منتخباتنا الوطنية.. بين التأرجح وضربات الترجيح!

1٬060

 أحمد رحيم نعمة/

لسنوات طوال، كان المنتخب الوطني هو الفريق صاحب الكعب المعلّى في حسم نتيجة أية مباراة تصل إلى الضربات الترجيحية، لاعبون ماهرون في تسديد الركلات وحراس مرمى على قدر عال من الشجاعة والمهارة والثقة بالنفس لطالما حسموا ضربات الترجيح لصالح العراق.

نتذكر أسماء كبيرة مثل رعد حمودي الذي قاد العراق للفوز ببطولة العالم العسكرية عام 1977 وفتاح نصيف الذي انتزع الكأس من قطر في بطولة الخليج العربي بعد أن تصدى لأكثر من كرة، وظل العراق مدرسة لأبرع الحراس حتى جيل نور صبري الذي نجح في أكثر من مناسبة في حسم ركلات الجزاء لصالح العراق.

السنوات القليلة الماضية بات العراقيون يخشون ركلات الجزاء بعد أن خرجوا من بطولات عديدة بسببها نذكر منها نصف نهائي خليجي 23 أمام المنتخب الإماراتي بركلات الحظ، تبعه المنتخب الأولمبي عندما خرج هو الآخر بركلات الترجيح أمام الأولمبي الفيتنامي أيضاً في نصف النهائي.
“الشبكة” التقت عدداً من المدربين واللاعبين وناقشت معهم الأسباب التي أدت لفشل منتخابتنا في حسم المباريات بركلات الجزاء ما أدى إلى خروجها من بطولات كانت الأقرب للفوز بها.

الحالة النفسية غير مستقرة

حسن أحمد، مدرب فريق نادي النفط الذي اختير مؤخراً كأفضل مدرب محلي لعام 2017، قال: إن الحالة النفسية للّاعب الذي ينفذ ركلة الجزاء هي التي تحسم الأمر، فإذا كانت حالته النفسية مهزوزة فإنه بلا شك سيضيع الركلة حتى وإن كان المرمى خالياً من الحارس، حيث ينظر اللاعب إلى المرمى أثناء التنفيذ فيجده صغيراً جداً وتتهاوى منه الكرة، بينما إذا كان اللاعب في حالة نفسية مستقرة فإنه يكون قادراً على إحراز الهدف بكل بساطة، وقد شاهدنا الكثير من نجوم الكرة العالمية وهم يضيعون ركلة الجزاء، عموماً الحالة النفسية للّاعب هي التي تحسم الأمور.

نجوم هوَت !

فيما يقول المدرب محمد قاسم إن البعض من نجوم الكرة العراقية كانت لمساتهم واضحة في خروج منتخباتنا الوطنية من البطولات، نتيجة عدم تنفيذهم ركلة الجزاء بصورة صحيحة، فعلى سبيل المثال في بطولة خليجي 23 خرج المنتخب العراقي أمام الإماراتي بسبب إخفاق اثنين من النجوم في تنفيذ الركلة وهما علاء عبد الزهرة وهمام طارق، خرجنا من البطولة صفر اليدين بعد أن كان المنتخب العراقي مرشحاً قوياً للفوز باللقب، خرج على أيدي النجوم، كما أن نجوم المنتخب الأولمبي كانت لهم بصمة!! في خروجنا من نصف نهائي كأس آسيا تحت سن 23 عاماً عندما أخفق النجم بشار رسن في تنفيذ ركلة الجزاء وودعنا البطولة أيضاً على أيدي الفيتناميين، والشيء الآخر والمهم هو حراسة المرمى، حيث عانت الشباك العراقية في السنوات القليلة الماضية من عدم وجود الحارس الذي يعتمد عليه في المباريات، بل أن أغلب حراسنا سواء في المنتخب الوطني وحتى الأولمبي لم يحسنوا التصرف في صد ركلات الترجيح.

تخطيط غير سليم

من جانبه قال الدولي السابق محمد حسن: الحقيقة أن كرتنا العراقية أصبحت في “خبر كان” نتيجة التخطيط غير السليم للقائمين عليها، فالمنتخبات العربية والآسيوية تفوقت علينا في السنوات القليلة الماضية، بل صارت تتغلب على منتخباتنا في البطولات، والدليل أن المنتخب الفيتنامي لم يفُز على منتخب عراقي مطلقاً.. اليوم أصبح نداً وتفوق علينا وأخرجنا من البطولة الآسيوية الأخيرة، أعتقد أن السبب في تدهور حال الكرة العراقية يعود إلى نوعية اللاعبين الذين تم اختيارهم من قبل المدربين للمشاركة في البطولات، فالمنتخبات العربية والآسيوية تطورت كثيراً بينما حصل تراجع مخيف للكرة العراقية.

لابد من مدرب أجنبي

أما المتابع الرياضي سليم قاسم فكان له رأي عندما قال: المصيبة لا تكمن في ركلات الترجيح التي يضيعها لاعبونا في البطولات لكن (المصيبة) في تشكيل المنتخبات الوطنية العراقية، في السنوات القليلة الماضية أصبحت المجاملات والإخوانيات وأمور أخرى هي السائدة في اختيار المدربين واللاعبين للمنتخبات الوطنية والنتيجة كانت كما شاهدها الشارع الرياضي العراقي كرتنا من سيئ إلى أسوأ، نشارك في البطولات ونخرج على أيدي أضعف المنتخبات، حتى أصبحت منتخباتنا تشارك من أجل تكملة عدد فقط دون أن نزاحم على خطف بطولة ما، وشاهدنا المشاركات الأخيرة لمنتخباتنا الوطنية وكيفية الخروج المذل منها بخفّي حنين والحال نفسه بالنسبة للمنتخب الأولمبي الذي لم يتمكن أن يجاري أضعف الفرق الآسيوية وهو الفريق الفيتنامي الذي سجل ثلاثة أهداف في مرمانا نتيجة ضعف الدفاع وهشاشة الحارس الذي كان مهزوزاً في المباراة أمام فيتنام، ولا أعلم ماذا كان يفعل المدربون قبل البطولة، فاللاعب يجب أن يتعلم كيفية تنفيذ ركلة الجزاء وهي سهلة بدون شك