في بطولة غرب آسيا بكرة القدم نتائج مخزية للناشئات.. تخبط وأداء كارثي

242

بغداد / أميرة الزبيدي/
إنه لأمر محزن وأنت تشاهد لاعبات صغيرات في السن يمثلن منتخب العراق تتلاعب بهن لاعبات فرق كانت كلها تخشى مواجهة العراق. وبالطبع فإن اتحاد الكرة العراقي عندما أقدم على تشكيل فرق الفئات العمرية لكرة القدم كان يسير في الاتجاه الصحيح، فالمنتخب العراقي الأول لكرة القدم للساحات المكشوفة للسيدات يضم عدداً من اللاعبات اللواتي يمتزن بارتفاع مستواهن، وقدمن عروضاً رائعة في البطولات الخارجية،
كثير من لاعباتنا احترفن في أندية خارجية معروفة، ونحن بالتأكيد بحاجة إلى فرق عمرية تديم هذا المنتخب وتدعمه بالمواهب، لكن قرار المشاركة بزج لاعبات يفتقدن القدرة على التعامل مع الكرة أمر كارثي وتخبط يسأل عنه من شكل الفريق وقرر زجّه في مغامرة خاسرة، لأن اللاعبات لم يكنّ مهيّآت بالشكل الصحيح، نظراً للفترة القصيرة التي شكل فيها الفريق.
عن أسباب خسارة منتخب الناشئات في بطولة غرب آسيا استطلعت “الشبكة” آراء عدد من الشخصيات الرياضية العراقية.
مشاركة من أجل الاحتكاك
مشرف المنتخب النسوي العراقي الدكتور علي عباس قال: إن “النتائج كانت متوقعة من قبلنا نظراً لحداثة تشكيل منتخب الناشئات، وهذه هي أول مشاركة خارجية لهذه الفئة، والهدف من هذه المشاركة كان من أجل الاحتكاك واكتساب الخبرة، ولاسيما أن المنتخبات المشاركة هي من أقوى الفرق النسوية الآسيوية.”
وأضاف أن “منتخب الناشئات فيه العديد من المواهب التي سيكون لها شأن كبير مستقبلاً، فنحن نسعى من أجل إعدادِ المنتخب لاستحقاقات أخرى، ونواصل جهودنا الحثيثة لتأكيد قُدراتنا، كما أن لاعباتنا سيكنّ جيل المستقبل المقبل في الساحات المكشوفة، ولاسيما أن الدوري النسوي الخاص بالساحات المكشوفة سينطلق قريباً، وهو أول دوري نسوي تشارك فيه عشرة أندية، وهو عمل جيد للّجنة النسوية.”
منتخب الناشئات يحتاج إلى جهود كبيرة
فيما قال المدرب علي كاظم: “إنها إخفاقة متوقعة للجميع، كان الأجدر باتحاد الكرة عدم المشاركة في البطولة نظراً لقوة المنتخبات المشاركة، فالمنتخب العراقي شُكل حديثاً ولم تتجانس اللاعبات فيما بينهن، لذلك كانت النتائج (مخزية)، 19 هدفاً في أربع مباريات لم نسجل أي هدف فيها، إنه أمر محزن للغاية ونحن نشاهد لاعبات المنتخبات الأخرى يتلاعبن بلاعباتنا.”
نعلم جيداً أن المنتخب النسوي يشارك لأول مرة، لكن لم نكن نتوقع هذا المستوى (المخزي) الذي ظهر عليه الفريق في مبارياته الأربع، فالمدرب المسؤول لم تكن له أية بصمة على الفريق، فلا وجود للهجوم، بل إننا لم نر أية لاعبة تسدد ولو كرة واحدة على مرمى الفريق الخصم، مع ضياع كامل للفريق، الحقيقة أنه كان ينبغي الاحتكاك عبر مباريات ودية لنعرف الخط البياني للفريق قبل زجه في بطولة رسمية مع فرق تفوقه إعداداً وخبرة.
وسؤالنا هو: أين هي المواهب الكروية النسوية التي يزخر بها العراق؟ لماذا لم يتَح لها الانضمام إلى المنتخب وصقلها قبل خوض مغامرة غير محسوبة؟
أعذار وتبريرات
اما المدرب جابر محمد فقال: “نتائج غير ملبية للطموح، ومشاركة لا أعرف الغاية منها.. 19 هدفاً تدخل مرمانا، رقم صعب في عالم كره القدم، فالمنتخب جرى تشكيله قبل شهر واحد، فماذا كنا نتوقع أن يحقق من نتائج؟ ودوري نسوي لم يرَ النور لكي نكتشف المواهب التي تستحق تمثيل العراق، فالمشاركة كانت خطأ جسيماً. وكالعادة بعد البطولة فقد انطلقت الأعذار والتبريرات وغيرها من الكلام غير المجدي، نحن لسنا ضد تشكيل فريق من اللاعبات، لكن ضد هذا التخبط والاختيارات الخاطئة، والمنتخب بهذا المستوى لن يستطيع أن ينهض من جديد، بل يجب أن يحل لكي يبنى من جديد، بكادر تدريبي لا يجامل على حساب اسم وسمعة العراق. لقد رأينا بعض اللاعبات غير الجديرات بتمثيل المنتخب، ومن الواضح أن هناك مجاملات في ضم بعض اللاعبات اللائي لا يعرفن حتى أبجديات الكرة.”
إن كرة القدم أصبحت علماً وفناً، 19هدفاً في مرمى منتخبنا النسوي في بطولة غرب آسيا للناشئات مسألة صادمة تحتاج إلى وقفة جادة من قبل ذوي الاختصاص عن جدوى المشاركة في بطولة أساءت لسمعة الكرة العراقية بشكل عام.
التاريخ لا يرحم
إلى ذلك.. تحدث المدرب محمد عبد الصاحب قائلاً: “في عام 1999 كنت أول مدرب للمنتخب النسوي العراقي المشارك في بطولة غرب آسيا، وكانت نتائجنا غير جيده، وذلك لعدم وجود بنيه تحتيه لكرة القدم النسوية العراقية، وعند عودتنا قدمت مقترحاً إلى الاتحاد العراقي المركزي ولجنة الخماسي واللجنة النسوية، بتشكيل فرق نسوية للفئات العمرية، وتشكيل فرق نسوية إجبارية في الأندية، مع ادخال مادة كرة قدم النسوية في كلية التربية الرياضية، ومنذ ذاك اليوم ولغاية الآن لا يوجد لدينا فريق نسوي للناشئات مثلما موجود في دول المنطقة، والمنتخب الذي شارك مؤخراً في بطولة غرب آسيا كان ضعيفاً للغاية، وكان الأجدر عدم المشاركة نظراً للفترة القليلة التي شكل فيها، فالتاريخ يدون النتائج لكنه لا يرحم.”