مدرب الكرخ حسن أحمد..الدوري تراجع.. لكنه مازال منتجاً للمواهب

521

حوار/ أميرة الزبيدي /

نجح مع معظم الأندية التي أشرف على تدريبها، وقاد منتخبي ناشئة وشباب العراق في البطولات العربية والآسيوية، وحقق معهما نجاحاً باهراً، إنه المدرب حسن أحمد، الذي تألق قبل موسمين مع نادي النفط، وكاد أن يخطف دوري الكرة، وفي هذا الموسم قاد الكرة الكرخية بفريق شبابي ليحقق معهم أفضل النتائج .. عن مسيرته التدريبية وواقع وشجون الكرة فتحنا حديثاً مع هذا المدرب المتألق فكان هذا الحوار:
*ما سبب اختيارك لنادي الكرخ برغم العروض التي قدمت لك من أندية معروفة؟
ـ نادي الكرخ اسم كبير في الأندية العراقية، وصاحب بطولات وإنجازات، فقد مثل الفريق -في سنوات سابقة- خيرة اللاعبين العراقيين، كما أشرف على تدريبه العديد من المدربين المعروفين، وأنا بطبعي أعشق التحدي، فعندما عرض علي تدريب الكرخ كان الفريق هذا الموسم في المراتب الأخيرة ويحتاج الى الكثير، مع ذلك وافقت على العرض الذي قدم لي من نادي الكرخ، وأنا سعيد بوجودي في النادي مع لاعبين شباب يمكن أن يتطوروا ويصبحوا من الأعمدة الأساسية في المنتخبات الوطنية.
تقدم في نتائج الكرخ
*نتائجكم بين المد والجزر.. ما سبب ذلك؟
ـ تسلمت الفريق قبل الدور التاسع، حين كان خاسراً في أربع مباريات، ومتعادلاً في خمس، ومنذ تسلمي المهمة حققنا الفوز في مباراتين ببطولة الكأس على الميناء في البصرة، وعلى نادي ديالى، وصعد الفريق الى دور الثمانية، لقد عملنا مع الفريق على تكملة مشوار المدرب رزاق فرحان، لأن الكابتن لم تكن لديه فترة كافية لإعداد الفريق، وجئنا نحن لإعداد الفريق بالشكل الأمثل، الآن وضع الفريق جيد بشكل عام، النتائج لن تأتي بين يوم وليلة، إنما من خلال الجهد والعمل، وفترة التوقف كانت فرصة للفريق من أجل رفع جاهزية اللاعبين، إضافة الى إجراء مباريات تجريبية، وأخذ فكرة عن كل اللاعبين، إن شاء الله الفريق يبشر بخير.
*رأيك بمستوى الدوري هذا الموسم؟
ـ أعتقد أن مستوى الدوري للموسم الماضي كان أفضل من هذا الموسم، إذ كان مستقراً أكثر، أنا ضد من يقول إن الدوري العراقي ليس قوياً، والدليل أن غالبية لاعبي المنتخب هم من الدوري، وقد قدم اللاعبون المشاركون في الدوري مستويات جيدة خلال مشاركتهم مع المنتخب.
*هل أنت مع تنزيل أربعة فرق؟ ولماذا هذا القرار الذي سيظلم الكثير من الأندية؟
ـ أنا ضد مبدأ تنزيل أربعة فرق، الدوري العراقي دوري محافظات، وهي تمتلك جماهير غفيرة، ولا يمكن أن نبخس حق أندية المحافظات التي تمتلك شعبية كبيرة، فبرغم العوز المادي لأنديتها، لكنها تلعب وتقدم مستويات جيدة وتحقق نتائج لافتة، وليس من الممكن تقليص عدد الفرق بحجة أنه كلما يكثر عدد الأندية ينخفض المستوى، بالعكس، إذ نرى في الدوري الإسباني 20 فريقاً والإنكليزي 20 أيضاً، انا أرى أن 20 فريقاً عدد مناسب، فإذا أردنا أن نحسن إداء الأندية فعلينا دعمها مع وضع شروط تحققها الأندية.
