كورونا يكشف عن مواهب اخرى لدى اللاعبين

778

#خليك_بالبيت

إعداد: مجلة الشبكة /

بعدما فرض فيروس كورونا شللاً شبه كامل على الرياضة العالمية، وجد الآلاف من لاعبي كرة القدم أنفسهم في العزل الطوعي أو الإلزامي، ما يتطلب منهم بذل جهد إضافي للحفاظ على لياقتهم البدنية وتوقدهم الذهني.
يمضي الألماني سامي خضيرة لاعب يوفنتوس الإيطالي وقته في تعلم العزف على البيانو، بينما يراجع مواطنه روبن غوزنس لاعب أتالانتا الدروس لامتحانات علم النفس، كما تتنافس الأندية الإسبانية في دورة ألعاب إلكترونية. كل هذا نتيجة العزل الصحي بسبب فيروس كورونا المستجد الذي فرض آثاره على حياة لاعبي كرة القدم، وبات يهدّد بتداعيات على الصعيدين البدني والذهني.
ويقول ايمانويل أورهان، المدير الطبي في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم: على الجميع أن يكونوا جاهزين لاستئناف التمارين ما إن تأذن السلطات الصحية بذلك.
لكن هذا الموعد يبدو علامة الاستفهام الأكبر، إذ إن الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص في العالم، جمّد النشاطات الرياضية لآجال غير معروفة، ودفع لفرض قيود واسعة على حركة التنقل والسفر، منها إجراءات عزل منزلي والامر يطال نحو مليار شخص حول العالم.
قضاء الإجازة الصيفية
وبالنسبة إلى لاعبي كرة القدم، فإن عدم معرفة موعد العودة إلى المستطيل الأخضر يضعهم دائماً في حالة تأهب، فقد تعود عجلة الدوريات إلى الدوران بعد أسابيع، وعلى الأندية أن تكون جاهزة، لا سيما أن الموسم الكروي وصل قبل تعليقه، إلى مراحل قريبة من خط النهاية.
ويقول لاعب نادي برايتون الإنكليزي غلين موراي: قد يحتاج اللاعبون إلى أخذ إجازاتهم الصيفية الآن. وقد ننهي موسم 2019-2020 ونبدأ موسم 2020-2021 بشكل فوري دون إجازة على الإطلاق. ويتطلب هذا الوضع من مدربي اللياقة البدنية تحضير برامج أسبوعية وتمارين فردية وشرحها للاعبين عبر الإنترنت والتواصل بتقنية الفيديو. ويوضح المدير الطبي لنادي ريال بيتيس الإسباني خوسيه مانويل ألفاريز: أعطينا كل لاعب من لاعبينا الإرشادات اللازمة، حتى الغذائية والطبية.
وقال ألفاريز: “يدرك اللاعبون أنه إذا لم يقوموا بعملهم، سيجدون أنفسهم في وضع غير مؤاتٍ بالمقارنة مع زملائهم عندما يعاودون التمارين”. وليس أمام اللاعبين أيّ عذر للامتناع عن مزاولة التمارين، إذ إن منازل معظمهم تضم صالات مخصصة لذلك. وفي حال لم تكن متوافرة، عمدت إدارات أندية إلى توفيرها لهم في هذه الفترة. ويوضح رئيس نادي مرسيليا الفرنسي جاك هنري إيرود، أن اللياقة البدنية للاعبين دقيقة ومعقّدة ومتطورة تتطلّب صيانة يومية تقريباً.
حصص تدريبية افتراضية
عمدت بعض الأندية، ومنها بايرن ميونيخ بطل ألمانيا في المواسم السبعة الأخيرة، إلى إقامة حصص تدريبية افتراضية عبر الإنترنت، يشارك فيها كل اللاعبين عبر الفيديو. وفي فرنسا، طلب نادي ليون من لاعبيه الاستراحة حتى 24 آذار/مارس، بينما لجأ أتلتيكو مدريد الإسباني الى إجراء تدريب تكتيكي من خلال اجتماعات عبر الفيديو بين اللاعبين والمدربين للبقاء في جو اللعبة.
ويبدو نادي العاصمة الإسبانية صارماً في النظام الغذائي أيضاً. وأسوة بغالبية الأندية، يسلّم لاعبيه وجبات معدة خصيصاً، مع منحهم بعض الخيارات. ويتناول كل اللاعبين الغداء والعشاء في الوقت عينه. لكن الانضباط الذاتي ليس سهلاً على الجميع.
ويقول الإنكليزي غوناثان برانت، وكيل الويلزي غاريث بايل لاعب ريال مدريد الاسباني: “بالطبع بعض اللاعبين أفضل من غيرهم في التعامل مع المسألة. اللاعبون هم بشر أيضاً وحالياً يشعرون بالإحباط الشديد”.
الظروف الشخصية تحكم على الوضع الراهن. فالعزل المنزلي قد يوفّر للاعبين فرصة تمضية وقت أطول مع عائلاتهم، لكن في حالات أخرى، قد يجعل ذلك أمراً بعيد المنال.
لاعبون حُرموا من الذهاب لديارهم
وعلى سبيل المثال، حُرم البلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم إنتر الإيطالي من رؤية والدته كونها تعاني من مرض السكري، نظراً لأن “كوفيد -19” يمثل خطورة أكبر على المسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. أما الصربي لوكا يوفيتش لاعب ريال مدريد، فخرق قوانين العزل بعد عودته إلى بلاده، وشوهد وهو يحتفل ويتنزه مع صديقته.
ويعلّق غلين موراي لاعب برايتون: “بعض اللاعبين الأجانب حُرموا من فرصة الذهاب إلى ديارهم. إنه أمر صعب جداً بالنسبة لهم”. ويبدي اللاعب البالغ 36 عاماً، وبات على مشارف نهاية مسيرته، أسفه على الوقت الضائع حالياً، مؤكدا أن ما يمر به جعله “أكثر إصراراً على اللعب لأطول فترة ممكنة”.