وضع النظام الغذائي الذي يناسبه وحسب اللعبة التي يمارسها، ولاسيما أن غالبية منتخباتنا الوطنية للألعاب المختلفة تفتقر الى كوادر طبية متخصصة بالتغذية.
برنامج غذائي
من ناحيته، يشدد المدرب علي صابر على أهمية التغذية في حياة الرياضي، ولاسيما عندما يتبع النظام الغذائي الذي يصفه له الطبيب الاختصاصي، لافتاً الى أنه في زمنه لم يكن هنالك نظام للغذاء، لكن اللاعب حينها كان يعرف ماذا يأكل من اجل المحافظة على لياقة جسمه، بالنسبة لي كنت أحد لاعبي فريق نادي الجيش ومثلت المنتخب العسكري لكرة القدم، حينها حافظت على صحتي ولياقتي البدنية من خلال تناول وجبات متنوعة من الغذاء، لذا ظل عطائي كبيراً داخل الملعب، ومع تقدم عمري مازلت أتبع نظاماً غذائياً يناسبني من أجل الصحة والمحافظة على لياقة جسمي، فالنظام الغذائي لابد من اتباعه لجميع الرياضيين.
وأكد على أهمية وجود طبيب متخصص بالتغذية في جميع المنتخبات العراقية، من أجل لياقة اللاعب وصحته وبقائه فترة أطول في الملاعب، هذا الإجراء أعتقد لم يطبق في بعض الألعاب الرياضية، لذلك نجد الانتكاسات المتتالية لرياضتنا في البطولات الخارجية، ولاسيما البطولات الأولمبية التي لم نحقق فيها شيئاً منذ فترة طويلة، بل لم نحقق وساماً أولمبياً آخر بعد وسام عبد الواحد عزيز قبل نصف قرن!
وأعرب عن تمنياته أن يخطف رياضيونا الأوسمة الأولمبية، لكن هذا لن يحصل بدون تخطيط صحيح.
لا جدال في أهمية التغذية الرياضية
ويقول المدرب حسن أحمد: إن تطبيق النظام الغذائي بالنسبة للاعبين شيء مهم للغاية، فعلى سبيل المثال اللاعبون الأجانب نشاهدهم يتمتعون بلياقة بدنية عالية وأجسامهم مميزة ويستطيعون تقديم أفضل العروض في المباريات، وحتى اللاعبون في الألعاب المختلفة نلاحظ مدى قدرتهم على خطف المراكز الأولى في البطولات، يأتي ذلك بفضل التنظيم الغذائي الذي اتبعوه منذ دخولهم عالم الرياضة.
وأشار الى أن الأندية العراقية التي تمتلك المال يمكنها أن توفر للاعبيها الغذاء الجيد وحسب إرشادات الطبيب المسؤول في النادي، بينما في الأندية الأخرى لايوجد هذا الشيء بسبب العوز المالي في النادي، ولا يوجد لديها طبيب متخصص في الجانب الغذائي، ما يجعل اللاعبين بعيدين عن التنظيم الغذائي، وهذا الأمر –طبعاً- يؤثر على لياقة اللاعب داخل الملعب، عموماً الجانب الغذائي من أهم العناصر في نجاح الرياضي وتألقه.
لايوجد أي تنظيم غذائي
أما المدرب اسماعيل محمد فقال: أي تنظيم غذائي هذا!! في رياضتنا العراقية اللاعب هو الذي ينظم ويجبر نفسه على التنظيم الغذائي حسب الوجبات، فالأندية لاتمتلك الأطباء الاختصاص في الجانب الغذائي، وحتى المنتخبات الوطنية العراقية أيضا لايوجد فيها أطباء، إلا ماندر.
وأوضح أن الجانب الغذائي في رياضتنا لم يطبق بالشكل الصحيح، لذلك نجد أن اللاعب اذا ما تعرض للإصابة يبتعد كلياً عن الملاعب بسبب بنيته الضعيفة لأنه لم يلتزم بالنظام الغذائي، إضافة الى ذلك فإن اللاعب العراقي أصبح غير قادر على تكملة مباراة بشوطين بسبب ضعف اللياقة والتغذية غير الصحيحة، لذا شاهدنا الانتكاسات التي حصلت لمنتخباتنا الوطنية خلال الفترة الماضية. ودعا الى وضع برنامج خاص للاعبي المنتخبات الوطنية، حالهم حال لاعبي الدول الأخرى الذين تعودوا على النظام الغذائي واللياقة البدنية اللذين يشكلان أساس اللاعب، ولو فقد اللاعب واحداً منهما يصبح عاجزا عن تقديم أي شيء داخل الملعب.
(لفة فلافل)!
فيما قال المتابع الرياضي كريم محمد: إن النظام الغذائي المتبع للرياضيين في بلدنا هو (لفة فلافل والحك ربعك)! لا ننكر أن بعض اللاعبين طبقوا النظام الغذائي، لكن الأكثرية لا يعرفون ما هو التنظيم! لذلك نجد أن غالبية منتخباتنا الوطنية -وللألعاب جميعاً- أخفقت في البطولات بسبب عدم المحافظة على الجسم من خلال التنظيم الغذائي ونقص اللياقة البدنية التي تأتي من قوة الجسم، فغالبية لاعبي العالم يتبعون النظام الغذائي الذي يجعلهم في ديمومة كاملة، فعلى سبيل المثال اللاعب رونالدو الذي يتبع نظاماً غذائياً محدداً كانت حصيلته عضلات قوية ولياقة بدنية عالية، فبالرغم من تقدمه في السن، لكنه مازال في صدارة هدافي العالم، بينما لاعبونا الذين بعمر رونالدو اعتزلوا الكرة مبكراً، بل أصبح البعض منهم إداريين ومدربين، والسبب يعود الى عدم وجود نظام غذائي للاعبينا. والحال اليوم أيضاً يسري على لاعبينا الموجودين الذين يلعبون في المنتخبات، إذ أن غالبيتهم لايمتلكون اللياقة البدنية بسبب عدم تنظيمهم للجانب الغذائي، الذي هو أهم شيء في حياة الرياضي.