المواهب تبحث عن فرصتها
*ما سبب شحة المواهب في ملاعبنا؟
ـ بالعكس، المواهب موجودة في ملاعبنا، لكن يجب تنظيم دوري الفئات العمرية وأن يكون بشكل علمي ومتدرج وفق مناهج تطويرية مستقبلية في سبيل ظهور المواهب، فالمواهب تكتشف من خلال المنافسة، الموهبة تحتاج التنافس، يعني دوري فيه تنافس من أجل إظهار مواهبهم من خلال الاحتكاك، لكن هذا غير موجود، برغم وجود المواهب بكثرة في العراق.
*هل سيبقى الكرخ في الدوري؟
ـ بكل ثقة، الكرخ باق ضمن فرق الدوري الممتاز، لأنه فريق عريق يمتلك اسماً وإدارة جيدة متمثلة بالسيد شرار حيدر وباقي أعضاء الإدارة، إضافة الى الموقع الجميل في وسط بغداد الكرخ، أكيد أن هذا النادي هو لكل العراق، أنا أقول إن هذا النادي –فنياً- باقٍ في الدوري.
* برأيك.. ما سبب انتكاسة الكرة العراقية؟ هل هو المدرب أم تخبط الاتحاد؟
ـ منظومة كرة القدم لا تعمل بالشكل الصحيح، وتغييب البعض من الخبراء والأكاديميين الذين من الممكن أن يضعوا برامج مستقبلية له أثره على هذا التراجع، نحن نعمل بالقرار الانفرادي، يتخذه شخص أو اثنان ويعمم على الباقين فيوافقون عليه، كرة القدم لاتدار بهذا الشكل، فهي جانب فني وعلمي وأكاديمي وخبرة، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب غير موجود، أنا أقول إن الخلل ليس في المدرب وحده، وإنما في منظومة كرة القدم.
حرب ضد المدرب المحلي
* ماسبب عدم الاعتراف بالمدرب المحلي من قبل الاتحاد؟
ـ في الآونة الأخيرة حورب المدرب المحلي من خلال المواقع، الآن بدأنا نتاثر بالفيسبوك، وما يطرح في بعض المواقع التي تستفيد من المدرب الأجنبي والسماسرة، التي تريد أن تقضي على المدرب المحلي في سبيل استقطاب الأموال والاستفادة، ليس إلا.
*حسب رايك.. لماذا تراجع مستوى اللاعب العراقي؟
ـ مستوى اللاعب المحلي جيد، لكن عملية التدريب قد يكون فيها خلل، بسبب بعض المدربين الذين لايمتلكون الخبرة العملية، حالياً نجد أن كل مدرب يريد أن يدرب في الدوري الممتاز، لكن المدرب ينبغي أن يحدد بعمر تدريبي، وأن يتسلح بالشهادات التدريبية وثقافة تدريب كرة القدم.. هذا غير موجود الآن.
*متى تعود الكرة العراقية إلى أمجادها ومن يعيدها؟
ـ إن شاء الله تعود الكرة العراقية الى سابق عهدها، كرتنا لها تاريخ وبطولات وإنجازات، أكيد نحتاج الى مسؤولين مخلصين يقودون الرياضة العراقية ويخططون ويضعون كل شخص في المكان المناسب حسب خبرته، وأن تكون العدالة والمساواة موجودتين بين الجميع، فمن يخدم البلد ومن يمتاز، هو الذي يأخذ دوره، بالتأكيد ستعود الكروة العراقية، أما ما يحصل اليوم، أقول من الصعوبة أن نتقدم، وستنتكس حتى فرق الأندية، الآن المنتخبات التي نتعادل معها في المرة المقبلة ستفوز علينا -بدون شك- والدليل لبنان أو سوريا لم نستطع الفوز عليهما، بينما في السابق كان عبورهما أمراً عادياً وطبيعياً.